مرحبا أستاذ سامح
و عذرًا إن تأخرت في العودة إليك
أشكرك لجميل ما تركته من نعت أحببته جدا ؛ إذ أن العروبة صارت لنا اليوم تهمة يدان بها العربي لو أحب أمته العربية، و الكل ينادي بالقطرية... فكانت سببا من أسباب خيباتنا المتجددة للأسف.
و أحمد الله أن يروق حرفي لأخوتي
سأتابع ؛ فتابع
و تقبّل تحياتي.
أدامك الله نوراً في قلبي جئت أغرف من رسائلك النورانية وصباحك نور وكم للنور من أنوار تنير معارج الروح لك ودي ألا فلتستمري لحروفك نور يخترق القلب
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
أهلا بك و برأيك الكريم
و لكني لا أجد الكلمات نرجسية ؛ إلاّ إن كانت الياء قد جاءت زائدة سهوا بين السين و التاء في كلمة نرجسية
أشكرك لمرورك بالرسائل إلى النور
مساؤك طيب أيتها النور
هو حزن يعترينا، لم نعد نر له مدىً، لا نعلم متى سينتهي !
استقبلناه منذ سنين، رجونا أن يكون آخر الأحزان ؛ فإذا بالأحزان تترى
ترى هل تعب الحزن منا و لم نتعب منه بعد ؟
ألوذ بسيد الشعر لينقذني من الحزن فيزيد حزني حزنا ،
أقلب الصفحات بحثا عن الأحلى ؛ فتصرخ حروفه : انتبهي ؛ الحزن ها هنا !
كم وددت لو لم أمر بها يومًا، و كم وددت لو لم ندوّنْ الحزن يوما ...
و لكن أبدا تجرجرنا همومنا إلى الدفاتر، ندونها سطرا إثر سطر كزخات المطر،،،
و لم أعد أعلم متى سأصل الصفحة الأخيرة في يومياته الحزينة ؛ لأضعها على الرف مع باقي دفاتر الماضي
جل ما أخشاه أن يأتي يومٌ فأجد حزن اليوم هذا أهون على قلبي مما سأقرؤه ... فأشتاقه.
أيتها الشمس، ألا يكفينا أن يستوطن الأغراب بلدنا ؟
الحزن يستوطننا طالما الغريب يستوطن داري و حرفي،
لا أريد أن نرثي أوطاننا أو أرواحنا، بل أحب أن ننثر أوطاننا على أرواحنا فتلهمها الحب و الفرح
زرعوا الحزن عميقا فينا،
زرعوا الدمع في مآقينا
و يوم سيغادروننا ، فلن يتبقى حزنٌ، سنستهلكه كله
ستجرجرنا الذكريات إلى ما كان، ثم إلى ما آل إليه الحال
قد نسكب دمعة أو اثنتين
لكننا سنجفف الدمع بأكفٍّ تتضرع إلى الله و تشكر عطاءه، و نعمتي الصبر و النصر.
يا نور،
كل الذكريات لن تكون ذكريات إلاّ في وطننا
هكذا نحن، لا تحلو لنا ذكرى إلاّ بين ذرات تراب الوطن نزرعها، نسقيها، تكبر فينا
كم أتمنى أن يعود بنا الزمان إلى بقعة ماض ٍ تركنا عندها كل ذكرياتنا الحلوة
بقعة ؛ ليس فيها إلا نحن و جدودنا و صرح حبٍّ بين بيوتاتنا شيدناه.
أيتها الشمس، مرّي كلما أشرق يوم جديد
علّك يوما تمرين فتجدي اليوميات قد خلعت حزنها بعد طول اصطبار.
و الآن دعيني أيتها النور أنقل لك ما قرأته في يومياته :
غدا الجمعة، هل أكتب لك منذ الآن حرف الغد ؟
صرت أعرف ماذا سأكتب غدا من نشرات الأخبار، و تصريحات الكبار الصغار .
لقد كان يوم جمعة، ذاك اليوم الذي كانوا يلملمون فيه أشلاء الشهداء من شوارع المدينة
بعد أن قصفتهم طائرات و دبابات العدو. لقد كانت جمعة العدوان .
و لقد كان يوم جمعة أيضا، ذلك اليوم الذي كانوا يلملمون فيه أصوات الشرفاء في شوارع المدن، بعد أن خيّم الصمت طويلا على بعضهم. لقد كانت جمعة الغضب .
غدا، الجمعة، سيلملمون أشلاء قادة تحت قبة الشجب و الاستنكار و المناشدات، إنها إذن جمعة القمة .
ربما قمة بعد قمة سيعقدونها حتى تصير تلاّ من قمامة و ورق .
يا حلوتي فقط أخبريني، هل ستأتي جمعة نقول لها جمعة (النصر المبين) ؟
فأعود، لأكتب لك حرفي بلون ورد الياسمين...!
مرحبا بك أستاذتي الفاضلة عواطف في أي وقت تمرين
و يسعدني جدا أن تنال الرسائل رضاك حماك الله
و يسعدني أن تتابعي القادمات، فبهن إلى النور الكثير
تحياتي و شكري العميق لمرورك الكريم و
مساء الخير أيتها النور
أعلم أني أتأخر عليك في رسائلي، و لكني أعود في كل مرة رغم التأخير
لك ما قرأته في دفتر مذكراته :
ألوذ بكلمات الله التامات، أقرؤ القرآن ليشرح الله لي صدري.
صورة ذاك الطفل لم تفارقني منذ ثلاثة أيام ؛ يصرخ ألمًا، لقد حرقوا وجهه و رقبته و أعلى صدره بقنابلهم !
يرفس ألمًا ؛ و نحن نراقبه لا حول لنا و لا طاقة لنحتمل السكوت ،،،
آلامه تزيدنا خزيا و عارا، و ليس من دواء يسكــِّن ألمه ،
و ليس من مسكـِّن لأوجاع ضمائرنا، و ليس من سمٍّ نسقيه للصامتين،
لا حول و لا قوة إلاّ بالله .
قال تعالى في كتابه الكريم :
بسم الله الرحمن الرحيم
" ربَّنا إني أسكنتُ من ذريتي بواد ٍ غيرَ ذي زرع ٍعندَ بيتِـك المحرَّم ربَّنا ليقيموا الصلاةَ فاجعلْ أفئدةً من الناس تهوي إليهم و ارزقهم من الثمراتِ لعاـّهم يشكرون " إبراهيم/37
لقد قال تعالى في الآية الكريمة ( أفئدة من الناس ) ولم يقل أفئدة الناس...فلو قال أفئدة الناس لازدحم عليه فارس و الروم و اليهود و النصارى و الناس كلهم ، و لكنه قال : ( من الناس ) فاختص به المسلمين !
ترى هم ذات مسلمي اليوم في أمة العرب ؟ طفل غزة المحروق يحرق بصرخاته كل أوراقي ،،،
فلم تهو إليه أفئدة من الناس بعد !
أ لهذا الحد من الهوان قد وصلنا ؟!
قادة دول نائية طردوا ممثلي بني صهيون من بلدانهم إكراما لآلام هذا الطفل و إخوته و أمه، بينما قادتنا العرب المسلمون يجدون العذر لقنابل بني صهيون عندما أحرقت وجه هذا الرضيع !
فهو من سلالة المقاومين للمغتصب أرضهم، فحق عليه الحرق و الألم ليرعووا أهله !!
هل نلدهم لتذبحهم آلة الحرب الصهيونية ؟
لتشوِّهَ وجوههم قنابلهم الفسفورية ؟
أم ليكونوا عباد الله الصالحين ؟
أتساءل عن جيل سيكبر بوجوه شوَّهها صمت العرب، و أطراف بترتها فـُرقة القادة، و عيون فقدت بصرها عندما نزلت على دارهم قرارات الشجب مكتوبة على هياكل الصواريخ...
بماذا سنعتذر لهم ؟
أعذروا لنا عجزنا !
أعذروا لنا صمتنا !
أعذروا لنا تخاذلنا، فتأخرنا عنكم !
يا جيل عار صمتنا القادم لا تعذرونا
و أينما كتبتم حرفا فاشتمونا و اكتبوا عنا : خذلونا، خذلونا، و ما ناصرونا و هم الجبناء !
عذرك فلقد بلغ الحزن مداه معي، لم أعد أستطع صمتا أمام ما يحدث، فكل ما حولنا أسود أسود ؛ قادتنا، وجوههم، فعالهم، تصريحاتهم ؛ أرضنا المحروقة ؛ قرارات الشجب و التنديد .
فقط أخبريني يا حلوتي، هل عدت تنبذين سطوري
أم أنك صرت ِ تنبذين حالك ِ و حالي و حزننا الذي لا ينتهي إلا بنهاية واقعنا المرير؟
يا نور المنتدى وعطره
هنا سكبت بل الدمعتين شلال دموع
متى يا نور يأتي النور ؟؟
أيتها الشمس، ألا يكفينا أن يستوطن الأغراب بلدنا ؟
الحزن يستوطننا طالما الغريب يستوطن داري و حرفي،
لا أريد أن نرثي أوطاننا أو أرواحنا، بل أحب أن ننثر أوطاننا على أرواحنا فتلهمها الحب و الفرح
زرعوا الحزن عميقا فينا،
زرعوا الدمع في مآقينا
و يوم سيغادروننا ، فلن يتبقى حزنٌ، سنستهلكه كله
ستجرجرنا الذكريات إلى ما كان، ثم إلى ما آل إليه الحال
قد نسكب دمعة أو اثنتين
لكننا سنجفف الدمع بأكفٍّ تتضرع إلى الله و تشكر عطاءه، و نعمتي الصبر و النصر.