وقفة عند لوحات عمر مصلح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ألفنان التشكيلي حمدي مخلف
من القراءة الأولى لأعمال الفنان عمر مصلح تكتشف أنه أبن جيل ممتلئ بالحزن , جيل عاش ظروفه الخاصة , بعيداً عن الأجيال المتعارف عليها .. إنه الجيل الراقد في نفوسنا الذي يحاول الفنان عمر مصلح نقله إلى خامة اللوحة بأحاسيس , وخوالج , وعذابات الأنسان المكبوت في العقل الباطن.
فمن خلال بعض أعماله نقرأ باللون الصارخ وبالخط الحاد تارة , وتارة أخرى ألهادئ.. لكنه خط منحن يعطي انطباعاً متعلقاً بعلاقة الرؤية الداخلية بالرؤية الخارجية للأنسان الواحد , مقترباً من خلال هذا إلى ذوق الشاعر أو ذائقة الشعر , وحساسية الفنان المسرحي . وكما هو معروف أن هذا الفنان درس المسرح ويمتلك وعياً مسرحياً كبيراً مما أدى إلى انعكاس الرؤية المسرحية على الرؤية التشكيلية , وإعطاء لوحاته أبعاداً مستوحاة من أبعاد خشبة المسرح , ومن حركة الممثل على الرغم من ان أغلب لوحاته تجريدية بثوب رمزي.
وبأعتبار عمر مصلح نشأ في أسرة عريقة ذات ارتباط بالتراث العربي الأسلامي نجده قد أخذ من هذا الأرتباط منهلاً لبعض أعماله الأولى , التي رسمها أثناء دراسته للهندسة التي تركها بسبب حبه للفن.
اما في الآونة الأخيرة فأن أعماله أخذت اتجاهاً جديداً ممتلئاً بالعذاب الأنساني.
هذه الأعمال امتازت بالديناميكية , وتنوع استعمال العلاقات المميزة.
إنه باحث عميق الأدراك لأعماله ومنجزاته.
أخيراً يمكن القول أن ظهور أولى لوحات هذا الفنان ضمن معرض جماعي في نهاية السبعينيات , وعندما وجد صعوبة في إدخال لوحاته قاعات العرض التجأ الى أن يرسم ويركن أعماله في زاوية من زوايا مشغله , تاركاً ضوء الأبداع إلى طريق المسرح والشعر .. لكنه عاد إلى الرسم بقوة في منصف الثمانينات , وبسرعة فائقة وشارك في أغلب معارض الفن المعاصر.