نَظَرتْ إليَّ فذبتُ من نَظَراتِها =وَرَدَدْتُ طَرْفَ العين خَوْفَ وشاتِها
وتبعتُها كانت تفيض بعطرها =ليفوَحَ ذاكَ العطرُ من جَنَباتِها
ودنوتُ كنتُ أخافُ لونَ عيونها=ويخاف وقْعُ خطايَ من خطواتِها
وهممتُ أهمسُ فاستدار ضياؤها=نحوي وفاضَ السحرُ من وجناتِها
وعلى ضفاف النهر كان لقاؤنا =فهمى السحابُ وذاب في كلماتِها
قمرٌ إذا أبصرتها لم تحتمل =صبراً وقد ترديك من قسماتِها
حدثتها عني فأحنت رأسها =خجلاً وسال الحزنُ من نبراتِها
قالت وحقِّكَ أنت ما ذابت هوىً =روحي لغيركَ عبر كل حياتها
كانت تفتش عنك كل زمانها =ورأتك في الأحلام في خلواتها
فهتفت بل إني رأيتك هاهنا =برؤايَ تنتشرين في نفحاتِها
عيناك ذاتهما وروحك لم تزل =تحكي سنيّ صباي في غمراتِها
ما زلتُ أذكر منك وهج طفولةٍ =لما أزل أغفو على سعفاتها
ولذا فحبك فيَّ ظل يشدُّني =وسعت بيَ النجوى إلى غاياتها
حتى التقيتك فالتقيتُ كواكباً =بل آيةً في الأرضِ من آياتِها
ضحكت فغار الورد من وجناتِها=وانساب ضوءُ الشمسِ في ضَحِكاتِها
ومضتْ بنا اللحظاتُ كنتُ محدّقاً=فيها وأبحرُ هائِماً بصفاتِها
وطفقتُ أركضُ في حقولِ بنفسجٍ =لأتيه مثل الطفلِ في هضباتِها
وغفوتُ في ولهٍ لفرطِ سعادتي =ورحلتُ كالمجنون في همساتِها
ولكم تهادى الطيرُ يصدحُ شادياً =يزجي تحيتَهُ لإيماءاتِها
وتدلَّتْ الأغصانُ تلثمُ شعرها =لتشمَّ عطرَ الوردِ من خِصْلاتها
وتجمعتْ كالموجِ أسرابُ القطا =لتعانقَ الأزهارَ في رقصاتِها
ورأيت أشجاراً يقبلُ بعضُها =بعضاً فأسمع ملتقى قبلاتِها
وعنادلاً كانت تحلق عالياً =لتبثَّ أحلى اللحن في لحظاتِها
وإذا بـ"ديك" الفجر يهتف صائحاً=ليفزِّزَ الأحلام من غفواتِها
فأقوم من نومي أعانق وحدتي =لأظلَّ طول العمر رَهْنَ سباتها
الأستاذ المحترم والشاعر المتمكن
عادل الشرقي
حلم : قصيدة جميلة بأحلام جميلة لا يوقظنا
من لذة الإنغماس بها إلاّ صوت الديك مع طلوع الفجر
تقبل مروري المتواضع أمام هذا البهاء ودمت
في رعاية الله وحفظه
شكرا لمرورك الجميل ، ولكلماتك التي تشبه نسمات الشمال حين يشتهيها الذي يعيش في صيف ملتهب ، ولأن الرؤى أجنحة فضية تحمل الشاعر لفضاءات تفوح بأريج الخزامى ، فقد تسللت داخل قلبك المسكون بالجمال كل يماماتها ، وبنت أعشاشها على أعلى قمة من قمم أفكارك المضيئة ، فشكرا لبوحك الطاهر ، ولنقائك المفعم بهديلها ، شكرا لكل من يبحر في المجاهيل ، ويسافر في العوالم الخفية ، من كل الذين يجلسون على طريق المحبة ، يرون ما لايراه غيرهم ، لأنهم كائنات ملائكية ، فيهم ماليس في غيرهم من القدرة على الانبثاق والتجلي ، وأولهم دليلنا الشاعر المبدع عبد الرسول معله .
أين كنت عن حلم أستاذي عادل الجميل هذا ؟!
و الذي قصه علينا بأعذب الكلمات و أحلى الصور بقصيدة محكمة البناء.
سعدت بهذه الجميلة و أنت ترد الجمال فتغرف منه و تعبىء هذه القصيدة به
سلمت و سلم قلمك الجميل.
ملاحظات أستاذي نبيه السعدي تخدم النص كثيرا حماه و إياك الله