احتراقُ الصَّمْت د.نبيل قصاب باشي أُحبُّكِ هلْ أنتِ بيْ تشعرينْ؟ @@@@ وهلْ يسمعُ القلبُ شجوَ الأنينْ؟ أحبكِ والكونُ ينساحُ عطراً@@@@ بما زفَّهُ من زفيري الدفينْ تموت السُّنون بلحظةِ عُمْرِي @@@@حنانيكِ كيفَ أمتِّ السنينْ؟ فيا وردةً بين شوكِ الحقولِ @@@@متى القلبُ يزهر ُ بالياسمينْ؟ متى النجمُ يُشْعِلُ أضواءَهُ @@@@متى الشمسُ تحرقُ عطرَ الحنينْ؟ متى الليل يُسكتُ همسَ القلوبِ@@@@ ويغفو على صمْتِهِ الساهرونْ؟ سألتُ دموعَ الجفونِ فقالتْ @@@@ تعبْتُ تعبتُ منَ العاشقينْ فخُذني إلى زورقٍ منْ خيالٍ@@@@ أضاعَ المرافئَ خلفَ العيونْ ودعني أغيبُ بجنَّاتِ روحي@@@@ وأشعلْ بعقليَ نارَ الجنونْ أليس الجنونُ نديمَ السكارى@@@@@ ونجوى الهوى وهُدى الحائرينْ؟ فدعْني هُنا أحتسي نارَ صمتي@@@@ ودعني هنا في احْترَاقي الدفينْ ودعني أرى في يقيني الظنونَ@@@@@ودعني أرى في ظنوني اليقينْ ودعني أسائلُ نُخْبَ الأماني@@@@@أتُرَجَى الأماني بكأسِ المنونْ؟ أيُرجَى اليقينُ منَ الوَهْمِ يوماً@@@@ إذا ما لَغَا الوَهْمُ بالواهمِينْ؟ فكمْ مِنْ معَانٍ بلا أَحْرفٍ @@@@@تَبِينُ لذي اللُّبِّ أو لا تَبِينْ وكمْ من كتابٍ بلا أسطرٍ@@@@وكم منْ سطورٍ بلا كاتبينْ وكم قلمٍ خطًّ دونَ مدادٍ@@@@ ولم ترَهُ في السُّطورِ العيونْ وكم من شفاهٍ بلا قُبلةٍ @@@@ ودمعٍ بلا مقلةٍ أو جفونْ ؟ وكم من غصونٍ بغير زهورٍ@@@@ وكم من زهورٍ بغير غصونْ!! وكم حرقَ القلبُ أنفاسَهُ@@@@وما انطفأتْ فيـــهِ نارُ الشجونْ!! سألتُ الليالي عنِ البدرِ يوماً@@@@علامَ يَهِيــمُ بهِ الهائمونْ ؟ وفيمَ العنادلُ تصْدَحُ سكرى@@@@وفيمَ يُذيبُ السُّكارى الحنينْ ؟ وكيف الأزاهرُ تَذْبُلُ حَيْرَى @@@@وتحصدُ قمحَ الأماني السنونْ ؟ وحتامَ يسبحُ في الكونِ نجمٌ @@@@ولا يُتعبُ البحرَ ضَبْحُ السَّفينْ ؟ ولِمْ يحضنُ الغاب ُعُشَّ الطيورِ@@@@وحيناً يحرِّضُ وحشَ العرينْ ؟ ولمِْ يغرقُ الغابُ في الصمتِ طوراً@@@@وطوراً يَؤزُّ أزيزَ الأَتُونْ ؟ لماذا حروبُ الورى هائماتٍ@@@@على وجهها كلَّ حينٍ وحينْ؟ وحتّامَ تُردي المنايا البرايا @@@@وفي أيِّ عهدٍ تموتُ المنونْ؟ لماذا لماذا و كيف علامَ@@@@وفيم يكونُ الذي لا يكونْ؟ إلامَ وهلْ بلْ ومَنْ ذَا ومَاذَا@@@@ يُفسِّرُ ما جَهِلَ السائلونْ؟ وماذا انتهى الأوَّلونَ إليــهِ@@@@ وماذا استهلَّ بهِ الأسبقونْ ؟ وفيمَ الجنونُ حكيمُ العقولِ@@@@ وطوراً حكيمُ العقولِ الجنونْ؟ وكيف الأمينُ يصيرُ خؤوناً @@@@ وكيف الخؤونُ يصيرُ أمينْ و سَجَّانُنا واحدٌ غيرَ أنَّ لهُ في حِمانَـا مئــــــــــــــاتُ السجونْ وطبعُ الشياطينِ نارٌ تَلَظَّى@@@@ وطبعُ "ابنِ آدمَ "ماءٌوطينْ وفي كلِّ قومٍ يُمَجَّدُ دينٌ @@@@ وفي كُلِّ دينٍ إلهٌ خؤونْ وفي كلِّ يومٍ تموجُ دماءٌ@@@@ويغرقُ باسْمِ الدِّمَا ألفُ دينْ وكم مِنْ مُدَىً لم يصبْ طاعنوها@@@@وهلْ في المُدَى تُهمةُ الطاعنينْ؟ وكم طعنةٍ سُدِّدَتْ من طعينٍ@@@@ولحنٍ شجيٍّ بغيرِ شجونْ! وكم سَاجدٍ خَاشعٍ في صَلاةٍ @@@@ وكمْ منْ صَلاةٍ بلا سَاجدينْ وكم صَامتٍ ناطقٍ دونَ صمتٍ @@@@وعِيٍّ تشدَّقَ في السامعينْ وكم من فقيرٍ تصدَّقَ دهراً@@@@على أغنيــاءَ منَ المترفينْ أيحسبُ كلُّ تقيٍّ نقيٍّ @@@@ بأنَّ الفراديسَ للمتَّقِينْ وأنَّ العُصاةَ سَتُرْمَى إلى@@@@ أسافلَ تَهْوِي مع السافلينْ وأني استهمتُ بما قد خلطتُ @@@@ جوابَ المسائلَ بالسائلينْ وأنَّ السنينَ استهامتْ بصَمْتِي @@@@ أُسائلُ فيها "الأَنَـا" والأنينْ فحارَ سُؤاليَ بصمتِ السنينَ @@@@ وما وعيتْ تمتماتي السنونْ لقد تعبَ الدهرُ منْ فلسفاتي@@@@أفي كلِّ "جيمٍ"لها ألفُ"سينْ"؟ تَقَهْقَر َ عقليْ بنَوْءِ سُؤالي@@@@ وأنهكَ صَمْتِيْ صُراخي الدفينْ فصمتي انفجارٌ وصوتي احتضارٌ@@وفي صمتِ صوتي صدَىً المستكينْ: يصيحُ بنا قالَ ربُّ العبادِ:@@@@اعرفُوا ياعباديْ لِمَنْ تسجدونْ "خلقتُ العبادَ لكي يعبدونِ "@@@@ وما عبدوني لكي يعرفونْ فلا أنتمُ عابدُو ما عبدتُ@@@@ ولا أنا أعبدُ ما تعبدونْ "