اطمئن أستاذي ؛ فعدة الغوص ما زالت بخير و جهدي المبذول لا ينهك قواي طالما معي باقي الكرام يعاونونني
و ما شاء الله أجد اللآلىء تصطف في العقد و حصتك منه الكثير من اللآلىء
و هي دعوة أوجهها للنبعيين الكرام مرة أخرى
لينقلوا ردود الكرام عليهم التي يجدونها بهية إلى هنا لنتمتع جميعا بقراءتها.
تحياتي أستاذي.
أجلد نفسي و أحاول أن أُخرج الآخرين من جو التعاسة و الكآبة , لأجدني غارقة فيها وحدي,
أبحث عن قصة حب أبدية , عن قصيدة ,عن أغنية لا املُّ سماعها تغنيني , تغني لي لرفيقي ,
قال لي أحد الرفاق : أكتبي
اكتبي عن عجوز مثلي يبحث عن واحدة قريبته بحيفا ظل يحبها وتحبه من رسائل تهرب عبر الحدود ..
اكتبي عن شباب يفقدون الاتصال بحبيبة ليكتشف أنها متزوجة ..
عن العجز الجنسي عن الخيانة الزوجية عن الشبق بتاعي ..هناك حب لأننا معقدين...
سأكتب عن حلم يلازمني ليل نهار, أستيقظ على صوت بكائه الذي لا ينقطع, رغم ذلك لم يجد للشكوى مدخلا , و ظل يبكي,
فتتُ الحكايات إلى تفاصيل دقيقة , و انتقل من حكايا الأطفال إلى أخرى تفتتح قصص الليالي الطويلة, لا يدركها الصباح و لا أكف عن الحديث عنها ,
ليس هناك حلم قبيح في الكون لكنه مثيرٌ للرفض فالتجاعيد فوق جبهته تُحدّثُ عن استحالة الوصول اليه,غارق بين سراديب الخوف يكابد ويعاند ليخرج من الضباب , ليتحول الرفض بعد ذلك إلى شفقة ..
تعب يلامس شغاف القلب و يستقر هناك في الأعماق , ينام ...يستيقظ...يتقلص وجه بطنه في حركاتٍ عصبية تستفز استقرار الروح ...
تُمانع ..يُصر..يدور بها في فضاء الأمس ..هدها السهر و القلق المزمن غطى وجهها بالأسى ,
يهمس بكلمات تستقر في قلبها الضعيف ..و يقف بينهما صمتٌ ثقيل .. طويل ..
كان يسمع في الليالي بكاءها الصامت ...تسرب من عينيه بكاء ...فزع ..خوف..خاف عليها منه .. من أزقة البلد.
تبحث عنه ضائعة ..ولا تصدق أنها ميتة ..تنتظر تشييعها إلى مثواها الأخير في أحشاء قلبه الصخري
طال وقوفهما على حافة المشاعر و أوغلَ أبعد منها بشبر ...الآن يحس بالندم و الألم معاً..
تعجب..تعجبت ...كومة من الأوراق و الذكريات ..قرءاها معاً ..و أنكسرا معاً..فنال الظهر قصم العمر..
قالت لنفسها : لا وقت للحزن أو الإنحناء ...و الحرب تطرق أبواب الخيال ,’
يهرب الأمل منا إلى أطراف الحقول و يتسلق الهضاب ..و ماذا سيحدث في أيام الشتاء..و الطقس بارد و طقوس العشق تزيده برودة .
يا شوقي و جنوني ..
يا سجادة زهرٍ تطير من زهرِ إلى زهر..
يا تعبي يا وجعي ..يا حلمي و كل أملي ..
تأملت عمري الزاحف نحوك مثل زحف المخلوقات الصغيرة على الأرض نحو المجهول ,كلما رفعتُ رأسي رأيتُ في البعيد ركاماً من الغيوم الرمادية ..
و الشمس تختلس النظر من وراء الغيم ........
و أتذكر...
حين أمسكت بيدي لأول مرة و خرجت بي إلى الشوارع مندفعاً امام القبيلة ..قدتني إلى موتٍ معلن ...
اليوم نكأتَ الجرح ..أدميتني في موطني ..موطن الألم .....يعصفُ بي الحنين لعطرك لساعة الصفر قبل اللقاء...
راهنت عليك كما يراهن الأغبياء على الحصان الخاسر من اجل الترفيه ..
و أتذكر..
أني فقدتُ القدرة على النطق و انسحبت إلى عالمي الخاص...و واظبتُ على زيارة المقابر ..كنتُ أجلس عند القبر ساعات طويلة .. لا أدرك الوقت ..و الظلام دوماً كان يدركني...
كان لابد من ايجاد طريقة تجعل الحياة بها محتملة ..فالحزن مثل الخبز و التابوت أمر طبيعي جدا...و الصرخات تعشعش في الخلايا ..
كنتُ متأكدة من أنه سينهار يوماً , و يفقد الرغبة في الحياة ..لكن ليس بهذه السرعة ..
حلم يشبه الجلد المترامي فوق العظام كالملابس الفضفاضة ...تحتاج لمدة طويلة للتعود على منظر بؤسه الشديد..
صب الهمسات المثيرة في آذان مرهفة شديدة اللهفة ..بها شوق يعصف لرؤيته و الساعات و الدقائق حبلى بالحنين اليه..و اللحظة تشكل فاصلاً ما بين الحقيقة و الحلم ...
و قد تفقد عمرك كله إن لم تعش تلك اللحظة .. أي مصير كان ينتظرني لو كان واحد غيره ..؟
مازالت تعبق روحي رائحة القهوة الطازجة القادمة من الشارع المقابل .. و من أين يأتي صوته لا أدري ..صوته الخافت الضعيف الذي يخترق أذني حتى النخاع ...
يستخرج الحنان من الصخر الصلد المتراكم على صدري ...يحاول نفض الضباب المتجمد على قلبي ..و بأصابعه السحرية يمسح البرد عن وجهي ...
يا تفاصيل الحنين هدني الشوق اليه ..من حلمي المحكوم عليه بالانتظار , من الوعي ..وراء الوعي..يا رعب الساعة ,
لا املك قوة أوقف الوقت ..و العمر يقف ذاهلاً يصغي لحشرجة صوتي مبتسما ابتسامة ساخرة ..
في الليالي الطويلة يعلو الدخان إلى الأقبية المعتمة ..على أضواء النجوم أشيع آخر الآمال و أطفئ أخر مشاعل الشموع التي أهداني ..
أغرقني في متاهات الذكرى و هدر كرامة الغابات ...تنفست البخور بين الأرواح الخبيثة الحائمة فوق رأسي تدقهُ دق المطرقة على الحديد ...
أسعفني ., . أنقذني من عالم الغيب ..و لا تردد تلك الجمل المتشابهة الحروف ..رتب لي الحقيقة بيديك ..أخرجني من عالم الدخان و الحرائق , فما عدت أطيق وتيرة الدوامة , و أنا على وشك السقوط...
و أتذكر ...
\
الذي عرفته بالأمس ..و رائحة السجائر المنبعثة من جسده….و أشياؤه العابثة بأوردتي تمزق ابتساماتي ..تحاصر خاصرتي ..وروحي تهرع نحوه تلبي نداءه …و حبه ينمو و يكبر ..منذ أوكله القدر مهمة قتلي…
كان ذلك قبل أعوام طويلة ,
و …
\
أتذكر …
\
رجل يشبه السنديان ناصبا لا تهزه العواصف ..كان يستطيع النفاذ من أضيق الأماكن, إلى قلبي ,
حملت به و بأحلامي منذ أنجبتني تلك المرأة التعسة ,\
حملتُ فأس الصبر و أمضيت العمر أكسر الصخر على بابه,
و شمس الأمل تطل من خلف الستار ..\
تهبُ ريح البعيد تلفح اللحظة توقظها من غفوتها وراحة تسترقها من غفوة الألم في عُشر اللحظة . .!
تضعها بين يديه , يهدهدها , \
ينظر اليها بأسى \..
يطمئن إلى صدرها ..
يغفو ..تغمض عينيها …
تنام ..\..
يستيقظ…تستيقظ…
.من جديد….
و أتذكر…
رحل و أغلق الباب خلفه مودعا بابتسامة مطمئنة …!!
أقف مبهورا في معبد بوحك وأنت تعزفين على أوتار القلب الجريح
نص أخذ بمجامع إعجابي واندهاشي لصوره المذهلة وحروفه النابضة
قرأتك وأنا منتش لعذوبة الحرف المضمخ بالحزن وآهات العذاب
تملكين القدرة على إدارة الحرف ليكون طيعا بين أناملك
هذا هو رأي متلق والنص بحاجة إلى ناقد محترف ليخرج
اللآلئ من أعماقه ويشير إلى لوحات الجمال المرسومة فيه
شكرا لهذا الهطول الذي أسعد روحي وأفرح قلبي ورواني نميرا عذبا
تحياتي ومودتي وإعجابي
شكرا كبيرة أستاذي
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
المبدع الرقيق / سفيان الهمامي
قطعة نثرية منسوجة من ناعم الشعور
ورقيق البوح السندسي الوديع
سعدت بقراءتها وحلقت في عالم جميل
تحياتي لك وتقديري
غير أني لم أفهم معنى قولك :
الندى في عاطفي وطفي قرينتي
لعله سوء فهم !
دمت رقيقاً
كل التقدير
فاضلتي
روح الأدب
عطاف سالم
هذا الرد حفزني على العطاء أكثر
فشكرا لكِ بحجم الكون
طوق من الياسمين لقلبكِ
رد الأستاذ احمد الدراجي على خاطرة الأستاذة مرمر القاسم فوضى الأواني وذاكرة النظر \ الى الأستاذة عواطف عبداللطيف
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الدراجي
من خلال التأملات ، يتشكل الوعي بالوظائف الإبداعية والأنزياحات الشعرية ، ، في سطور قد تخفى عنا، في هذا النص ،،عندما نشرع بفك طلاسم السطور لمرمر القاسم
فاتحة للتأويل ، و الأداء معا في سياق الصورة الشعرية السردية للواقعية ضمن تداخله الأساسي مع الوعي الإبداعي المنتج للحكاية المؤثرة في صناعة سياق الشعري – تخيلي متجدد ؛ فالوحدات الكثيفة للسرد تحمل صخب الشخوص المرسومة بدقة ، و آثار من الصور الفنية مصحوبة بفاعلية جديدة مؤولة في عوالم المتكلم الداخلية ، و كذلك منلوجات الشعر التي تكشف عمق لغة الكاتبة التسجيلية ؛ إذ إنها لغة مزدوجة بين التقرير من جهة ، و استشراق ما فوق الواقع ضمن وحداته الجزئية من جهة أخرى .
وترصد الكاتبة هنا شخصيتها ذات النبوءات ، و المعرفة الإشكالية بأحداث النص ، و وسائطه لبلوغ هذه المعرفة هي ؛ الأحلام ، و العناصر اللغوية ، و تقلبات المزاج الشعري ، و الموسيقى ، و السراب الغير مرئي ، و ما إلى ذلك ؛ و تظل الكاتب في حالة تتبع للمسار المعرفي للأحلام تحاول أن تجعل توقعاتها تتوافق مع ما يهمها . وما تبتغية
تتضارب مستويات المعرفة في كلماتها ، و من ثم يضعنا النص أمام التساؤل المتكرر حول المعرفة الأولى ، و معنى الحقيقة المتضارب أيضا ، فمن الواضح أن الكاتبة ترتكز على حدس نسبي في نبوءاتها ، بينما يوحي خطاب المتكلم بتطابقها مع واقعية المفردة المؤثرة . إنها الخبرة الفردية التي يحولها إلى تمثيل سردي معرفي متحول في كلماتها عن واقعيتها التي تمثل الحياة المعبرة ومعنى للوجود العقلي المتكامل نوعاً ما ، إذ تتحول الذكريات لديها دمع ثمين إلى حكاية تعمل من خلالها الأطياف ، و الشخصيات المتخيلة في وعيها ، كأنها تقاوم قوتها المعرفية التي أثبتتها في البداية من خلال التوظيف الإبداعي – النسبي لما لا يراه ، و ما لا يراه المتلقي أيضا .
عذراً للنص أوجه عدة وبحثت عند الجانب المعرفي بصورة موجزة
تقبلي كل التقدير والإحترام
رد الأستاذ عبد الرسول معله على نص آخر الخربشات
شكرا أستاذي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرسول معله
ما أجمل هذه الخربشات التي كانت كالحجر الذي ألقي في بركة العقل الراكدة كي تثيريها وإن كانت بعض ضرباتك موجعة حد الألم غير عابئة بردة فعل وكان ذلك في ( شبيهه ) فأنا متأكد أن عظام كنت وهيجل قد تقلقت في قبورهم لما نال معبودهم من ذل حيث شبهوه بالنعال وهو أخس موجود في الذاكرة .
في كل نص أقرؤه لك أرى لك وجهان فمرة تتساقطين كالندى على القلوب ومرة كحجارة من سجيل على الرؤوس ففي حروفك تجمع الندى والنار وكل له مهمته
تحياتي ومودتي
التوقيع
لايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
في ليلتي اليتيمه
طوق الم من لحظات الانتظار
وحبيبي يغتسل في عيون الليل
ويستدفئ بنار اشعلها لهيب احتراقي
لياليّ الطويله
على وقع نبض اليتيم
اودت بصمتي
وقتلتني حين صحوت من حلمي
تعبة انا
فعذرا منك ومن همس انتظرته ولم يأت
ولحفيف غابات الياسمين
الذي اتجاهله كلما مر طيفك ببالي
عذرا من زقزقة العصافير
التي تنتحر على شباك الرغبة
عذرا من صمتي الصارخ في ظلمة القهر
ومن خواطر قلبي التي تصيبني بسهام قاتله
من نار عشقي