• افاق من حلمه على مسعود الطبال الذي كان يقرأه ، استغرب العلاقة بين طبال النيهوم وبين الحلم ؟؟ ربما تكون هناك علاقة فهو يدرك ان الحياة لعبة احيانا تتقارب اشياء ولاتفصح عن اسرارها ، هذه بنت البحر امرأة أسطورية حكاياها لايصدقها عقل ثابت؟؟ تعودنا على الثوابت ولم يكن للأساطير مكان الا حول امرأة قد لاتتكرر من قرن الى قرن .
• هناك سذج ، لكنهم اشرار كما يقول أمبية ، يوجد اذكياء يمتلأون بالطيبة ، الذكاء ليس دليلا على الخبث دائما كما ان السذاجة ليست حجة الاخيار ، الحياة لعبة كما قلنا وهذه هي احدى تقلباتها بنت البحر داهية و ذكية لكنها ليست خبيثة السريرة ، نظرية كمباري الدائمة في هذا الجانب النفسي هو ان التربية هي الاساس بمعنى البيئة والمحيط وليس الغنى والفقر لكنه يعترف ان ربيب النعمة اكثر عفة من غيره ولذلك هو عرضة للهلاك بسبب عفته ، اذا عشت في عش جميل ستكون منبوذا فيه اذا مارست القبح ، لن يكون لك مكان في هذا المُحيط ، العجيب ان كمباري الذي يضع هذا التحليل لم يعرف اب حقيقي ولا أم حقيقية كما انه فقير والام التي عرفها هي صوفيا الايطالية التي ماتت ولم تقل له من أي بطن خرج!! و لايصدق انها لاتعرف ، لابد ان لها عذر لاني اثق في صوفيا ولاالح في الاسئلة عليها فأنا اعرف مقدار حبها لي كما يقول كمباري الذي لايتجاهل تاريخه العائلي ولذلك يقول: تعلمت كل هذا من صوفيا ويكفي اني لم اعرف غيرها ومع ذلك عندما كبرت لم تعمل على تعميدي ولم تذهب بي الى الكنيسة يوم الاحد رغم انها ارثوذكسية مُتطرفة لكنها قالت لي: انت من ابوان ليبيان مسلمان وعملت على ذهابي المنتظم الى الجامع كي استمع الى دروس الشيخ مصطفى في جامع الماجوري القديم ، كان يمكن ان اكون مسيحيا وايطاليا اذا ارادت صوفيا ذلك ، لم يكن احد يمكنه ان يمنعها غير ضميرها فلا احد يعرف اصلا اين ولد كمباري ومن هما ابواه بل وحتى تفاصيل ولادته ولكنه وجد نفسه في ليبيا ورحلت صوفيا دون ان تقول له ولم يعد يهتم كثيرا بذلك.
• بنت البحر تتقافز تحتاج الى خبزها المُرطب فذوقها مُتقدم كما عرفنا ، يصر فتحي على ان يشترى لها البسكويت من مصطفى البابا ، بسكويت يوناني مُطعم بالشوكولا والكريم يشبه الكيكة في رطوبته ورخوه ..هكذا هي بنت البحر عفيفة راقية في مذاقها .
• تبدى الصبح يا جماعة ، يوم الجمعة دائما ثقيل ومُزعج وليلة اللبارحة اكيد كوابيسكم مزعجة .
• قال ذلك فتحي بينما يحاول إثارة ضجة لايقاظ الشلة التي ارهقت بسبب ليلة طويلة قضوها في الغناء .
• فتحي كان مجنون سلوى زوجته لايدري ما شعوره الان، مر الزمن وتراكمت الشجون تجاوزت الحياة هذا بالنسبة له ، لكنه احبها بجنون ، كان يتسلل اواخر الليل بسيارته الميني ، يرمي لحاف امه القديم فوق جسده وينام داخل الميني التي كانت مصفوفة الى جانب سور منزل اسرة سلوى ، يتندرون على هذه القصة الان ، لكن احميدة يفهم ولا يمكن ان يفهمه غير عاشق مثله كان يفعل اكثر من ذلك قرب بيت حبيبته ، مثل لص كان يتسلل الى الحديقة ليتنسم عبير ورائحة بنت البحر ذات مرة كاد ان ينتبه اليه احد الاطفال الذي خرج الى الحديقة ، تسمر الطفل ولمعت عيناه واصيب بالرعب ، بقيا للحظات يحدق كل منهما في الآخر متسمرا ثم فر من امام الطفل المندهش المذعور لكنه يثق ان صورته علقت في ذهنه
• بنت البحر ماكرة تحاول هي ايضا ان توقظهم بنت البحر مزعجة جميلة بنت البحر حبيبته لن تقتل حبه وان ارادت ، مزروعه هي في دمه وكيانه لن يثنيه صدها ، هي دائما الاجمل في حياته ، اجمل واحلى من كل شيء ، لاتحاول فكل هذا الصد وقود لحبه ، مزيد من الاشتعال في حروفه ، هو غبي اضاعها بحرصه المُفرط عليها !! قال له امبية :
- هل يضيع الاحباب من فرط الحرص ام من مبالغة الوجع؟؟
- من الاثنان معا !!
- كيف ذلك ؟؟
- كانت تشك في مشاعري نحو بنت البحر تلك عزيزة وكانت هي حبيبة قديمة ثم ابتلعها الزمن؟؟تزوجت وانجبت وملأت دارها عيالا ومع ذلك ماتزال تشعر انها تملكني ولذلك تفسد كل شيء ترسل ضرباتها العشوائية علها تصيب اذا صدقت ظنونها ، وكانت تملك وسائل الخراب ، غبي انا يا صديقي ، كم انا غبي ، كنت اتغزل في عزيزة امام بنت البحر لابعد الشبهة عنها ولاثبت لعزيزة انها واهمة وكنت اظن اني اهديء من روعها لكن عزيزة لم تكن واهمة ولم يكن ليفيد ما خططته فإذا بي افسد كل شيء بسبب غبائي وقلة حيلتي ، وكان هذا الحرص الغبي والساذج كالسحر الذي قلب ظهر المجن وادار ظهره للساحر وضحك عليه ، لاتحرص على حبيبتك بهذا الاسلوب البائس يا صديقي فها أنا اجتر اوجاعي بجانبك واحدق في بنت البحر المزيفة كالاحمق المأفون .
كمباري ملح الشلة بإبتسامته التي احيانا تحس انها مُغتصبة يكابده ادعاءها مثل الضحكة الحكومية التي يرسلها الساسة لضيوفهم للمجاملة وربما في اعماقهم لايحبونهم ، لكن كمباري يحب الشلة هذا هو الفرق العميق بينه وبين رجال السياسة.
طال غياب كمباري لم يعد في الارجاء ، لم يعد حوله أي خبر وهو رجل غريب في كل شيء حتى لايعرفون من هم بقية اهله لكنهم اشتاقوا اليه والى سخريته اشتاقوا الى تعليقاته المرة .سيعود ، اين سيذهب ، ضرب عسكري انجليزي سكران ؟ وماذا في ذلك؟؟ ، انا ايضا في مصر كنت طفلا ضربت انجليزياُ وشجيت رأسه بطوب وهربت ..قال ايه الحكاية ذلك ثم حاول تغيير الموضوع . لكن الشلة لم تنسى هذا البحار العجيب بقبعته اليونانية واحيانا بصلعته اللامعة مثل مطار بنينا كما يقول التشوش.
• ماتت ياسمينة وجدوها في الصباح مسجية في فراشها واصبعها متخشب مرتفع نحو السماء ، تنادت الشلة والتئمت امام بيت البوكسياري كل منهم حمل ما يستطيع حمله الى هناك حيث بيت العزاء ، ابوالفشنك تحمل مسئولية الشاي وتوزيعه على المعزين ، احميدة دس في يد البوكسياري مبلغا من المال ، التشوش يستقبل المُعزين ويودعهم مع البوكسياري ويسهر على راحة البعض الذين جاءوا يعزون من خارج المدينة ، امبية كان يحضر من السوق كل ما يحتاجونه على دراجته فرج الحوات احضر خيمة قديمة من الريمي ، خبر ايه حمل حرفته معه إلى بيت العزاء ، حراسة المكان من السرقة وايضا الحفاظ على الاطفال وبيده خيزرانة رفيعة يرعبهم بها كلما اراد طفل ما الخروج الى الشارع في غفلة عن امه ، البوكسياري لم يكن محتاجا للمال لكنه يحتاج الى هذه اللمة الحميمية حوله ، كان حزينا على امه التي رحلت قبل ضرتها العجوز مرضية اما فتحي فقد تكفل بإحضار كل ما يجده فوق السفن الراسية بالميناء وزملاءه حملوا له ايضا السردين والجبن والتوست والحصائر القديمة التي يرميها البحارة.
• افاق من حلمه على مسعود الطبال الذي كان يقرأه ، استغرب العلاقة بين طبال النيهوم وبين الحلم ؟؟ ربما تكون هناك علاقة فهو يدرك ان الحياة لعبة احيانا تتقارب اشياء ولاتفصح عن اسرارها ، هذه بنت البحر امرأة أسطورية حكاياها لايصدقها عقل ثابت؟؟ تعودنا على الثوابت ولم يكن للأساطير مكان الا حول امرأة قد لاتتكرر من قرن الى قرن .
• هناك سذج ، لكنهم اشرار كما يقول أمبية ، يوجد اذكياء يمتلأون بالطيبة ، الذكاء ليس دليلا على الخبث دائما كما ان السذاجة ليست حجة الاخيار ، الحياة لعبة كما قلنا وهذه هي احدى تقلباتها بنت البحر داهية و ذكية لكنها ليست خبيثة السريرة ، نظرية كمباري الدائمة في هذا الجانب النفسي هو ان التربية هي الاساس بمعنى البيئة والمحيط وليس الغنى والفقر لكنه يعترف ان ربيب النعمة اكثر عفة من غيره ولذلك هو عرضة للهلاك بسبب عفته ، اذا عشت في عش جميل ستكون منبوذا فيه اذا مارست القبح ، لن يكون لك مكان في هذا المُحيط ، العجيب ان كمباري الذي يضع هذا التحليل لم يعرف اب حقيقي ولا أم حقيقية كما انه فقير والام التي عرفها هي صوفيا الايطالية التي ماتت ولم تقل له من أي بطن خرج!! و لايصدق انها لاتعرف ، لابد ان لها عذر لاني اثق في صوفيا ولاالح في الاسئلة عليها فأنا اعرف مقدار حبها لي كما يقول كمباري الذي لايتجاهل تاريخه العائلي ولذلك يقول: تعلمت كل هذا من صوفيا ويكفي اني لم اعرف غيرها ومع ذلك عندما كبرت لم تعمل على تعميدي ولم تذهب بي الى الكنيسة يوم الاحد رغم انها ارثوذكسية مُتطرفة لكنها قالت لي: انت من ابوان ليبيان مسلمان وعملت على ذهابي المنتظم الى الجامع كي استمع الى دروس الشيخ مصطفى في جامع الماجوري القديم ، كان يمكن ان اكون مسيحيا وايطاليا اذا ارادت صوفيا ذلك ، لم يكن احد يمكنه ان يمنعها غير ضميرها فلا احد يعرف اصلا اين ولد كمباري ومن هما ابواه بل وحتى تفاصيل ولادته ولكنه وجد نفسه في ليبيا ورحلت صوفيا دون ان تقول له ولم يعد يهتم كثيرا بذلك.
• بنت البحر تتقافز تحتاج الى خبزها المُرطب فذوقها مُتقدم كما عرفنا ، يصر فتحي على ان يشترى لها البسكويت من مصطفى البابا ، بسكويت يوناني مُطعم بالشوكولا والكريم يشبه الكيكة في رطوبته ورخوه ..هكذا هي بنت البحر عفيفة راقية في مذاقها .
• تبدى الصبح يا جماعة ، يوم الجمعة دائما ثقيل ومُزعج وليلة اللبارحة اكيد كوابيسكم مزعجة .
• قال ذلك فتحي بينما يحاول إثارة ضجة لايقاظ الشلة التي ارهقت بسبب ليلة طويلة قضوها في الغناء .
• فتحي كان مجنون سلوى زوجته لايدري ما شعوره الان، مر الزمن وتراكمت الشجون تجاوزت الحياة هذا بالنسبة له ، لكنه احبها بجنون ، كان يتسلل اواخر الليل بسيارته الميني ، يرمي لحاف امه القديم فوق جسده وينام داخل الميني التي كانت مصفوفة الى جانب سور منزل اسرة سلوى ، يتندرون على هذه القصة الان ، لكن احميدة يفهم ولا يمكن ان يفهمه غير عاشق مثله كان يفعل اكثر من ذلك قرب بيت حبيبته ، مثل لص كان يتسلل الى الحديقة ليتنسم عبير ورائحة بنت البحر ذات مرة كاد ان ينتبه اليه احد الاطفال الذي خرج الى الحديقة ، تسمر الطفل ولمعت عيناه واصيب بالرعب ، بقيا للحظات يحدق كل منهما في الآخر متسمرا ثم فر من امام الطفل المندهش المذعور لكنه يثق ان صورته علقت في ذهنه
• بنت البحر ماكرة تحاول هي ايضا ان توقظهم بنت البحر مزعجة جميلة بنت البحر حبيبته لن تقتل حبه وان ارادت ، مزروعه هي في دمه وكيانه لن يثنيه صدها ، هي دائما الاجمل في حياته ، اجمل واحلى من كل شيء ، لاتحاول فكل هذا الصد وقود لحبه ، مزيد من الاشتعال في حروفه ، هو غبي اضاعها بحرصه المُفرط عليها !! قال له امبية :
- هل يضيع الاحباب من فرط الحرص ام من مبالغة الوجع؟؟
- من الاثنان معا !!
- كيف ذلك ؟؟
- كانت تشك في مشاعري نحو بنت البحر تلك عزيزة وكانت هي حبيبة قديمة ثم ابتلعها الزمن؟؟تزوجت وانجبت وملأت دارها عيالا ومع ذلك ماتزال تشعر انها تملكني ولذلك تفسد كل شيء ترسل ضرباتها العشوائية علها تصيب اذا صدقت ظنونها ، وكانت تملك وسائل الخراب ، غبي انا يا صديقي ، كم انا غبي ، كنت اتغزل في عزيزة امام بنت البحر لابعد الشبهة عنها ولاثبت لعزيزة انها واهمة وكنت اظن اني اهديء من روعها لكن عزيزة لم تكن واهمة ولم يكن ليفيد ما خططته فإذا بي افسد كل شيء بسبب غبائي وقلة حيلتي ، وكان هذا الحرص الغبي والساذج كالسحر الذي قلب ظهر المجن وادار ظهره للساحر وضحك عليه ، لاتحرص على حبيبتك بهذا الاسلوب البائس يا صديقي فها أنا اجتر اوجاعي بجانبك واحدق في بنت البحر المزيفة كالاحمق المأفون .
كمباري ملح الشلة بإبتسامته التي احيانا تحس انها مُغتصبة يكابده ادعاءها مثل الضحكة الحكومية التي يرسلها الساسة لضيوفهم للمجاملة وربما في اعماقهم لايحبونهم ، لكن كمباري يحب الشلة هذا هو الفرق العميق بينه وبين رجال السياسة.
طال غياب كمباري لم يعد في الارجاء ، لم يعد حوله أي خبر وهو رجل غريب في كل شيء حتى لايعرفون من هم بقية اهله لكنهم اشتاقوا اليه والى سخريته اشتاقوا الى تعليقاته المرة .سيعود ، اين سيذهب ، ضرب عسكري انجليزي سكران ؟ وماذا في ذلك؟؟ ، انا ايضا في مصر كنت طفلا ضربت انجليزياُ وشجيت رأسه بطوب وهربت ..قال ايه الحكاية ذلك ثم حاول تغيير الموضوع . لكن الشلة لم تنسى هذا البحار العجيب بقبعته اليونانية واحيانا بصلعته اللامعة مثل مطار بنينا كما يقول التشوش.
• ماتت ياسمينة وجدوها في الصباح مسجية في فراشها واصبعها متخشب مرتفع نحو السماء ، تنادت الشلة والتئمت امام بيت البوكسياري كل منهم حمل ما يستطيع حمله الى هناك حيث بيت العزاء ، ابوالفشنك تحمل مسئولية الشاي وتوزيعه على المعزين ، احميدة دس في يد البوكسياري مبلغا من المال ، التشوش يستقبل المُعزين ويودعهم مع البوكسياري ويسهر على راحة البعض الذين جاءوا يعزون من خارج المدينة ، امبية كان يحضر من السوق كل ما يحتاجونه على دراجته فرج الحوات احضر خيمة قديمة من الريمي ، خبر ايه حمل حرفته معه إلى بيت العزاء ، حراسة المكان من السرقة وايضا الحفاظ على الاطفال وبيده خيزرانة رفيعة يرعبهم بها كلما اراد طفل ما الخروج الى الشارع في غفلة عن امه ، البوكسياري لم يكن محتاجا للمال لكنه يحتاج الى هذه اللمة الحميمية حوله ، كان حزينا على امه التي رحلت قبل ضرتها العجوز مرضية اما فتحي فقد تكفل بإحضار كل ما يجده فوق السفن الراسية بالميناء وزملاءه حملوا له ايضا السردين والجبن والتوست والحصائر القديمة التي يرميها البحارة.
يتبع