عاش يتيماً ،وألجأته ظروف الحياة إلى الهجرة. ولد لأسرة بسيطة في حياتها. تتكون من ابنين وأربع بنات، تنتهي أصولهم الى أهل البيت النبوي رضوان الله عليهم ،ولجده مقام مشهور بنينوى الموصل المعروف بالشيخ محمد الغزالي الملقب بالغزلاني ، والده السيد ناصر الغزلاني، المؤذن حسن الصوت، والطبيب العربي ،وأبو الفقراء، المعروف في بلدتنا عامودا التي تركن في شمال شرقي سورية على الحدود التركية، وأخوه الشاعر مصطفى السيد ناصر الغزلاني، وهو خالي من ذوي رحمي.كان صيادا ماهرا ،وصاحب مطعم مشهور وصانعا جيدا للمشويات تخرخ في هذه الأخيرة على يد والدي رحمه الله.
درس حتى البكالوريا (الثالث عشر) دفعته الحاجة الى السفر ففر ببدنه واخترق عباب الطرقات ليحط به المطاف في بغداد .
هناك حيث الكرخ القديمة في بداية السبعين، اقترن بزوجته السورية التي اختارتها له أخته التي تكون والدتي وأنجب الأولاد والبنات، عمل دؤوبا كمستثمر مطعم في ساحة باب القبلة بالكاظمية في العراق دون كلل.
جمع من الأموال، الكثير، ساعد الكثير، نهبه الكثير، ولكنه بقي صامداً، لم يفتَّ من عزمه شيءٌ ضربت بغداد ولم يتأثر بشيء هاجر أهل العراق من العراق ؛ لكنه بقي مهاجراً فيها، عايش الضغوطات من هنا وهناك فقد كان البعض من العراقيين، من أهل الكاظمية يضغطون عليه ليرحل؛ لكنه بسبب فراره من نظام التجنيد الإجباري في سورية صبر واحتسب ؛ فرَّ لأنه لم يجد من سيعينه وأسرته إذا التحق بالجيش، وبالمقابل كان الكثير من العراقيين يساندونه بسنتهم وشيعتهم ،ولم تكن يوم صدام مع الأسف هذه النعرات ، فلما جاء الإحتلال فرَّق ومزَّق العراق والعراقيين ، بقي مشدوداً الى بلده الأم زماناً ،حتى اذا جاءه وجده لا كما يريد،وحدثت أحداث سورية فتحير أكثر.
رجع أدراجه ثانية ليكمل بقية العمر هناك مع أسرته ، وكأن لسان حاله يقول:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى *** وحنينه أبدا لأول منزل
هذه الضغوطات ولَّدت معه الضغط والسُّكّر، ثم وصل الى غسيل الكلى قاوم وصمد ولكن المرض لم يرحمه.
كان رحوماً يحب المساكين ، ويجيب السائلين ، ولا يتوانى عن انقاذ أهله اذا مسَّتهم الحاجة .
وأذكر أنَّ وفداً من لبنان قدم زائراً لمرقد الجوادين بالكاظمية فاحترق باصهم وأمتعتهم ،فهب يجمع لهم ثمن الباص والأمتعة إلى أن سافروا قريري العين ،هكذا عرفتُ العراقيين أهل نخوة ،فما الذي حدث لهم اليوم يقتتلون ، لقد دبَّ إليهم داء الأمم ،كما دبَّ لبقية البلدان العربية .داء الحضارة المزيفة والربيع المطبوخ بنكهة الانتقام من الشرق. وأذكر أنه في زمن صدام أنقذ أكثر من شخص من المشنقة حيث اتهموا بمؤازرتهم لحزب الدعوة المحظور آنذاك وقت صدام حسين .
واستمر هكذا مجاهدا تجاه عياله وأهله، عاد إلى سورية أكثر من مرة بعد أن عفي من خدمة العلم ،دفع مايسمى البدل عن أولاده لينقذهم من خدمة الجيش، وكلفه الكثير؛ لكن المال لم يكن عنده يقابل هناءته بسلامة الأولاد.
لزمه المرض فترة طويلة فقاومه بالصبر ؛ لكن مشيئة الله أقتضت أن تنتهي ورقة رزقه المقسوم فوافته المنية صباح السابع من المحرم 1435/الموافق لـ 10/11/2013
يرحمك الله أيها الخال العزيز(عبدالعزيز السيد ناصر الغزلاني) وغفر لك وعفا عنك وأبدلك أهلا خيراً من أهلك ودارا خيرا من دارك. ولا يسعنا أن نقول في خاتمة المطاف إلا {إنا لله وإنا إليه راجعون}.
التوقيع
أدين بدين الحب أنى توجهت *** ركائبه فالحب ديني وإيماني
ابن العربي
أخي ناصر
ما أعطر سيرة الكريم المغفور له خالك عبد العزيز السيّد ناصر الغزلاني...فقد وفّقت بصدق مشاعرك نحوه أن تنقل لنا بأمانة ودون كلفة ولا تنميق ولا تزويق مآثر الرّجل وكفاحه المرير في الحياة وكرمه وعلوّ أخلاقه...
ولست أدري يا ناصر لماذا تكون ميتةالعظماء موحشة وقاسية ....ينهكهم المرض آخر العمر...فلعلّ اللّه عزّ وجلّ سيخفّف عنهم ثقل التّراب ولا أظنّ أن ّ أمثال هؤلاء تندثر ذكراهم وتتلاشى بمجرّد موتهم ...سيظلّون أحياء في ذاكرة الوطن والأهل والصّحاب...
بوركت يا ناصر فقد أنصفت الكريم خالك في هذه اللّمحة الموجزة عن حياة ضجّ فيها الألم والكرم ورفعة الخلق معا .....
رحم اللّه خالك وفقيدك وأسكنه فسيح جنانه وألهمكم الصّبر والسّلوان ......وانّا للّه وانّا أليه راجعون ولا حول ولاقوّة الاّ باللّه ...
أخي ناصر
ما أعطر سيرة الكريم المغفور له خالك عبد العزيز السيّد ناصر الغزلاني...فقد وفّقت بصدق مشاعرك نحوه أن تنقل لنا بأمانة ودون كلفة ولا تنميق ولا تزويق مآثر الرّجل وكفاحه المرير في الحياة وكرمه وعلوّ أخلاقه...
ولست أدري يا ناصر لماذا تكون ميتةالعظماء موحشة وقاسية ....ينهكهم المرض آخر العمر...فلعلّ اللّه عزّ وجلّ سيخفّف عنهم ثقل التّراب ولا أظنّ أن ّ أمثال هؤلاء تندثر ذكراهم وتتلاشى بمجرّد موتهم ...سيظلّون أحياء في ذاكرة الوطن والأهل والصّحاب...
بوركت يا ناصر فقد أنصفت الكريم خالك في هذه اللّمحة الموجزة عن حياة ضجّ فيها الألم والكرم ورفعة الخلق معا .....
رحم اللّه خالك وفقيدك وأسكنه فسيح جنانه وألهمكم الصّبر والسّلوان ......وانّا للّه وانّا أليه راجعون ولا حول ولاقوّة الاّ باللّه ...
ماشاء الله عليك استنتجت واختزلت السيرة ببضع كلمات
كفاحه المرير في الحياة وكرمه وعلوّ أخلاقه...
ورحم الله موتاكم جزاكم الله ألف خيرولا حول ولاقوّة الاّ باللّه{ وإنّا للّه وإنّا أليه راجعون}
التوقيع
أدين بدين الحب أنى توجهت *** ركائبه فالحب ديني وإيماني
ابن العربي
هي هكذا اخ ناصر سيرة الانقياء والاتقياء
وهو عاش فترة الفطرة والناس على نياتها
والجميل ان اعلم صلة القرابة به..رحمه الله
واسكنه فسيح جنته..
على هامش ذكر طيبة العراقيين
عام 2006 سألت عامل مصري..ما الذي
يدعوك بالبقاء هنا ..وانت ترى البلد تحترق
قال لي...البلد الوحيد الذي لا تجوع فيه العراق
فأذ طلبت من صاحب مطعم (فلافل) بسيط..لانك جائع
ولا تملك ..اعطاك ما يشبعك...
العراق قبل 2003..بغض النظر عن الحاكم لم يعرف الفرقة
والطائفية البغيضة..الا ان الاحتلال وادواته هم من زرعوا الفتنة
وركب موجتها الجهلاء..
شكرا اليك..ووجدت نفسي مسترسلا معك بعفوية الانتماء وصدق المشاعر
دمت بخير
اللهم نسألك ونرجوك أن يتغمد فقيدكم الرحمة والمغفرة والرضوان
ويدخله فسيح جناته ليس ﻷنه من نسب طاهر مكرم وطاهر وشريف ولكن لقربه رحمه الله لربه عبادات وطاعات ومعاملات وهذا هو درب الصادقين
سدد الله عز وعلا خطاك وهذا الوفاء والنبل الكريمين
وفقنا الله وإياكم لرضاه سبحانه
محبتي
تسلم
اللهم نسألك ونرجوك أن يتغمد فقيدكم الرحمة والمغفرة والرضوان
ويدخله فسيح جناته ليس ﻷنه من نسب طاهر مكرم وطاهر وشريف ولكن لقربه رحمه الله لربه عبادات وطاعات ومعاملات وهذا هو درب الصادقين
سدد الله عز وعلا خطاك وهذا الوفاء والنبل الكريمين
وفقنا الله وإياكم لرضاه سبحانه
محبتي
تسلم
شكرا على مرورك الدائم والتواصل لك محبتي أيها الأخ :حسن العلي
و الله نسأل أن يتغمد موتاكم بالرحمة والمغفرة والرضوان
وتقديري ومحبتي
التوقيع
أدين بدين الحب أنى توجهت *** ركائبه فالحب ديني وإيماني
ابن العربي
لاحول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون
سيرة عطرة ،بوركت أخي أ.عبد الناصر لسبكها بهذا الشكل الجميل
رحمه الله وأحسن إليه وأدخله فسيح جناته
أعطر التحايا ووافر التقدير