ماأحوجنا إلى ليل دافئ يسهر في لجة أحلامنا ,نتمسك به كخيط دخان في فزاعة عمر ,,هي الحياة أمنيات وابتسامة ,وألم وأنهار من الكلمات,,هي قطرات من روح البوح ,وعثرات في عمر الجرح,,هي تنهدات تسري عبر الأوردة ,وتسويفات تجيء راعدة,,
قطرات المطر التي تمزن أحلامنا ,,
تزيد النشوة بالقلوب,,
وتعانق الهفوة كالطيوب,,
ماأسعدنا بثوب نلبسه في ليل مشرئب الأنظار ,,
ماأسعدنا بضوء يختزل المسافة...
ويركن حذو جدار الأنسمة,,
"2"
إرتد إليه طرفه,,
مرت امرأة,,
كان خجلانا ,,احمرت الأخاديد والأقوار والأكمات,,
تعطلت حاسة النبض للحظات,,
كانت شهقته لتوها رجفة واعدة,,
كانت امتدادا لخيط من الخجل رفيع,,
يجُب الذي قبله كما فطرتنا عند حوبتنا الرائدة,,
"3"
أيها القمر المتثائب في فمي,,
ستظل ربيعا حصيفا من الوجد والذكريات,,
سترنو القلوب جميعها للقلوب,,
وتبقى الأماني تغدق بالكلمات,,
"4"
إيه ,,على الذي يغلف فؤاد المحب,,
ومن عشق القوارير تعب الحياة,,
تدوم الحياة,,
سأظل أحكي ,,
عن سنونوة طاردتها أنفاس الريح,,
باتت تفتش بين الأيك عن زرع أخرج شطأه,,
يعجب الزراع نباته,,
كان البحث ربيعا ,,
والمراد طيف من السنونوات,,
"5"
أماه ,,
أنا الآن سأرحل صوب المتاهة ,,
هاته المتاريس تخوفني ,,
وأنا لاأزال بين يديك كطفل يحن للكفكفة,,,,
"6"
كان المساء سمينا حامضا ,,
والشمس تبوح لليل بالمغيب,,
كانت بيني وبين المتاريس آهات عنجهية قتيلة,,
توجتني الحكاية أخيرا سيدا ,,
ولما مر الأثر قالوا:
هذا أمر دبر بليل ,,
يا أيتها الملحاحة لزرقة الماء في مقلتي,,
كفكفي الدمع في شرابيب العمر,,واكرميني,,
لملمي أشلائي الموزعة على أحواش هجرك,,ضميني,,
توسدي عمري المتهلل للقائك,,سامريني,,
هذه ضيعتي الموشاة بانشطارك الموز والبرتقال,,
قلمي صفصافها ,,انثريه في باحات وجدي ,,لا ترجئيني!!,,
عودت القلب على انخطافات البريد على الديمومة,,وزعي عناويني,,
إن أنكر الفؤاد لهف الفؤاد خربي قمقمه,,لا تسأليني؟!,,
لا تسأليني متى العمر باح للعمر؟؟,,
متى الجرح ضمد انكشاف الجرح؟؟,,
متى الماء يوطد ظمأ السغب؟؟,,
متى القيظ يحرق وخز القلب؟؟,,
متى العمر يؤرخ لفياضات العمر؟؟,,
لا تسأليني كيف أحب الحب فيك؟؟,,
كيف أمقت الكره فيك؟؟,,
جلجلتني صخبات الغياب البعيد,,
وواستني شهقات الهوى الجديد,,
هل للبعد أوبة الفجر,,وقد عاث ليلا ممتد
السواد,,
أيتها الظلمة الكؤود,,
أيتها الظلمة الجحود,,
خففي وطأة الطفل في حسرته,,الهجر,,
ولولي زغرودة في انعطافات القلب الذي تاه في غلو الجرح,,
وكي أمد يداي لفجر مطيح,,
لا تغمري القلب ,,
بغير انخطافات الولع المهيب,,
كي يصير للطفل بداخل الشاعر
ديمومة الجرح,,,
***********29ديسمبر 1998م*******
***********كمال أبو سلمى*********
ومروا ,,
تركوا الخراب,, والأماسي التعيسة ,,
تركوا الخراب ,,والأمنيات المقيتة ,,
كخفافيش الليل البارد,تؤرق خرنقة الظلام والعسس يطل من خرم عقيم,,
كخفافيش آثرت وحدتها في سطوة الريح ,,
وعتت كجبار جبان في غيمة راجفة,,
ومروا ,,
يلعنون التسابيح الخجلانة ,,
يلعنون الصبية التي ,,
توسد آيها للأمنيات الجميلة ,,
فهنا على المقاعد التعيسة سرب حمام يطير إلى رفيف الأسى ,,
وهنا سرب يمام يحج إلى هناك بغير رجعة ,,
يحط الحمام ,,
يطير اليمام ,,
وعلى راحتيه كلام قديم لايمل سماعه ,,
كلام لأم تربت على أكتاف بنيها ,,
هاوطن الدم اصبر,, فحضن الأسى سيزول إلى الخراب ..
حسيس أم لابنتها في عرس الزمن الهارب من غفوة الرعب ,,
هابنية ,,
هاته التباريح سترتوي من عذرية المكان ,,
وهناك في صديح السهل المركب كالطفل البهي ,,
هناك ,يومئ الحب لاثنين في فراهة الربيع ,,
يدعس الفراشات والوطاويط الخجلانة ,,
هناك امرأة تخبئ جديلتها ,,
وأخرى تمسد للعطر وجه الأمنيات ,,
,,,,
ثم يأتي خراب فخراب,,
الأمكنة طيش ,,
والعذابات تلو أختها ,,
خراب وطيش ,,
وعذاب وحزن عميق في وديان الآهات ,,
يأتي كخفاش لئيم يعطّل وجه طفل حالم بعودة إلى القسم ,,
يعطّل أمنية أب في مصروف بنيه اليومي ,,
هنا الريح عقيمة مرت ,,
الصمت يجلد الريح ,,,
والكبرياء يفتش بين الردم في اللحم البشري الأسود,,
أسود كالفحم الأسود,,هو اللحم ,,
كفحيح أفعى هي أصواتهم اللئيمة طلت في سوداء الليل المرعب ,,
الرهبة مرت ,,
والسكينة صارت أمنية في طيش الزمن ,,
السكينة تعبث بها شقشقة الخبل ,,
تمضغ أوجاعها ,,
وتكتم أنفاسا راعفة ,,
جاءت الراجفة ,,تتبعها الرادفة ,,
خدشت وجه العذارى ,,
جمال الأعمار الطفولية ,,
أيك الحمام في خلصات البهاء,,
عطلت تباريح العاشقين في دنيا الحب والأمان,,
ومرت,,
,,,
خفاش الليل مر ,,
عبّ من سراب الموت جرابه ,,
واختفى كأرنبة في فيافي الهروب,,
وانتفى كالخرافة من رعاف الدم ,,
هناك,,
عسعسة الليل تبوء بالدمار ,,
وبأشلاء تناثرت هنا وهناك,,
هنا لعبة طفل في عمر البياض ,,
هناك عروس طفلة تدعسها تواقيت الخراب,,
وأنفاس بادت في لحام السراب,,
هناك ,,
أطردة من عثرة البؤس ,,
تخنقها أرجاس العتاب,,
هناك,,
غربان سوداء تعطل حواسنا ,,
تضيّق أنفاسنا في خجل الكلام,,
تعري للريح أنياط الشهقة,,
تغري في أفرشة اليتم أنفاسها,,
وتوغر في الأفئدة الجراح الغائرة,,
مجرد كلام,,!!
هم التوافه جرجروا أيض الرعاف في خبايا الريح,,
هم النوازع ضيعتهم أراجيح الحكايا المعطّبة,,
هم العواهل كالعهن المنفوش في عثرة القش,,
باعوا الكلام اشتهاء الكلام ,,
باعوا اللغة كالترهات يحسبهم الرويبضة أسياد كلام,,
وأبانوا عن غيهم في طرقات الأنام,,
ومروا,,
*****
محمودلاتكترث,,
هنا الزراع يغيظ شطأ إسرافهم,,
هنا الوشوشات تعبر للريح عروقها ,,
****
محمود لاتلتفت ,,
أكمل سيرك فهاهنا حنطة مسوسة ,,
وهاهنا دمعة حرّى تقترف من صهيلها لعنة آثمة ,,
أنت تشتت ريحهم,,
وتذهب في الأسر الرائق,,
حين يكابر في انبعاث الكلام يراع اللغة ,,
****
سيد الشعر طرا,,
هاته المتاريس عثرة في البوح أنّت ,,
وجرح كسير يعرّي عواهل الفجر حين تضحك اليمامات للنسمة الهاربة ,,
لغتك رسم الجمال على وشم تعرّى في بواح,,
وبخور ياسمين في زهرة عمر تدلى ,,
****
رسموا خارطة للطريق ومضوا ,,
والغدق الساهي كان كلاما منمقا بالأكاذيب ,,
يراعك السيف يبتر كل شرانق الحيف المقرف,,
والزيف يحشر أنفه في ترهات الخراب ,,
ربيع لقلبك وهاأمك تحكي عن المحمحات في قتال مرير,,
وأنت وظلك العاتي ,,
تعانق شهقات الأصيل كي تبوح للأمنيات وجيعها ,,
والرفرفات حمام في زهرة عمر يبكي حلما كفيفا,,
وأنت كالنسمة مرت في أوج العطاء,,,
إلى أبطال التاريخ ,,
رغبة في الموت الحي ,,
رغبة في الشهادة ,,
أرفع يدي بالضراعة ,,
فلسطين ,,
ياامرأة تمشط بالماء على أغربة الريح ,,
ياحمرة في رغاب الكلام تغري عذارى الشهد ,,
تفتش عن سهو ينيخ للتربة أسيّتها ,,
فلسطين ,,,
والأمكنة أضلاع عاثت في التمادي بأخبية نازفة ,,
تبت يداك يهودا ,,
وأربد البؤس فيك حيث تراك الأعين الغائرة ,,
تبت يداك أبا لهب الزمن الكئيب ,,
فأنت ياجلف الصحراء جئت لتشرب من دمنا المطهر أنفاسا رادفة ,,
عليك من الله اللعنات طرا ,كأبي مرة تلحقك الراجفة ,,
فلسطين عذارى تنوح في موائد العروبة الضاحكة ,,
يشهد التاريخ ,,
تشهد الأنفاس التي مرت من هناك ,,
تشهد الأمم الغابرة ,,
هنا تعطلت ألسنة الحق في مراميها ,,
تعطلت آهات المكتنزة بالخابية ,,
فلسطين ,,
وجه متجدد في ظفيرة العروبة الباسقة ,,
أرض كتب أن لاتموت ,,
كتب أن تظل كلما أنّت اليابسة ,,
فلسطين ,,
تاريخ معطر بالأنبياء والرسل ,,
وأبطال الحمى ,والفتوحات العابرة ,,
صلاح الدين والصحب مروا ,,
هولاكو انغرس كما منسلة الريح في غمرة الدمعة الخرساء,,
هناك مر الرجال ,,
مرت الأمنيات وديعة ,,
مر بالأقصى رجال تخشاهم لابات الجبال ,,
وتركوا الأثر في امتداد لأجيالنا الساهرة على أنغام :
*حبيبي يانور العين ,,ياساكن خيالي*
مر أطفال الحجارة ينسلون من أرصفة التاريخ يحيون النفوس الآسرة ,,
مر الرنتيسي ,وياسين ,,
والدير عتق الدماء التي أزكت الألم المتصاعد كذروة في الربيع ,,
هنا غزة التي تعبق بالندى ,,
وهنا رام الله وعكا والمية مية ,,
هنا نابلس وحطين ويافا وحيفا ,,
هنا حارة المغاربة تمكر ببني صهيون العتل ,,
هناك الوجه الذي يمرّغ بني يهودا في أوحال المزابل وتاريخ اليابسة ,,
فلسطين ,,
ستنتهي التواريخ جميعها ,,
ويبقى لتاريخك عنوان الخلود ,,
********************************* 17 رمضان 1429ه***********
ماكر هذا الصباح ,,
كسرابيل الجوع في انعطاف المنحدر,,
كلثغة في تهويمة الليل المعسكر بالخراب ,,
أيقونة النرد ,,
خضرة الريح,,
سمرة العطر ,,
ومحمحة النساء,,
ساعة الفجر انسلات من رؤى البعد الغارق في الصلوات ,,
الليل توشيحة ناسفة في انسكاب الصوت,,
الليل ربيع يغمز تفاحة النصف من الطول المتمرد في النساء,,
الليل آهات وجراحات تندمل في انثيال البكاء,,
همت به كامرأة العزيز تعظ شفاه الشبق ,,
غارت في تعاويذ الريح مسملة بانصهار السراب,,
الريح التي مرت كانت أنثى في صفرة الوجع ,,
كانت رخوة كالمطبات التي تصيب الوجد في نافلة العتاب ,,
ولثمة الغياب,,
ومرت كالأقبية تفترش سحنة الأطفال ,,
ضحكة النهود العارية في تجاويف الليل ,,
سحر امرأة دون العشرين تركض في الهيام,,
مآل الوهج انخراط في مسغبة الرضاب ,,
انسكاب في تسابيح البعد,,
في غمرة الإنحدار للساعات العتيقة ,,
الليل ماكر والأمنيات سفر في وجيع التأمل ,,
عتت عن أمري ,,
وتلاوحت في عنجهيتها القاتلة,,
قالت:لاتبتئس ياصاحبي,,
فلقد أغرتني زهرة العمر لأمرغ ضفائري
على وهاد الــــــشطحة الواهية,,!!
****
تلاحينا زمانا من العمر الرهيب ,,
كانت الضحكة باهتة ,,
والرغبة في تملّك الكلام تجسرنا ,,
غير أننا لانراها حالمة,,
****
هي ,,وحدها ,,نهري وصحرائي ,,!!
ومشت ,,
حمحم الليل في أتونه ,,
وانضوت الحكايات على أديمها ,,
الورد الخجلان ,,
والبنفسج الذابل ,,
والحمرة التي تختان الخد الأسيل,,
عائمة في بحر الأخيلة ,تلك حبيبتي ,,
وهادر أيكها كالوادي يحتمي في دثاره,,
ومشت ,,
والحمائم التي عرت الحوش عافها المد,,
رعفت الحكاية حين ابتسمت في خجلها الأمنيات ,,
ومشت,,
تبت يداك أيها النوى ,,
عريت كل أصفاد الوجع ,,وامتلكت عرى البعاد في نسنسة الريح,,
كانت الوديعة حائرة ,,
والدمع سح كنهر الفرات ,,
كما وهاد الصحراء المائلة في تلابيب البعاد,,
كالأرق الهجيع,,
كانت الملَكة ابنة لحظتها,,