..!!
كانت عقولنا وقلوبنا مع أمي وهي تحكي ولسان حالنا ينتظر أن تنضج الكستناء كي نأكلها .. وأمي ترمقنا بابتسامتها الدافئة وهي تقلب ما على النار كي ينضج ..!!
خرجت المرأة المسكينة وهي تغطي وجهها كي لايعرفها أحد ، وعند مقهى التجار وقفت أمام أحدهم ورمت منديلها دلالة على رغبتها في الذهاب معه .. فرح التاجر وأخذها الى بيته وهي تتلظى جوعاً ..وحين دخل البيت استأذنها لبعض الوقت ونادى على خادمه :
-أيها الخادم هاتِ لنا الشوربة.. !
أصابت المرأة قشعريرة وشعرت أنها ستسقط على الأرض لكنها تماسكت، وأخرجت منديلها وتناولت قلما موضوعا على طاولة في الغرفة وكتبت ..:
"
من الشوربة هاربة
لحم مشوي طالبة
لحم مشوي ماحصّلي
أرد لبيتي أحسن لي
"
وتركت المنديل وفرت هاربة عائدة من حيث جاءت وحكت لأخت زوجها ما حصلفرضيتا بما هو مقسوم لهما ..!!
قلبت أمي البلوط والكستناء وهي تقول :
كان التاجر مصابا بوجع في بطنه واضطر لأكل الشوربة ذلك اليوم ، وحين عاد كانت المرأة قد هربت ووجد منديلها وماهو مكتوب عليه فانزعج جدا أن تكون هذه المرأة قد قررت بيع نفسها من أجل لقمة عيش وراح يتساءل عمن يكون زوجها ..؟؟
وقررأن يأخذ المنديل ويضعه أمام المارين لعل أحدهم يعرفه فيسأل .. وتشاء الصدفة أن تقع عين التاجر البخيل على المنديل فيصرخ في قرارة نفسه : يا إلهي هذا منديل زوجتي ..!! ويشعر التاجر بما يعاني منه الرجل وحين سأله ما إذا كان يعرف صاحبة المنديل فيؤكد له الاخر أن نعم فراح التاجر يشيد بتلك المرأة التي لم ير منها شيئا ولا يعلم عنها سوى ما كتبته على المنديل ويوبخ زوجها وهو يقول : رفقا بالقوارير ..
وهنا شعر الزوج بفداحة عمله وما جرى عليه جراّء بخله وحين تأكد انه قد أخطأ خطأ جسيما في حق أهل بيته ذهب الى السوق واشترى ما لذ وطاب من أنواع الطعام والشراب وأجمل ما في السوق من القماش والحرير ..
تقلب أمي البلوط والكستناء ثم تبدأ بتوزيعه علينا وهي تقول :
تفاجأت المرأتان بما يحدث وكانت عربات الخضر والفاكهة واللحوم تدخل البيت تباعا فتقول أخته :
-
ألم ترى ..!
ترد الزوجة : - كأنه درى!!
يدخل هو عبر الباب ويقول :
الأن عرفت ما معنى أن الرجل قوّام على المرأة ومن لا يعرف قدرها ليس برجل ولا يستحقها ..!!