الهاتف النّقال وأشواقنا

في مجلسي
كنت أعبث بهاتفي النّقال
امسح رسالة صادرة واخرى واردة حتى انتابني الضجر فطفقت استمع الى - ياحريمة الشوق مرة بلحظة خايف -
ياااااه
غمرتني فكرة الغاء الخط ، انه لايترك فرصة لي لانتظر ساعة او ساعتين لابث من احب خبرا جميلا ...
فقديما كنت افكر : " سأنتظر حتى مجيء - الغائب - وأسرّه بخبر سعيد او سانتظره ليرى ثوبي او قصة شعري "
اعتقد اني بحالة هذيان ...
اين القهوة ؟؟
لعلها تجيبني ان كان النّقال يذيب فرحة الأشواق ؟؟؟
ماذا تقولون ؟

عجيبٌ أمر هذا الجوّال في تفاصيل أيامنا
والنقّال في هدأة لحظاتنا
يعبر بنا مسافات ويجول معنا متاهات
نلعنه تارة في خلوتنا
وأخرى نحنّ إليه وكأن من نحب جالسٌ فيه
ينتظر منّا إشارة العبور إلى ...
غريبٌ أمر هذا الجوال..أنه يشبه ذاكرتي
أنه يخزن صوت الحبيب
يمسح بنفسه رسائل صادرة ليفسح المجال للواردة،
أن تتربع عرش الخلود
عجيب
هذا الصباح ...لا صوت له
لم ينقل إلي وجه الحبيب وملامح الوطن
وضحكة الربيع
ممممم
قهوتي باردة
والهاتف مصاب بوعكة صحيّة
وخرس منذ ساعتين شوق إلا بضع ثواني جنون
،
،

لا أعلم لماذا أصبح هاتفي الجوال هذه الأيام يربكني
يشعرني بتوتر كبير .. ويجدد حيرتي .. ويشتت فكري
يحملني إلى من أحبهم عبر حروفهم صوتهم ..
سلام .. وسؤال
أصبح من الصعب الإجابة عنه ..
ربما اصاب الهاتف بعض العلل ..
ربما أراد العزلة لبعض الوقت ..
فلم يعد ينفذ مهامه على أتم وجه
شعر بالعجز في أحلك الأوقات ..
على رديف آخر من الزمن
يَستنهض الشوق عند ضفاف بعيدة
فقد أعاقت رنينه قرارات غريبة
و أثارت الشوق عند من أحب هذا الرنين ..
وعشق هذا الصوت ..
تحية وحروف وكلمات لازمت الذاكرة ..
تمر عجلة الوقت والحال كما هو ..
حواجز فرضت سلطتها ..
و حنين لا ترسمه إلا الحروف ..
أتأمل رسائله الواردة اووووف كثيرة هي الرسائل الخاصة بترويج
لبعض الإعلانات ..
والكثير منها من شركة النقال ..
تتفنن في إزعاجي ..
ابدأ في مسح بعض ذاكرته لأترك كل المساحة لمن زين
هاتفي أيام الفرح ..
وأنار عتمته في خضم الأحداث ..

............................................

الغالية كوكب البدري سعدت بهذه الوقفة مع الجوال
وسعدت بحروفك العفوية والصادقة ..
التي حفزت قلمي لترك هذه الكلمات

لك مني كل التقدير والحب ومشاتل من الورد

مودتي المخلصة

سفـــــانة

ربما أغضب أحيانا
أو تنتابني هواجس الغياب
أو أدفن دموعي ف محراب أوراقي
لكن
يكفي أن يصدح هاتفي " طول عمري بقول .. لاانا قد الشوق وليالي الشوق
حتى يغسلني الفرح
تتدفق الحياة في أوردتي
أهرع إلى مصدر الرّنين وكأن ألف سنة ضوئية تفصلني عنه
وبارتجافة عاشقة :
- حبيبي
.
.
.
نعم إنّه هو ..صوت حبيبي
بثّ الحياة في مفاصلي ومفاصل هاتفي
ومفاصل حكايتنا وكأنّه يوم حديثنا الأول على الهاتف


العزيزتان أمل وسفانة
لحضوركما نبضات
تحيتي

ربما علاقتي معه ليست جيدة
لأننا أمّة لا نعرف كيف ومتى نستخدمه
ولكن ...
في مرّات كثيرة أكون أنتظر
موسيقاه تتغلغلُ في نفسي : ( أخي جاوزَ الظالمون المدى ...فحقَّ الجهادُ وحقَّ الفدا )
فأجدني أحلّقُ مع النغمة وأنسى أن أبادر ( ألو وو) ..

الوليد

موظفة الحاسوب تُخبِرني كلَّ يومٍ تُخبُرني أن رقمكَ المطلوب غير مُستعملٍ!! أو خارج حدود التغطيةِ!!!!!!!!! أسأل عن أشوقيَ عن عصافيري عن غصوني الخضراء هُناك... وأُفَتِشُ في مُفكرة الأرقام ومواعيد الأيام ودفاتر مواعيدي المَنسيةِ عن صوت حبيبتي.. رنة ."""""" وتتوالى حتى تتلاشى أُغلق هاتفي أنظُر اليهِ ب~~ازدراءٍ أكرر الطلب...مررررررات لكنني لا أسمع صوت من أحببت!!! (عاود الإتصال مرة أُخرى)

بلا هاتفينا
لاأدري
هل كانت الحكاية ستأخذ شكلاً آخر
ماذا لوطال انتظاري لمكتوبك مثلا
أو طال انتظارك لمكتوبي
هل كانت القبيلة ستغمد سيوفها قبل أن تذبحه من أول حرفٍ إلى آخر الآه ؟

موقنة أنه بلا هاتفينا كان يمكن لحكايتنا أن تمتد لفصول ٍ أطول من العذاب
بل كان يمكن لحكايتنا أن تنأى عن
أحلامها بنا

شكرا لهاتفك

الفاضلان
استاذ وليد واستاذ فريد
تحية لكما

قررت أن أجعله صامتا ...
حتى أرتاح من توقيت رنينه
المزعجة ...
ذات ليلة ، فاتني أن أضعه بالوضع الصامت
غرقتُ في النوم ..ودخلت مساحات جميلة
من الحلم ...فجأة ، أفقت مذعورا على صوته
حملته على أذني ...ونظرت للساعة الجدارية ، كانت عقاربها تتقاطع
مع الثالثة فجرا ...
صوتٌ تسلل ...هل أنت نائم يا أستاذ ؟؟
من غير وعي وجدتني أضرب الجوال في الجدار المقابل
فيتناثر قطعا على الأرض ....
قفزتُ من فراشي ...أشعلتُ لفافة تبغ ...
وطار النوم من عيني ...


الوليد

يبدو أن استاذنا وليد منزعج جدا من هاتفه

مرة كتبت ُ أقارن بين المكتوب والرسالة االالكترونية
فرجحت كفة المكتوب
لانه يحمل ومضات عيون من نهوى