عُليــــج
عُليْـــجٌ قــد تســربل ثــوب أفعـى
وأوغل في زروع الأهــل خلعـــا
وأزهــار مـــلأن الجــــوَّ عطــراً
ســقاها من زعــاف السُّــم نقعـــا
وبــاغتهـــــا بمنجلـــه حصـــــادا
ولــم يتـرك لهــا في العين دمعــا
وروّى مــن دمــاهــا كــل شـــبر
على أرض غدت للفجــر تســعى
ولــم يحفــل بــأرض أو بعـرض
ومن بـاتوا أمــام الكون صـرعى
يفنـدهـــــا الحقــــائق بــابتـــــذال
ويقسم "كان ضوء الشمس شـمعا"
وقـــد طــالت لطــاغيــة حبــــال
وإذ بالتيـس ظنَّ الصخر ضرعـا
وصـدَّق أنـــه في الأرض فحـــلٌ
إذا ما صاح يـأتي القــوم جـزعى
فأوغـل في الظــلام يُعِّـــد ليــــلا
ليُحـدِث في يقيـن الخيــر صدعـا
وأرســل فــي المـآذن إذ تنـــادت
بـذكــــر الله تـدميــــــرا وقلعـــــا
وروَّضَ فــي مغـــارته الأفـــاعي
ليدفعهــا لنفــث الســــمِّ دفعــــــا
ولـــم يعلـــم بـأن الأرض حبلــى
بـأفئــدة لهـــا في النقــع مســعى
إذا هبَّـــت تـزلـــزل قلـــب ليــث
وتجــدع أنفــه الموبــوء جدعــــا
وتنـــزع من مفـــاصلـه أمـانـــــا
وتغـــرس بينهـــا خوفــا ودمعـــا
وأنَّ التيـس من يلقى شــموســا
ويُعلـن أنهـــا انطفـَـأَت بدِرعـــــا
فــــإي والله مـــــا هـــــذا بليـــث
بل التيـس الذي في الحقـل يرعى