ساعٍ بالبريد د. طاهر عبد المجيد سَئِمْتُ من الحياةِ ومن وجودي وهلْ تُغري الحياةُ بلا جديدِ أراها لا كما كانت قديماً تُفاجئني بتوفيةِ الوعودِ ولا أدري متى انقلبتْ وصارتْ تُعاملني بقلبٍ من حديدِ تُجرجرني إلى موتي كشاةٍ تُساقُ لِذَبْحها في يومِ عيدِ كأن العمرَ خطٌ مستقيمٌ يمرُّ من الوريدِ إلى الوريدِ تقولُ: لنا لقاءٌ غيرُ هذا سيجمعنا وما هو بالبعيدِ هنالك سوف تُلبسني ثياباً مُفَصَّلةً على قَدِّ الخلودِ وتُهديني سَعادتها عروساً بلا مهرٍ يُقدَّر بالنقودِ فقلتُ لها وقد لَمْلَمْتُ نفسي وَعُدْتُ إليَّ من أقصى شرودي جميلٌ ما وَعَدتِ بهِ ولكنْ أَرى وعداً بلا ياءِ الوعيدِ لماذا كلُّ هذا بعدَ موتي؟ أَليسَ لديكِ من حلٍّ فريدِ؟ فقالت: لا، فَعالَمُنا أسيرٌ لمحدودٍ وذاكَ بلا حُدودِ يقومُ الموتُ بينهما كبابٍ وحيد للخروجِ بلا محيدِ أُريدكَ خالصاً من غير طينٍ كآخرِ ما تَبقَّى من قيودِ تُحلِّقُ في السَّماءِ بلا جناحٍ وتجتازُ العصيَّ من السُّدودِ فَكُنْ في هذهِ الدنيا شهيداً تَكُنْ يوم الحسابِ من الشُّهودِ لديكَ وديعةٌ من روحِ ربِّي سَأُرجعُها بعهدٍ من عهودي فعذراً يا رفيقَ العمرِ إنِّي على عَجَلٍ كما فَعَلَتْ رُدُودي ملاكُ الموتِ منتظرٌ قدومي وما أنا غير ساعٍ بالبريدِ