وقوله " جَنَّاتُ عَدْنٍ " أي إقامة وهي بدل من الدرجات العلى " تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا" أي ماكثين أبدا " وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى" أي طهر نفسه من الدنس والخبث والشرك وعبد الله وحده لا شريك له واتبع المرسلين فيما جاءوا به من خير وطلب .
" فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ" يعني حواء عليهما السلام " فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى" أي إياك أن تسعى في إخراجك منها فتتعب وتعنى وتشقى في طلب رزقك فإنك هاهنا في عيش رغيد هنيء بلا كلفة ولا مشقة .
" فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا" قال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين بن أشكاب حدثنا علي بن عاصم عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " إن الله خلق آدم رجلا طوالا كثير شعر الرأس كأنه نخلة سحوق فلما ذاق الشجرة سقط عنه لباسه فأول ما بدا منه عورته فلما نظر إلى عورته جعل يشتد في الجنة فأخذت شعره شجرة فنازعها فناداه الرحمن يا آدم مني تفر فلما سمع كلام الرحمن قال يا رب لا ولكن استحياء أرأيت إن تبت ورجعت أعائدي إلى الجنة ؟ قال نعم " فذلك قوله " فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ....البقرة (37)"
وهذا منقطع بين الحسن وأبي بن كعب فلم يسمعه منه وفي رفعه نظر أيضا وقوله " وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ " قال مجاهد يرقعان كهيئة الثوب وكذا قال قتادة والسدي
وقال ابن أبي حاتم حدثنا جعفر بن عون حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن المنهال عن سعد بن جبير عن ابن عباس " وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ " قال ينزعان ورق التين فيجعلانه على سوآتهما .