1
سنهمسُ بالوعد للياسمينْ
ونمضي إلى حتفنا باسمينْ
لنهدي من العمر أحلى سنينْ
إلى كل من يصنعون الحياةْ
2
سنمضي إلى حيث طار الحمامْ
فإن لم نجد فرصة للكلامْ
سنرسلُ أرواحنا في الغمامْ
إلى قبر من قال لا للطغاةْ
3
فإن لم يشأ أن نموتَ القدرْ
وَعدنا على صهوات الخطرْ
سننشدُ في الليل حتى السحرْ
ونختم أفراحنا بالصلاةْ
4
سنكتبُ عن حلمنا المستباحْ
وعن كل ما ضاع منا وراحْ
إلى أن يعودَ إلينا الصباحْ
ففي كل جفنٍ وجرحٍ دواةْ
5
إذا ما طغى حاكمٌ في البلادْ
وأكثر فيها الأسى والفسادْ
أيبقى هنالك غير الجهادْ
يعيدُ لنا الفجرَ والأغنياتْ
6
إذا ما رجعنا لعصر العبيدْ
ولم يبق في عمرنا أيُّ عيدْ
فكم من جريحٍ وكم من شهيدْ
سيكفي لندحر ظلَّ الغزاةْ
7
سنحشدُ كلَّ الخطا في الطريقْ
ونصنعُ من يومنا ما يليقْ
بعصرٍ سيأتي وماضٍ عريقْ
فكلٌّ لهُ منهجٌ أو أداةْ
8
بقينا عصوراً من الانتظارْ
نراقبُ مهديَّنا المستعارْ
وها هو ذا نِيْلُنَا في انحسارْ
وعمَّا قريبٍ يجفُّ الفراتْ
9
تُرى هل ستكفي ثمار النخيلْ
ليولدَ فجرٌ لنا كلَّ جيلْ
إلى أن يجيء الغد المستحيلْ
وليس هنالك من معجزاتْ
10
بدأنا بجيلٍ يهزُّ المدى
ويهزأُ بالموتِ قبل العدى
فصرنا لأعدائنا كالصَّدى
نردِّدُ ما قيلَ من مفرداتْ
11
لماذا تأخَّر عنَّا الصَّباحْ؟
ومن أين مرَّت إلينا الرياحْ؟
تنام جراحٌ وتصحو جراحْ
ونحن كما نحن أسرى الرواةْ
12
إذا الشَّمس غابت قبيل الغروبْ
ولم ترضَ من بعدهِ أن تؤوبْ
لماذا نفسِّرُ هذا الهروبْ
بكثرة ما عندنا من عُصاةْ؟
13
نفكِّرُ دوماً بما قد مضى
كأنَّ الذي سوف يأتي انقضى
لنغمضْ قليلا عيون الرضا
عسانا نرى بعض ما هو آتْ
14
عصيرُ الحقيقة مرُّ المذاقْ
كهذي الحياة التي لا تطاقْ
تضيعُ الشآمُ وضاعَ العراقْ
ولمَّا نزل نحتسي الأمنياتْ
15
نحبُّ الحياة كما الآخرونْ
ولكن كما نشتهي أن تكونْ
وإلا فأهلاً بريبِ المنونْ
وبالعيشِ في عالمِ الذكرياتْ
16
إلى كل من يعشقون الوطنْ
أليس لكلِّ ثمينٍ ثمنْ؟
كفانا انتظاراً لهذا الزمنْ
لِيُلقي إلينا بحبلِ النَّجاةْ
من فحو الشابي فيها مساس!
ما أجملها من نزعة أبية تحملها نفوس عزيزة لا ترتضي هوان الذل والتبعية...
سلمت أناملكم أيها القدير ولا عدمتم الجمال والألق أبدا
محبتي والاحترام
لك كل الشكر والتقدير على هذا التعليق الجميل الذي زيَّن ما اقتبست من مقاطع. وهذا يدل على حجم ما في قلبك من حب لأوطاننا المستباحة التي لم التي لم نعد نملك منها غير الذكريات المعجونة بالدموع والآهات.
أشكرك على تعليقك الجميل. ولا أدري لماذا تحرجني دائماً بتثبيت القصيدة وتضعني تحت الأضواء الساطعة. دعني في الظل الذي أرتاح إليه دون أن أتحمل مزيداً من المسؤولية في الحفاظ على مستوى معين من الإبداع الشعري يليق بمن يجلسون على منصة المنتدى.