سأرتبني .. كَرةً أخرى
لن أدعي بانتماء
لا يعنيني
لا يأبه بي
إلا بقدر ترنحي على صهيل القيظ
أساطير الميزان
أفلاك برمودا الغافية
الثائرة على صخرة ..
نسيتها الملائكة
في بكائها ..
حين كان عليها ..
تتويج آدم بالخطيئة
قبل أن يدلى في البئر !
أربعون عاما ..
أفككني
أعيد تركيبي
حين يضجرني الطريق
الرفاق المنسلخون
هادر الشوق ..
لما انتزع مني
فيشنقني الحنين
إلي أنفاس غادرتني
ذات خلق
أشياء تؤنسني
تبكيني
تضحكني
ترثي أشجاني
و انكساراتي
أميط بها وجه السنين المغبرة
لأرى
كم حصاة بقيت بيننا
كم من ملح علىّ ..
أن أشنف به أنف الغياب
ليرق قليلا ..
يطوي مسافات المتاه
يطرحها ركاما خلف ذيل الغربة
كيما يضيق حزام الصبر
تتعثر قرب الماء في لوعة الرمال
دفوفها اللمازة
اللوامة
الفضاحة
كم بقى بيننا ..
من خطوات التوبة
أيتها البعيدة القريبة ؟
هذي أرومتي
بعض شجرة ألقمتها الوحشة
على شرقها كيد
في غربها قبس
شمال الله وجدي مفكك
يلتهم تهاويل الضلال
جنوب الأرض سوءة
مضمخة بالزجر
العسل المراق
الموت جفافا
اللحاء للريح و الغبار
حكايا الأشياء منطق للتطير
مطاردة السراب
غواية السأم
اجتياز الفاصل بين النفس و الشارد
سأبدل مواقعها
فأعطي الزهرة جنوبي
الرمال طعامي
أسقي الماء فضائحي و انهزامي
لأعيد بعضي
قبل المروق في مناحة الأسطورة
حول مقبرة "الراعي"* الباسط كفيه
على أنفاس القحط !
سبع بقرات رعد
تركض على سنابل الوقت
كانحراف "الزوبعة "*
اشتباك جذوعها و سوقها
على أنين عدودة
تضرب وجه النقع
السحاب المدرج بحيل الملائكة
شهب النجوى
حنين الأرض للنوم الهادئ
انحناء الشجر خوف التعثر
لا تدري القابلة ..
كيف أثخنت الساحرات
ليل القرى .. ؟
لم تفق من ضياعها .. في البلل
إلا على صهيل ..
ضرب خيام الليل
بشمعدان فرح
كثير من حروف
...................
..................
...................
على أرجوحة الريح
كلعاب .. أراقته السماء ندى
يعانق أميرة ..
في حجم بسمة قمرية
هذا صبح الأربعين
سأعيد أشيائي
لأرضها
الأصابع في مذراتيها
العينين في ذات الحفرة الميتة
اللسان في بئره النتن
القلب في بحر الخيبة
لأرى ..
كيف قطعت ..
خيول الحنين قيودها
الطير شاردة ..
هديلها على كتفي
شجر يزغزغ التراب
بين فراغات النبض
شقوق الأرض ..
تضج بالرحيق
المدائن هائمة
تهمس في أذني :
ليس عليك جناح
الآن تنتهي غربتك
آن وقت الاكتمال
فاخلع قلبك ..
انك على مهج النور
منحوت على أشواقها ..
هنا المخاض .. و الطريق
ها حواء ..
تلوّح على جبل الصدق !
سأرتّبني .. كَرةً أخرى
لن أدعي بانتماء
لا يعنيني
لا يأبه بي
إلا بقدر ترنحي على صهيل القيظ
كنت آدم
و ما كانت هي في صدق الجبل
آية أبكت الحصى و الريح
بل محض ترهات أطلقها جنوني
حين عمّدتُ السراب ..
بين يدي "محلتي"* الطيبة ..
وشجرة "بنسيانا " غارقة .. في عشق الأبجدية !
* الراعي : تموز
* الزوبعة : تهبّ من الأرض نحو السماء مثل الإعصار
* محلتي : بلدتي ( المحلة الكبرى )
* بنسيانا : نوع من الشجر المعمر ملون الأوراق و الثمار