آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 12-15-2019, 01:41 PM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية سيد يوسف مرسي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سيد يوسف مرسي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 لا أعتقد
0 لا أعتقد
0 بيني وبينه حوار مخلصش

افتراضي أصداء الذكرى


أصداء الذاكرة
تمتلئ عيني بالصفاء و البراءة . لا أعرف القيد ولا تعرف السدود حينها طريقي . بداية فطرية يكسوها الجلال وبراءة الطفولة النقية . لا أعبأ بالجري ولا أحس بالتعب أقضي النهار كالطير أمرح وألعب في براح الدنيا المتاح لي مع حذر الأبوين وخوفهم علي . كنت إذا أحسست بالملل خرجت حيث الفضاء والحماد أتنقل فوق شرايين الماء التي تروي الزرع . فيها الذي جف ماءه وفيها الذي مازال يحتفظ ببعض الماء أو مازال الماء يسري فيه لري حقل من الحقول . ألهو بالطين الزبد فأصنع لنفسي طريقاً للهو واللعب بعيدا عن الأ
نداد من الأطفال .أمارس هوايتي التي أعشقها وأحبذها فالطين الزبد أصبح لعبتي ومبتغاي أعجن فيه وأزبد حتى يصير متماسكا في يدي ،أصنع تمثالا لرجل لا أعرفه أو شكلاً من الأشكال كحمار أو بقرة أو شاة أو شكلا يشبه بيتاً صغيرا أو تمثالاً لأبي الهول أو لزعيم من زعماء مصر أصحاب الطرابيش كسعد زغلول أو مصطفى كامل أو عرابي ولا أعطي للوقت مقداراً واهتماما حتى وإن أحرقتني الشمس ولفحتني فلا أعبأ بها أو بحرارتها حتى أحس بالغروب وتصفر لون الأشعة وترفع أشعتها لتسكن أطراف النخيل وأرى طوابير الطيور عائدة إلى أعشاشها لا أفكر في طعام ولا أخشى إلا شيء واحد فقط أمي وأبي إذا عاد ولم يجدني أمامه فقبل أن تغرب الشمس في مغربها أعود أدراجي خوفا من الظلام وخوفا من أبي وأخبئ
ما صنعت في ثيابي وأجل من جلبابي مخبأ لا يراه أبي ولا تراه أمي ولا أحد من إخوتي وأغسل يدي وأزيل أي علامة أو أثر حط على ملابسي حتى لا يعرفوني وأنال علقة ساخنة بالعصا من أبي وأحرم من الخروج... في اليوم التالي أخرج إنتاجي الطيني وأضعه معرضاً إياه للشمس ليجف وأنتهز اللحظة التي تحمي أمي فيها الفرن للخبز وأغافلها وألقي بتماثيلي تمثالا بعد تمثال في العين المحمية دون أن تراني حتى تقوم بحرق التماثيل ويتغير لونها وأحمل الصبر بداخلي وأنا أترقب انطفاء النار وتحولها إلى رماد في الفرن لتخرج تلك التماثيل وأخرج بها أمام زملائي وأقراني أتباهى أمامهم وهم مندهشون من صنيعي وتأخذني النشوة حين أرى واحد من الأطفال حولي ينادي على الآخر وهو ينظر إلي في اندهاش ويقول للأخر تعال وانظر ما عمله وما صنعه هذا بيده من الطين. وكثيرا ما كنت أجد الاستغراب والتكذيب من البعض وهو لا يصدق أنني صانع لتلك التماثيل والدمى، فكانت تغمرني السعادة وأنا أطير فرحاً كالطير وهو يحلق في السماء وأجدد في ابتكاراتي كلما سنح لي الهروب فأجتهد في كل يوم أن أصنع شيئا جديدا . أذكر أنني أخذت أحد التماثيل الطينية المحروقة وكان تمثالاً لرجل فلاح يحمل فأساً على كتفه وقد صنعت له شعراً برأسه من شعر الماعز وقد قمت بلصقه بالصمغ البلدي الذي كنت أحضره من شجر السنط القريب من منزلنا والذي عادة ماينمو عندنا بكثرة على ضفاف الترع فصنعت له لحية كثة وحكت له جلبابا من قماش قديم وخرجت به إلى الشارع وكلما مر أمامي رجل أو امراة أو طفل أتصنع الوقوف وأقترب منه ليرى ما صنعت. حتى مر أمامي رجل له قيمته العلمية في قريتنا وكان من أصحاب الطرابيش فلما رآني أهلل وأقترب منه كأني أقصده دنا مني وناداني ومد يده وأمسك بالتمثال وأخذه من يدي وراح يقلب فيه وهو معجب ينظر إلي ّولفظ الجلالة لم يفارق لسانه وهو يسألني من أين لك هذا؟. قلت : إنه ملكي... ألرجل المطربش : يا كذاب من أعطاك هذا... والله يا عمي ملكي وأنا الذي عملته بيدي صدقني يا عمي...! فأنا يا عمي لا أكذب فما منه إلا أن وضع يده في جيبه وأعطاني قطعة معدنية فئة الخمسة قروش فضية وأخذ التمثال مني، نظرت إليه ولا أعرف ماذا أقول فالقطعة المعدنية فئة الخمسة قروش كانت لها قيمة وأول مره توضع في يدي قطعة مثلها حتى أن أبي كان لا يعطيني مثلها وقال لي أنت تأخذ هذا لتشترى به حلوى وأنا سوف آخذ هذا التمثال. تمنعت في البداية ولكني وافقت خجلا وسرورا بالخمسة قروش.. ولم أعرف أن الرجل يمت إلينا بصلة قرابة حتى أخذني أبي في صبيحة يوم عيد لمعايدته لأرى تمثالي قد علا الرف في حجرة الاستقبال يستقبل الناظرين، تتجه إليه الأنظار كتحفة فنية تجذبهم وصرت بعدها أذهب كل عيد لأراها دون أن أعلن أو أصرح بصنعها ولم أستطع حتى أن أصارح أبي بها وأنا أنظر إليها متحسرا وألعن أبو الفلوس ولم أصنع بعده تمثالا مثله أبدا...


بقلم الشاعر سيد يوسف مرسي













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

آخر تعديل هديل الدليمي يوم 12-15-2019 في 07:12 PM.
  رد مع اقتباس
قديم 12-15-2019, 06:51 PM   رقم المشاركة : 2
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية هديل الدليمي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :هديل الدليمي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 لا تصالح
0 عجبي
0 أعنّي

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: أصداء الذكرى

ليتنا بقينا هناك في عالم البراءة والبياض
مواقف جميلة راسخة في أعماق الذاكرة.. لا تفارقنا مهما امتدّ بنا الزمن
استمتعت جدا بالقراءة هنا
شكرا ملء القلب













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 12-15-2019, 08:27 PM   رقم المشاركة : 3
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية تواتيت نصرالدين





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :تواتيت نصرالدين غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: أصداء الذكرى

وخز الصوت الذي يردده صدى الذكرى لإيقاظ الذاكرة
وسرد بعض التفاصيل من محطات العمر ...
نص جميل مترجم للعنوان وبكل الحيثيات بين الماضي والحاضر.
تحية تليق أستاذ سيد يوسف ودمت في رعاية الله وحفظه













التوقيع

لا يكفي أن تكون في النور لكي ترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
قديم 12-16-2019, 09:07 AM   رقم المشاركة : 4
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: أصداء الذكرى

ذكريات الطفولة الجميلة تبقى عالقة في الذهن مهما مر الزمن لإنها نقية

دمت بخير
تحياتي













التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 12-16-2019, 12:18 PM   رقم المشاركة : 5
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية ألبير ذبيان






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :ألبير ذبيان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: أصداء الذكرى

دار النص على فحوى الذكرى وانغمس في ملماتها الراسخة في أعماق الأعماق...
لا بد لنا كل حين من حضور محافلها المدوية في خبايانا
تذكرة وأفكارا...
دمتم بألق وجمال













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 12-31-2019, 10:18 AM   رقم المشاركة : 6
عضو هيئة الإشراف
 
الصورة الرمزية محمد فتحي عوض الجيوسي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :محمد فتحي عوض الجيوسي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 هي قصيدتي
0 تأملات الغروب
0 يا سادة الجفاء

افتراضي رد: أصداء الذكرى

نصك جميل جدا. وموحي وفيه حدث تسلسل من حيث كنت تلعب بالطين حتى وصلت إلى الخاتمة وهي جميلة هذه قصة واقعية جميلة وليست خاطرة قصة قصيرة واقعية فالخاطرة عادة يغلب عليها المشاعر والفضفضة مع لغة جميلة يدخل فيها الرمز او البساطة عموما هذه قصة قصيرة سأقوم بنقلها إلى قسم السرد













التوقيع

لا تركن للريح تضلك
أنت الربان فلا تيأس

  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا تسألوا عن أشياء سرالختم ميرغني القرآن الكريم والسنة النبوية, لا تكن إلا في الجنة،عن الساعة 8 09-30-2018 10:14 AM
أشياء متقاربة جدا حسن المهندس قصيدة الومضة 4 01-05-2016 02:40 PM


الساعة الآن 09:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::