- سامحيني يا حبيبتي
غمرت وجهه بكفيها باسمة : - وهل لي ألا أسامحك وقد فديت الوطن
رفع كفه ليداعب بأنامله الوهنة قلادتها، ضعفت حركاته شيئاً فشيئاً، هوت يده، أغمض عينيه مرتخياً.
اهراقت دموعها لكن دون أن ترفع صوتاً دافنة رأسها في حضنه.
بعد لأي رفعت رأسها لترى خضرة عمت المكان الأجرد المحيط بها كله، فابتسمت ابتسامة عزاء.
- لقد فعل شيئاً
قطع سكونَ اللحظات صوتٌُ حنون ، فإذا بسرب عظيم من العصافير الملونة في مدى النظر يصّاعد متآخياً إلى السماء قرب قرص الشمس المائل إلى الغروب.
خرج أحدها من السرب، اتجه نحوها، نظر إليها نظرة عميقة ، ثم آب ليلحق بإخوته الصاعدين.
وقفت ملوحة له بيد، وقابضة على قلادتها بيد، ثم همست: وداعاً حبيبي
التوقيع
الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ