قراءة نقدية لنص(أتقاطر منك ) للشاعرة العراقية عواطف عبد اللطيف
أتقاطر منك
تُرْبكني الأيام
تصلبني المساءات على بوابتك في فوضى مبلّلة بأنفاسك وفضاءٍ يضيق بأنفاسي أرمِّمُ ما تبقى مني لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة وعن حلمٍ يسكنُ حدودَ الشمس يستريحُ من عنائي عبثاَ أحاول أن أمنع دمعتي ,, عبثاَ أحاول أن أخفي وجعي ,, خمائلُ ذاكرتي أصابتها الرعشة أقدَاح المساء لونها يحتلُّ شفاه الصبرالممتلئة بعناقيد الحنين تَرْسمني حكايةً على جذع نخلةٍ نَخَرَتْهاالأرضةُ ؛ وأنا أنتظرُ على روافدِ أنهارك تكتبني الغيمات انشودةَ شوقٍ فيقفار العطشِ ، تهطل باللهفة على أرضك أسمع وقْعَ حضوركَ فى عمقِ روحي همْسُكَيُرْبِكُ رجفة أناملي فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ يُهشِّم صراخه جمجمةالسكون ؛ الدم الذي في عروقي لا يشبه غيرك وقارعة المشاعر تختمها صكوكٌ معتقةٌ بشمعِ الوفاء متى تعود ؟!!!!! لأعتصر دمعَ الحبرِ على ضِفافِكَ أصارع موجَ البحر أقتحم أسوارَك أتناثر بين مساماتك !!!! أختبيء فيك أغرق في بحور عيونك لأرتشف جرعة عشق أطفيء بها غائلة ظمأي وأنت تُهَدْهِدُ نبضات الآه الساكنة في عروقي وهي تتسربلُ في شرايينك أرى صورتي داخلك,,, تتعرّق أرضي فتشتعلُ رغبة العشبِ لإحتضانك وقبل أن يأخذني دفء الشمس ويلفح حريقُه وجهي وتصيبني الحمى دعني أتقاطر منك على سجادة الحلم وأغفو بصمتٍ على دفءترابك \ 28\2\2012
عواطف عبداللطيف
حين يكون الصوت الداخلي هو الدالة الموحية بمعنى الفقد تتحول كل المسميات في الحياة حولنا الى رموز موحية الى الاسم الذي فقدناه . وتصبح كل المسميات بكافة حركتها ما هي إلا التأكيد على هذا الفقد , يبقى التناظر ما بين مسميات الذات الداخلية ومسميات الخارجية , لأن مسيرة الحياة تكونت عبر التمازج الحي لرموزها مع من كان لنا رمز للإنسان الذي كان يشكل إلينا الرمز الأوسع في الحياة وعند فقد هذا الرمز تتحول علامات الفقد الى إرهاصات ذاتية لا توحي إلا بخسارة العمر بفقده , وهنا نجد أن الشاعرة عواطف عبد اللطيف في نصها هذا (أتقاطر منك ) والذي تؤكد فيه على أن عنصر الحياة الداخلية والحياة الخارجية ما هي إلا أشارة لعلامات هذا الفقد والذي يسبب الإرباك والانكسار في ذاتها , لأن الوعي الذهني المتجذر داخلها ما هو إلا صورة اللاوعي التي تكون من خلال الحياة التي أعاشتها مع ذلك الإنسان وبهذا تكون الحياة بعده ما هي إلا معاناة الفقد ما يسبب لها من الوجع المستمر الذي يغطي على ماهية الحياة حولها لأنها تشعر أنها لا يمكن أن تستعيد حياتها أو تحقق الاستقرار فيها إلا من خلال هذا النزف المستمر والذي تحول الى شيء أو علامة من علامات روحها المتشظية داخلها ... (تُرْبكني الأيام /تصلبني المساءات /علىبوابتك /في فوضى مبلّلة بأنفاسك /وفضاءٍ يضيق بأنفاسي /أرمِّمُ ما تبقى مني/لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة /وعن حلمٍ يسكنُ حدودَ الشمس يستريحُمن عنائي /عبثاَ أحاول أن أمنع دمعتي ,,/ عبثاَ أحاول أن أخفي وجعي ,,/خمائلُ ذاكرتي أصابتها الرعشة /أقدَاح المساء لونها يحتلُّ شفاه الصبرالممتلئة / بعناقيد الحنين /تَرْسمني حكايةً على جذع نخلةٍ نَخَرَتْهاالأرضةُ ) نجد في هذه المقاطع ما يؤكد أن الزمن الذي يوحي بالحاضر حولها ما هو إلا الزمن الذي يحدد أبعاده الزمن الداخلي لها لأنه لم تعد تمتلك حاضرها إلا من خلال ذكرياتها مع ذلك الإنسان الذي فقدته ( الأيام , المساءات , بوابتك) فالزمن لديها أصبح يشير الى الماضي لا الى الأتي فهو البوابة لكل حاضرها الغائب في الماضي , فأصبحت لحظة الشعور بالمعنى بقدر ما هي لحظة شعورية لكنها مرتبطة بالماضي بكل تفاصيله لهذا يبقى المعنى هو صوت الداخل ونجد كل هذا في ( أنفاسك , أنفاسي , مني , الغربة , عنائي , دمعتي , وجعي , الرعشة , الممتلئة , الحنين ) ولهذا تتحول كل رموزها الى رموز خاصة داخل التفاعل الذاتي المنساق الى الخارج كحالة التعبير المنبثقة من الداخل والمتطابقة كليا مع ما يحرك الطاقة الشعورية الماضية(أرمِّمُ ما تبقى مني/لأبحث عن أشلاء أفكاري في دهاليز الغربة )، فالشاعرة ما عادت ترى الخارج إلا رحلة التطابق الموحي الى رمز الباطن كطاقة حية تعبر عن إحساسها الوجودي لراهن الحاضر بصورة الماضي , فأنفاسها مرتبطة بأنفاسه وفرحها وحزنها وغربتها دمعتها كلها رموز صوتيه لذاتها والمعبئة داخلها لزمن الفقد لهذا الإنسان , وطبعا هذه تأتي حسب انفعالها الشعري مع لحظة الحاضر والمنعكسة كتردد متواتر لماضيها .. (وأنا أنتظرُ على روافدِ أنهارك /تكتبني الغيمات انشودةَ شوقٍ فيقفار العطشِ ، /هطل باللهفة على أرضك /أسمع وقْعَ حضوركَ فى عمقِ روحي /همْسُكَيُرْبِكُ رجفة أناملي /فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ /يُهشِّم صراخه جمجمةالسكون ؛ ) نجد هنا التماسك المتجذر بالإيحاء المعنوي المؤثر على حاضرها ( أنهارك , العطش أرضك , روحي , أناملي ) يشعر المتلقي أن هذا الترابط ترابط حي موحي ومسيطر بشكل كامل على كوامن النفس الداخلية لا تستطيع الشاعرة الأنفكاك منه والابتعاد عنه إلا بزيادة حالة التوتر لديها كفعل ارتباطي جوهري مع المعنى الماضي وما الحاضر إلا انفعال رمزي موحي له , لهذا تحولت الطاقة الشعورية عندها الى طاقة نفسية كيميائية التفاعل مع عناصر السابق كقناعة تعطي كامل المساحة الروحية لديها , فهي لا تعيش إلا مع ما لديها من ذكريات تكوينية مع الصور الشعورية الماضية , فلا حركة تشعر بها إلا الحركة داخل ذاكرتها وفق العلاقات الترابطية مع عنصر الشعور الداخلي , فكل شيء تحول حولها الى سكون صامت لا حركة فيه إلا ما ينبثق من الحركة التعبيرية مع ماضيها (فيتسربل الوجع منها بِيُسْرٍ /يُهشِّم صراخه جمجمةالسكون ؛ )فحاضرها ما هو إلا صرخة السكون حولها الى حنين الماضي ... (الدم الذي في عروقي لا يشبه غيرك /وقارعة المشاعر تختمها صكوكٌمعتقةٌ بشمعِ الوفاء/متى تعود ؟!!!!! /لأعتصر دمعَ الحبرِ علىضِفافِكَ /أصارع موجَ البحر/أقتحم أسوارَك /أتناثر بين مساماتك !!!!/أختبيء فيك /أغرق في بحور عيونك /لأرتشف جرعة عشق /أطفيء بها غائلةظمأي /وأنت تُهَدْهِدُ نبضات الآه الساكنة في عروقي وهي تتسربلُ فيشرايينك /أرى صورتي داخلك,,, /تتعرّق أرضي /فتشتعلُ رغبة العشبِلإحتضانك /وقبل أن يأخذني دفء الشمس ويلفح حريقُه وجهي وتصيبنيالحمى / دعني /أتقاطر منك/على سجادة الحلم /وأغفو بصمتٍ على دفءترابك ) يظهر الصوت الداخلي بكل قوة فلم تعد تحتمل الحاضر بعد أن أصبح رمزا موحيا كاملا الى من فقدته بكل اشكالاتها النفسية المنفلتة داخلها ضمن التكوين النفسي في الحاضر , فأصبحت (الأنا) ما هي إلا الدعوة بالحضور الى من فقدته بكاملها شخصيته الوجودية والحامل لكل إرهاصاتها اللاواعية والمنبثقة من وعها النفسي ضمن الانفعال الأشاري في ترميزها اللغوي والمترابط مع الحاضر الموحي الى زمن الفقد , والشاعرة هنا استطاعت أن تخلق لغة أشارية تعتمد على قدرتها التخيلية في باطن المعنى المتأتي من أعماقها المتراكمة ضمن ذاكرتها (لا يشبه غيرك / معتقةٌ بشمعِ الوفاء/متى تعود ؟!!!!! / علىضِفافِكَ / موجَ البحر/ أقتحم أسوارَك / أتناثر بين مساماتك !!!!/ أختبيء فيك /أغرق في بحور عيونك الحلم /وأغفو بصمتٍ على دفءترابك /لأرتشف جرعة عشق /أطفيء بها غائلةظمأي / وهي تتسربلُ فيشرايينك /أرى صورتي داخلك,,, /تتعرّق أرضي /فتشتعلُ رغبة العشبِلإحتضانك / دعني /أتقاطر منك/على سجادة ) و هذه هوانفعال أشاري بالدعوة للحضور من فقدته لكي تحقق الانفلات من الحاضر ورموزه موحية بالوجع , لأنها تشعر أن كل شيء أصبح بعده أفعال خارج أرادتها النفسية لعدم امتلاكها زمنه البعيد عنها , لهذا تدعوه أن يأتي كي تحقق كامل حضورها من خلاله لأنها لم تعد تملك القدرة على التفاعل مع الحاضر بغيابه الجبري , والشاعرة استطاعت أن تحافظ على الزمن الأشاري للفعل النفسي الموحي برمز الباطن لحالة اللاوعي والمحددة بلغة متماسكة موحية بكل ألأنفعال السيكولوجي برغم حالات الوجع التي تشعر به أنها أبعدت هذه اللغة عن الغوص في تركم الفعال الغير موحية بعمق ما تريد أن تشير إليه من خلال العودة الى زمن الفقد . والشاعر عبرت عن زمنها النفسي الداخلي وفي نفس الوقت أن أعطت لموجبات اللغة كل الإيحاءات التي تريد أن توصلها الى القارئ وبمساحات أنزياحية عالية الاستعارة أبعدت النص عن السقوط بالرمز الذاتي المنقطع من الإيحاء في عمق اللغة , فالشاعرة تنصت الى داخلها لكي تكتب لغتها كحاضر القادم من الزمن التراكمي داخل وعي الذاكرة من أجل أن تجعل الجملة الشعرية ضمن حيزها التصوري ومتعمدة على صورة الذهن الدلالي للزمن الماضي في امتداداته في حاضرها بالإيحاءات الانفعالية العاطفية بشعرية الصور
قصيدة أتقاطر منك حملت عنوانا جميلا له وقع مؤثر في نفسية المتلقي يدفعه الى متابعة أفكار متسلسلة منسابة بعذوبة ، ولكل قاريء ملاحظاته لان النص مفتوح يسمح بابداء آراء قد تتشابه وقد تختلف بحسب رؤية القاريء 0
يعود النغم الحزين في النص الى التجربة القاسية التي مرت بها الشاعرة الفاضلة عبر سني حياتها من معاناة الغربة وفقدان الأحبة والبعد عن كل ماكان يسعدها ومع هذا الحزن العميق الذي يشعر بالكآبة بعض الأحيان نراه نديا رقيقا لايخلو
من عذوبة مستحبة عبثا أحاول أن أخفي وجعي
عبثا أحاول أن أمنع دمعتي
خمائل ذاكرتي أصابتها الرعشة
وتنساب عاطفتها الحزينة مع الماء والعطش والشمس والنخيل فتزداد عذوبة 0 وتمتزج بشيء من الأمل حين تدرك أن صورتها داخل كل شيء تحب ، فقلبها برغم الآلام لم يفقد الأمل
تتعرق أرضي
فتشتعل رغبة العشب في أرضك
أما الصورة فانها مستمدة من الطبيعة التي خلعت عليها الكثير من دفء عواطفها وجميل أحاسيسها فجاءت معبرة عن رهيف شاعريتها وطمأنينة نفسها واضطرابها لذلك نراها صورا توحي
بالأناقة والترف والحيوية الدافئة
أنا أنتظر على روافد أنهارك
تكتبني الغيمات انشودة شوق في قفار العطش
تهطل باللهفة على أرضك
أسمع وقع حضورك في عمق روحي
ونلمح في قولها قبل أن يأخذني دفء الشمس ويلفح حريقه وجهي وتصيبني الحمى
الشعور بالترف والنعومة والخفة ونلحظ كذلك الربط اللاواعي الذي يحيل أجزاء الصورة الى وحدة متماسكة 0
وهناك صور حسية في بعض أجزاء القصيدة تفسح امام القاريء مجال التخيل الرحب وتجعله يحس المعنى ويتصوره بأشكال متنوعة توحي بانسياب شعوري موحد
المبدعة المتألقة دائما سنا ياسر
تأملتِ فقرأتِ فأحسنتِ عزيزتي
وليس غريبا عليكِ التعمق فيما وراء الحرف والشعور
حقا..قراءتكِ أضفت نورا وبهاء في زوايا زاويتنا
ترجمتِ الإحساس بالإحساس والشعر منهجكِ إن كتبتِ أم قرأتِ
ولا أشك أنها ستنال رضا الأم الحبيبة
دمتِ بألق أيتها الجميلة حرفا وروحا
محبتي العميقة والأكيدة
ألا تسكت ايها الألم ..؟؟؟
ما بين دمع ودم وتراب تصنع سيدة الوفاء عجينة ورغيفا يقطر ألماً وحين تأتي مواسم التقسيم تحتفظ به لها وحدها
تقاسمنا الامل والفرح وتدفعنا للتقدم الى امام وحين تركن الى صمتها تعيد رغيفها لتثلم منه كل يوم كسرة وتنام عليه
ما بها الايام لا ترحم سيدتي ، غربةٌ في الروح وغربة في السكن والله تربكني قصيدتك وتربك القلوب التي خبرت
الوجع والغربة والحنين ولحظة نكاد نمزقها ونلقيها من ذاكرتنا التي ابتليت بما كان وما جرى . نص لم تخطيء كاتبته
في تسميته . لروحك سيدتي السكينة نامي بأمان الله ،لك المحبة ولقلمك الزهو والفخر .
نص يحمل الحب الجميل الوفي ويرسم الشعر حياة ولحظات / محبتي
الوليد دويكات
عبر هنا معلقا نشيده على بوابة الأبجدية متغلغلا في "أتقاطر منك" حتى تتبلل روحه وهو يرسم ما تجيش به النفس من تأملات في عالم شعري رقيق حينا وقاس أحيانا ويضع النقاط على حروف الجمال فيغدو لنا النص منظرا من مناظر النفس وبوحا من أشذاء الذاكرة والحنين الى الانسان والاشياء التي تغدو اكثر حميمية عندما نفقدها وتبقى ذكرى عزيزة وغالية وحول هذه الفكرة قال بدوي الجبل في منفاه عن دمشق:
من لي بنزر من ثراك وقد الح بي اغتراب
فاضمه فترى الجواهر كيف يكتنز التراب
اجل ان الوليد سلط ضوءا مخمليا على نص جميل فجعله اكثر قربا الى نفوسنا فهو حمال اوجه وكل منا ينظر اليه من وجهة نظر خاصة حتى الوصول الى ما يشبه الارتواء من النص وظلاله الوارفة التي لم يبخل بها شاعرنا الوليد فجاءت قراءته اغناء لقراءات سابقة ولاحقة ايضا...
ما زلنا ننتظر المزيد من الاقتراب من النص الذي سطرته بروحها سيدة النبع فكان اضافة شعرية ثرة الى التراث الشعري العربي العريق الذي كان للعراق دوما شرف ريادته ومواكبته في كل العصور... وسيبقى الشعر نافذتنا الواسعة التي من خلالها نتنسم هواء الحب والجمال والحياة
حين كلفتني الأخت الفاضلة أمل الحداد والأخ العزيز عمر مصلح ضمن لجنة موقرة لابداء الرأي بالنص الموسوم ب(أتقاطر منك) للشاعرة المبدعة السيدة عواطف عبد اللطيف انتابني الفرح وغمرني السرور وكتبت الرد اللائق برفعة شعرها وعلو مقامه ووجدت نفسي أنظم هذه الارجوزة بحق السيدة الفاضلة أرجو أن تنال رضاها ورضاكم
ارجوزة بحق سيدة النبع
الحمد لله الذي لايحمد ////// سواه فهو واحد وأوحد
النبع واحة لذي الذوات ////// نظمت فيه هذه الأبيات
فالشعر عذب وعظيم أثره ////// ورائع مظهره ومخبره
فن يزين حلية الآداب ////// يزهو لنا كالثمر العجاب
به وتحت ظله حضاره /////// كانت لنا زاهية النضاره
نظمت للنبع هنا ارجوزه ///////// تحلو لمن يقرأها رموزه
بحرفها ولفظها ميسره ////////// عن ود من كتبتها معبره
تزهو كتبر صيغ للتيجان ////////// على نحور الخرد الحسان
نظمتها على مفاعيل الرجز //////////// يقال عنه مركب لمن عجز
سما بها الشعور والعواطف //////// كلوحة تزينها الزخارف
قرأت نصا غاية في الروعه //////// أثار فينا شجنا ولوعه
عواطف به تثير قدره /////////// تهدي الى الأنام كل عبره
تبوح فيه بأزاهير الحكم ////////// بما يجود فكرها وبالقلم
فالصبر عندها حليف الفضل ///////// يعرفه صاحب كل عقل
فهذه الدنيا بها متاعب //////// تدور فينا دورة الكواكب
الحزن فيها دائما يطول ///////// يفرح فيه الحاسد العذول
أما السرور صوته سريع ////////// كالبرق لو أظهره السطوع
سيدة النبع هنا عواطف ///////// للخير والفضل أرى تحالف
وشعرها يختال باتزان //////// يدغدغ الأذن بصوت وان
جماله كالصاب أو كالماء //////// بهمة يرقى الى السماء
بالوصف والبيان نعم المخبر /////// قد رسم الآمال حين تثمر
شكرا لأفضالك روح النبع /////// فشعرك أتى رقيق الطبع
يفوح بالمسك وبالألوان ////////// يسمو بتقوى الله والايمان
لايسعد الانسان الا الدين ///////// وهو الذي جاء به الأمين
فهل تساوي بين ماء جار /////// وبين صلد كقوى الأحجار
بالنبع ذي عواطف معززه ////////// سامقة قامتها مبرزه
تحتضن الأقلام والمواهب //////// تتكل على القدير الواهب