تحضرني قصة حقيقية حصلت مع صديقي الشاعر المرحوم طالب السوداني .. حين قبض عليه مخموراً , من قبل إحدى الميليشيات المتطرفة .. وحين استفسارهم عن اسمه كي يتاكدوا من أنه ممن يطالهم ( قانونهم ) أم أنه مصان غير مسؤول ..
ابتسم قائلا : وهل لكم السلطة على الأموات ايضا ؟؟؟!!
وباغت الدهشة التي ارتسمت على وجوههم الكالحة .. بفتح حقيبته العتيدة , وانتزع منها ورقة صفراء واضحة القدم..وكان مضمونها ما يلي
شـــــــــــــــــــــــهادة وفاة
جهة الأصدر : وزارة الصحة / ألطب العدلي
الاسم : طالب عمر علي شليطا گورگيس بطرس سردار كاميران عادي زهرون
أزاء المتمترسين خلف ماض مثخن بالتلفيقات ,
ألمثرثرين بحكايا مخجلة
لابد من أن نلوذ بالصمت
ونستمع لمن يبحث عن المستقبل بأصغاء متقن ..
علّهم يتعلموا شيئاً من فن الصمت
ويرحمونا
ألأن العراقي دمه مهدور ،مهدور ، مهدور ياولدي ...
لا أرغب بالصمت
سأغني ..
الشمس شمسي والعراق عراقي
ما غير الدخلاء من أخلاقي
شكرا لك أستاذ عمر
أوجعت القلب
تحياتي