رد: بطاقة تعريف على هامش الشهر الفضيل اللقاء (17)مع الشاعر جميل داري
أستاذنا الغالي جميل داري
يا ميت هلا ومليون مرحبا
بطاقة تعريفية رائعة
زادتنا يقيناً أنك إنسان متميز في كل شيء
حفظك الله تعالى من كل سوء
وأرجعك إلى وطنك الغالي سوريا سالماً غانماً
محبتي
رد: بطاقة تعريف على هامش الشهر الفضيل اللقاء (17)مع الشاعر جميل داري
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دعد كامل
في مدينة عامودا حيث مسقط رأسي ترعرعت وتغربت عنها وبقيت الذكريات بمرّها وحلوها شعلة متقدة في الذاكرة، وشهر رمضان طالما يذكرني بطفولتي الرمضانية حيث لم أكن اعرف من الصوم إلا سحوراً وفطوراً ومدفعاً وطقوساً أخرى لم تعد عالقة بالذاكرة المرهقة تحت وطأة السنين والاغتراب، والقليل من النجاحات والكثير من الإخفاقات على المستويين الخاص والعام” .
كان أبي وأمي يحثانني على الصوم إلى الظهيرة ليحسب لي بنصف يوم، وهكذا كنت أصوم للظهر فقط، وحين ساعة الإفطار، كنت أجلس مع الأهل حول مائدة متواضعة لكنها تتميز عن الأيام العادية، وكان رمضان يمر سريعاً، كضيف خفيف الظل، ففيه كنت اشعر بالتآلف بين أفراد الأسرة وبقية الأهل والجيران، وكثيراً ما كنت أكلف بأخذ وجبة من الطعام المميز إلى الجيران، ليردوا الصاع صاعين بعد يوم أو يومين، وها أنا أستذكر تلك الأيام العامودية:
امنحيني هدية من هباتك
واجعليني قصيدة في حياتك
واسكبي في يدي بعض غيوم
والكثير الكثيرمن قبلاتك
إنك النور ساطعاً في ظلامي
فامنحيني القليل من شذراتك
رفرفي كالطيورتحت سمائي
أسمعيني الترتيل من همساتك
لمّا تكون الحياة بهذه التّفاصيل محفوفة بهذه البساطة موغلة في حسن أهلها وعراقتهم وطيبتهم وكرمهم ويكون المنهل منها....فانّ بصمتها في الذّات لا يمكن أن تنحت غير الجمال والرّقيّ
فهنا وفي هذه الهويّة كتب أستاذنا جميل داري بشكل يشبهه جدّا...وقد جاءت شواهد الهويّة كلّها مؤكدة أنّ نظرته للحياة نظرة شاعر أنيق الرّوح والوجدان فاره الفكر محبّ وعاشق لمسقط الرّأس
تربة الأهل والأجداد مدينة عامودا التي ظلّ يتنفّس هواها والتي ظلّت تسري في دمه ...
أستاذنا الرّاقي
أحسنا بك الظّن منذ أول وهلة لنا في هذه الصّرح الأدبيّ وأنتم أهلا لحسن الظّن وستظلّون تعبقون في وجدان كلّ من عرفكم هنا ...فمعدنكم ذهب واللّه ذهب خالص
تقديري واجلالي واحترامي الكبير أيها الجميل داري
المبدعة الكريمة دعد
إن من البيان لسحرا
وأنت هنا تحملين الغيم تسكبينه في حقول الحياة
كل كلمة من كلماتك متوهجة بعبير روحك الأنيقة
ما نحن إلا ماضينا وحاضرنا وغدنا
نحن طوع هذا الزمن الذي يقيدنا بحدوده فلا نطيق منه خلاصا
ومن من لا يكفيه زمن واحد فيبحث عما بعد الزمن كما فعل المتنبي حين قال:
أريد من زمني ذا أن يبلغني
ما ليس يبلغه من نفسه الزمن
أمس بدأ رمضان وغدا يرحل دون اكتراث بنا وكأنه كان ضيفا وحان موعد رحيله وقد وعد ان يعود العام المقبل وهو صادق في كلامه ولكن:
ربما يأتي ولا يجدنا وحتما لن يحزن ولن يسأل عنا فهو يهمه فقط ابناء الحياة
ترى ماذا تخبئ لنا الايام
كم رمضانا آخر سيأتينا ضيفا ؟؟
كله في عالم الغيب
أتمنى لك حياة جميلة في ظلال الزمن
ولك كل التقدير
رد: بطاقة تعريف على هامش الشهر الفضيل اللقاء (17)مع الشاعر جميل داري
شاعرنا الجميل جميل داري مساء رمضاني جميل و إفطار شهي
في شوارع كلماتك و أزقة معانيك تجولت كغيري و أنا كلي ثقة بأن ما سأقطفه من ثمار في هذه الجولة ستكون شهية طازجة و نظرة .. و كنت على ثقة أنني مهما عرفت عنك ان هنالك ما سأتعرف عليه من معاني نابعة من قلب لا يعرف إلا الحب حتى لو تعرض لبعض الشح احيانا بسبب الظروف و الواقع الأليم إلا أنه دوما يعود لغزارة عطاءه .. و جمال حضوره الذي يحجبه عنا أيضا رضوخا تحت سماء انعكاس ما يحدث من كآبة و حزن .. و دوما أيضا يجدنا في انتظاره و انتظار قلمه الثر الذي يفيض عذوبة و جمال و روعة .. ليمطرنا بحروفه الباذخة .. يمد قريحته بالشعر و النثر المتميز .. سعيدة أني استطعت أن اخرجك من دهاليز عزلتك لتشاركنا أفكارك و مشاعرك و آرائك التي نقدرها كثيرا .. و شكرا لانك لبيت دعوتي و انضممت لنا في هذا اللقاء الرمضاني الخفيف و العميق في آن واحد .. كل التقدير لك و لهطولك الباذخ و لما نثرته من ابداع فقد عبر عنك / عنا جميعا .. لأنك شاعر إنسان بكل معنى الكلمة .. و شكرا مرة أخرى لأنك فتحت لنا باب حوار رمضاني آخر لنقترب من عالمك أكثر و أكثر .. و ستبقى عامودا و سورية مغروسة شتائلها بين كلماتك .. أعادها الله لنا و أعادنا إليها .. مودتي و تقديري و الياسمين