آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-01-2012, 10:09 PM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية كمال عيزوق






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :كمال عيزوق غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 سقطت أوراقنا
0 قدر لعوب
0 شكوى

افتراضي الثوري

لكل زمان دولة ورجال
مع كل لحظة كانت تمر ، كان أبو نضال يتسامى إلى العلا، بمزيد من الفخر والاعتزاز ، كيف لا وهو الذي خرج من طبقة شعبية بسيطة، مسحوقة وفقيرة الحال ،وكان شاهد عيان على رأي الفضائيات، على تاريخ عائلته التي امتهنت العمل بالأرض ، تحت حكم واستغلال الإقطاع، قبل بزوغ خيوط شمس الثورة ، وذاق من العذاب ما ذاق ومن القهر ألوان ومن الجوع أصناف .
عاش الغربة في قريته الصغيرة ، لأنه كما يقول المثل" الفقر في الوطن غربة" ، فما بالك إذا كان مطعّما بالذل والمهانة، التي كانت من مفردات زلم الأغوات والبيكاوات أيام زمان ،يتذكر جيدا كيف كان يمشي حافيا خلف حصان الأغا عندما يتجول في الحقول ، نافشا ريشه كالطاووس ، مرتديا العباءة المقصبة، والطربوش، وبيده خيزرانة مطواعة، لا يتورع أن يهوى بها على رأس أحد فلاحيه ،عندما يرى حسب مزاجه أن" العصا لمن عصا".
منظر الطاووس هذا الذي لا يفارق خياله ، أصبح ألان نموذجا يمثله الرفيق أبو نضال مع الطاقم الثوري، بكل أبعاده ولكن بطريقة عصرية مؤدلجة، تقنع مرؤوسيه بكل نظرياته الثورية وانجازاته التاريخية .
فبعد أن استطاع أبو نضال من نيل شهادة الثانوية ، وهذا انجاز يحسب له في ظل الفقر والتعتير ، فتحت له الثورة الطريق واسعا ، لكي ينخرط في صفوفها من خلال العمل الحزبي والوظيفي ، والترقي بالمناصب ، والعبور إلى الواجهة ، استنادا إلى تاريخه النضالي ومنبته الطبقي ،وهذه طبيعة الثورات ،فالثورة يقودها النخبة، وهو الآن أصبح من النخبة .
لكن والحق يقال إن طواويس هذه الأيام، تختلف جذريا عن طواويس أيام زمان ، من حيث الشكل والمضمون ، فلكل زمان دولة ورجال ، فأيام زمان كان لكل إقطاعية طاووس، لا يتجاوز حدوده ، وإلا أكل نقره من الطاووس الأخر، الذي لا يقل عنه ريشا وزهوا ، أما اليوم فقد أصبح لدينا في كل قرية أكثر من طاووس ، وخلف كل طاولة في دائرة حكومية طاووس عصري ببدلة أنيقة ،لكن والحق يقال أن طاووس عن طاووس" بيفرق كتير"أكتر من متر أحيانا "، أما من حيث الشكل فقد تبدلت الأدوات كثيرا ، فحصان ألبيك ، استبدل بأحدث أنواع السيارات الفارهة ، والإسطبلات استعيض عنها بالكراجات ، والإقطاعيات أصبحت مزارع تتوسطها فلل راقية وعلى الطراز الأوربي لان القيادة والتفكير بمصير الطبقات الكادحة يتطلب الراحة والهدوء ، وتم استبدال اسم ألبيك" بالمعلم "، وزلم ألبيك بمرافقة من مفتولي العضلات والشوارب ، يشكلون موكب ، ويفتحون الثغرات في الطرقات و القانون كي تمشي سيارات المعلم و أمور المعلم على خير ما يرام ، وقد يكون هناك مرافقة لزوجة المعلم ، أو أولاد المعلم ، لكن الحقيقة الشغلة نسبية ، وتتعلق بالموقع القيادي الذي يشغله المعلم في السلطة.
والمعلم أبو نضال بطل قصتنا، تكرش وانتفخ حتى ضاعت معالم وحدود جسمه ، وانعكس العز على من أكل الرز على عكس أيام البرغل ،وأصبحت هيبة السلطة كالهالة تحيط به كيفما تحرك ، وأصبحت أوامره وتعليماته كالزئير، لا تقبل الحل ولا التدبير إلا بما يرغب ويريد .
لم تكن فائدة الثورة حكرا على أبو نضال ، فأولاده، وأقرباءه، وأقرباء المدام ،أصبحوا من ذوي النفوذ، وبأي مناقصة أو مضاربة أ أسهمهم تفوز.
كل هذا اعتبره أبو نضال ومن لف لفه من الثوريين ،مكافأة الثورة لأبنائها البررة، وحقهم على الشعب، وفي خيرات البلد ، كيف لا وقد حرروا البلد من الإقطاع والرأس مال ، و أعادوا الأرض للفلاح ، وللعامل حقه في المعمل ، ونشروا العدل والأمن ، وقضوا على الرشوة والفساد والمحسوبية والواسطة .
كان المعلم أبو نضال يبرع باختيار مرؤوسيه، ويتلذذ برؤيتهم منبطحين ، يمسحون الجوخ ويجيدون التهليل و التصفيق، ومعظمهم بالمناسبة دبيكة أول .
كل جملة من جمل القائد أبو نضال كانت بمثابة النظرية، التي تحتاج إلى مدارس فلسفية لشرحها وتبسيطها، حتى تدخل في عقول المحيطين، وتترجم إلى أنظمة وقوانين " حتى أن أحدهم قال له ياسيدي هذا مخالف للقانون فأجاب بصرامة: شو هدا القانون ؟ أنا هو القانون"
من عادة المتزحلقين عن رغبة أو بالإكراه، أن يبادروا إلى الاجتماع في مكتب المعلم، يوميا لإلقاء التحية الصباحية، وإلقاء عصا الطاعة ، ويتلقاهم المعلم حسب مزاجه، إما مبتسما إذا كانت غارته الليلية ناجحة، أو متجهما إذا كان هناك إخفاق ما ،في مكان ما، أ ومهمة .وحسب مزاج المعلم يدوّزن التصرف، إما الابتسامة والمرح، ويليها الحبور والفرح، وإما الصمت المطبق، وكأن على رؤوسهم الطير، وعليهم تتبع حركاته وتعابير جسده و وجهه بكل دقة، فإذا وقف ،وقف الجميع، دونما إبطاء أو تسريع، وإذا جلس، جلس الجميع ، وهذا كان أمرا مريع، لأنه قد يتكرر عدة مرات في الجلسة الواحدة وقد تؤلف عليها سيمفونية .
كان عصا المعلم أبو نضال، ذات مقبض مزركش ومرصع بالفضة ، على عكس خيزرانة ألبيك أيام زمان ، ومن عادته أثنا جلوسه أو وقوفه، إن يلوّح بالعصا ، فترى الرؤوس تفتل مع كل حركة من حركات العصا، إما طربا، أو خوفا من أن تقع على رأس احدهم ، وكان لا يتوانى أن ينهال بها على رأس أحدهم إذا ما أخطا التعبير، ولم يجيد التدبير، وفي هذه الحالة ،لا يوجد لدى المرؤوس من قرار إلا الهريبة و الفرار حتى يروق مزاج المعلم وتصبح الإمكانية متوفرة للمتكلم .
في أحد اللوحات الكوميدية الدراماتيكية ، وقف المعلم أبو نضال خلف طاولته كالمعتاد مستندا على عصاه، مطقطقا بعصبية بمسبحته العاجية المطعمة بالفضة ، ومن حوله حشد من المرؤوسين، المشرئبة أعناقهم ، المتحفزة حواسهم ، لسماع ما سيقوله المعلم أبو نضال ، وحدث إن كان المعلم أبو نضال متوترا، ويضغط بشدة على حبات المسبحة ، مما أدى لانقطاع خيطها وتناثر حباتها في أرجاء المكتب الواسع ،ودخلت تحت الطاولة والمقاعد الوثيرة .
لقد كان حدثا جللا وقع على رؤوس الحضور ، ففي ثوان معدودات انبطح الجميع على الأرض ، يبحثون ويلهثون، وتحت الطاولات والكراسي يدخلون ، كي يحظى أحدهم بشرف التقاط إحدى الحبات أو أكثر ويناولها إلى المعلم .
فكنت ترى الرؤوس تتناطح والأيدي تتشابك، وأصوات تعلو هنا وهناك :
سيدي هاي حبة .....
سيدي هاي حبتان ......
سيدي هاي الشاهد .....
سيدي هاي المادنة .....
وهنا يعلو الأذان ، الله وأكبر، لم تضع حبة من حبات مسبحة المعلم ، حقا لقد كانت مأثرة تاريخية ، لا تقل حماسة عن معارك العرب في الجاهلية ، التي امتدت سنوات ، وأهلكت الآلاف من أجل فرس ،أو عقر ناقة ، بينما الأمور هنا حسمت بدقائق، دون أن تراق نقطة دم أو تمتهن كرامة .






آخر تعديل عمر مصلح يوم 08-10-2012 في 01:18 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 08-10-2012, 01:00 PM   رقم المشاركة : 2
أديب
 
الصورة الرمزية كمال أبوسلمى





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :كمال أبوسلمى غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الثوري

ولايعي النضال إلا أهله ,ومن رسمت لهم معالم الطريق السوي من خلاله ,كم هي ماتعة ألسنة اللهب وهي تذكي أوارها في أجساد الأعداء ,,
الثورة تولد من رحم الشعب ,والأمة التي لاتثور ,أمة مغلوبة على أمرها ,أذلت ذات يدها بيدها ,,
قص ماتع ,ولكننا نحتاج حضورك الذي طاله الغياب ,,

كن بالقرب ,,

لك الود والورد ,,












التوقيع


  رد مع اقتباس
قديم 08-10-2012, 01:59 PM   رقم المشاركة : 3
شاعر
 
الصورة الرمزية علي خليل الشيخي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :علي خليل الشيخي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
افتراضي رد: الثوري

ممتعة ومشوقة مشهداً مشهداً.

وفعلاً: لكل زمان دولة والرجال.

ويظل الطاووس سيد الموقف.

شكراً جزيلاً أخي الكريم.







  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:46 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::