آويتُ جرحكَ
شعر : عطاف سالم
9/2/1431هـ
آويتُ جرحكَ والهمومُ غـِزَارُ = وسقى فؤادكَ دمعي المدرارُ
آنستُ ليلكَ مذ بكى بتوجّدي = فطويتُ حزنكَ , والأسى ينهارُ !
لاقيتُ بالأشواقِ خفقكَ في الدجى = فشربتَ حتى غارتِ الأنوارُ
أمّنتُ خوفكَ من فراق مواجدي = فأضعتَ حقليَ .. ضاعتِ الأعمارُ !
داعبتُ روحكَ - مِنْحَةً – بتودّدي = ورفيفُ روحي راعشٌ أوّار
أذهبتُ عنكَ غيابةً بأشعّتي = فأضأتَ أنساً لم يُضِئهُ نهارُ
أزهقتُ وحدتكَ الكئيبة بالهوى = فطفقتَ تنأى والمدى منْحارُ
أطعمتُكَ الحبّ النديّ مُعَطّرا = فأكلتَ صَبّا والنّدى أنهارُ
أنسيتُكَ الضّجرَ المُعتّق بالأسَى = فغدوتَ طفلاً والدّمى أعطارُ
سامرتُ صوتكَ - لهفةً – بحشاشتي = فطمستَ ليلي .. ناحتِ الأسمارُ
لا عدتُ أرجو ضحكة بمدائني = لا عادني صوتٌ الهوى الثـّوارُ
رافقتُ دربكَ مُذْ خَطَا بمشاعري = والدربُ باكٍ شائكٌ موّارُ !
ونقشتُ حرفكَ فوق صدري نغمةً = فشققتَ قلبي والنّوى حفــّارُ
آهاتُ نفسكَ تستغيثُ بأضلعي = أغتالها ولحرقتي إهصار!
أسكنتُكَ الجناتِ فوقَ حدائقي = فسكنتَ فيها عابثاً وتغارُ
عانقتُ طيشكَ في دمي بسماحتي = وأنا برغم الجرح فيكَ أُثَارُ
آليتُ أن أهواكَ حتى أنتهي = وبكَ انتهيتُ فأنتَ لي أقدارُ
أُرْعِفْتُ موتاً والحريقُ يغصّ بي = وبقيتَ تنظرُ صامتاً وتحارُ
ورشفتَ من شغفي رحيقاً رائقاً = فأحلتَ عمري أنجماً تنهارُ
أبعدتُ عنكَ حرائقاً بجوانحي = وبكَ اكتويتُ وخالجتني النارُ
أنسيتَ وصلاً كم طواكَ صبابةً ؟! = أنسيتَ كم لصبابتي إزهارُ ؟!
ياربّ ذكرى الحبّ ملء سرادقي = باتت تمزّق مهجتي .. فأحارُ
امطر على أفياءِ روحي سلوةً = ماتَ الحبيبُ وتوقي النّوّارُ
اهرق على قرحِ الجروحِ سحابةً = فنزيف جرحي هاطلٌ مدرارُ
اسكن عواصفَ لوعتِي وصبَابَتِي = فالبينُ هاج كأنه إعصارُ
وتبعثرتْ صحفُ السكينة في دمي = فالأفق شوكٌ والحياة دمارُ
والقهرُ قهراً حزّ كلّ مشاربي = فتهتّكتْ وتكدّرتْ أسرارُ