رد: في ضيافتي \ مع الكاتب المسرحي المبدع قاسم فنجان
المبدعة الغالية سولاف هلال
حول العقدة والتطهير
العقدة عنصر مسرحي يمثل القلب في النص المسرحي،منها تتناسل عقد ثانوية يشدها خيط سحري الى العقدة الأم،تظهرفي النص بعد تمهيد مقتضب قبل الأستهلال وتتجلى للمتلقي في وسط النص،انها حاضنة الصراع وأسبابه التي يجب أن يوليها الكاتب إهتماماً بالغاً،أما التطهير فهو مصطلح أوجده أرسطو قديماً يريد به محاكاة وجدان المتلقي بتأثيرات تؤدي به الى خلاصات وإستثارات يظل أثرها عالقاً في الذاكرة بعد أنتهاء العرض، إنها نتيجة عرض تمهد له العقدة مع باقي العناصر الأخرى وتقدمه للجمهور مطهراً داخلياً سامياً .
المخرج مؤلفاً
يعتبر المخرج المؤلف الثاني للنص بعد المؤلف،لاسيما بعد أن إنحسر دور المؤلف جديثاً وتعالت الأصوات
بموت المؤلف،هذه النظرية التي سلطت الأضواء على عناصر العرض الساحرة وعلى حياتها بجانب المخرج
المبدع،ان المخرج الجيد لايخضع لسطوة المؤلف فعلاقته تتوقف عند تسليم النص،يحرر صورا تينع من رؤاه
ويسبغ بها على العرض نصاً مبدعاً،لايسير على خطى المؤلف كما ورد في النص بل يشكك في نواميس
التأليف،موظفاً لتمرده سحر العناصر التي ذكرتها سابقاً،من كل هذه الجرأة على المؤلف ونصه سيظهر حتماً
للوجود عرضاً بمثابة نص آخر يشكل إضافة للنص لكنه يحسب للمخرج.
نص بغداد
لي مداخلة على هذا النص العجيب و قد أبلغت الغالي عمر بذلك،لن أضيع على نفسي متعة الرد بالجواب الآن،سأجيب لاحقاً عليكما وعلى الرائعة بغداد .
أما مسّرحة النص المفتوح
تدلل مسرحة النصوص المفتوحة على حرفنة عالية لايمتلكها إلا الكاتب الموهوب،إنها فك إشتباكات
معقدة وحساسة يغوص الممسرح في أغوارها الشائكة،أدواته الألمام الشامل بكل أنواع السرد يو
ظفها فتتجلى أمام مخيلتة المراقبة الشعر والنثر المشكلة والحل ،يجترح لهذا المزيج الغير متجانس
أرضاً بكراً ويشرع في تأسيس صرحه الجديد، نص مسرحي تمخضت به بصيرة الكاتب الآخر وولدته
بعد أن جردته من كل ماهو بعيد عن المسرح ،انها نوع أدبي يستحق التبجيل لأنه تحرير مهم لنصوص
ستعطي ألقها وسطوعها مباشرة الى الجمهور وهذا إمتياز المسرح .
رد: في ضيافتي \ مع الكاتب المسرحي المبدع قاسم فنجان
محاورتي النبيلة المبدعة سفانة
الكاتب والمخرج
العرض المسرحي جهد جماعي دعامتاه الرئيسيتان المخرج والمؤلف،توافقهما في حل معضلات النص
مطلوب لإنها محاولات في البحث عن العرض الجميل،في إختلافهما أيضاً أسباب ترتقي بالعرض الى المستوىالأفضل،انه فن حواري لايتوقف عطاؤه في نقطة لذلك هنالك مخرجون يهشمون رؤى النص
ويحرروا منها الرؤى الجديدة،يؤسسون عليها عروضاً مغايرة وجديدة ،إن في إجراءهم هذا كسر لرتابة
اللون الواحد الذي قد يهيمن على خط النص و رؤيته الثابتة في عالم المؤلف،انها تجارب فرضتها الحداثة
وليس فيها إقصاء للمؤلف الذي لن يتحقق أي عرض من دونه.
رد: في ضيافتي \ مع الكاتب المسرحي المبدع قاسم فنجان
عودة لكِ سفانة الغالية
متى يتكامل العرض المسرحي
حينما تتكامل عناصره وتؤدي وظائفها بأتقان وحرفنة،يجري التمهيد للعمل في سلوك الخطوات التقليدية
التي لامناص من ممارستها،الطاولة المستديرة ولقاء المخرج بمجموعة العمل بحضور المؤلف،قراءات
تتخللهامناقشات لتشذيب النص مما هو زائد وعائق و ضعيف،توزيع المهام على الشخصيات بعد شرح
أبعادها للمثلين والأستماع الى أسئلتهم من قبل المخرج،تكليف الفنيين بتهيئة لوازم العرض و المباشرة
في تنفيذها قبل التمرينات،البدء في التمرينات بموجب جدول زمني يجب أن يتسم بالأنضباط التام وإحترام
المواعيد،تأمين مرشد نفسي يتواصل منذ البداية مع المخرج الى جانب مساعدين أخر،يعملون بروحية
الفريق الواحد حتى العرض،إنها عملية معقدة تخفف من وطئا الشديد روح المتعة التي تغمر الفريق أثناء
التمرين و العرض،إن الحب في الأعمال المسرحية ضرورة ملحة لأنه يدفع الجميع بطاقته الخلاّقة لتذليل
الصعاب من أجل العبور الى منصة العرض.محققاً فرحاً غامراً لن يستطعم حلاوته إلا من تذوقه في النجاح.
السخرية والواقع
يحضرني قول للمخرج السيمائي المعروف الفريد هتشكوك"لايمكن معالجة الوضع العبثي إلا بروح الدعابة"
الدعابة في الوضع العبثي المشحون بالخوف والقمع والرذيلة هي السخرية السوداء،تهكم يمارسه الكتّاب
بأسلوب يتوائم مع إنحطاط الواقع وترديه،إنها صرخة نطلقها نيابة عن جمهور مغلوب على أمره،يرى بالأنابة
أعلان السخرية هذا رفضاً تروي جرأته الظمأ المكبوت للخلاص في النفوس المُصادرة،هذه الثورة التهكمية
ضد الواقع السائد لذلك تاتي المعالجة بالسخرية حلاً ناجعاً لن يقترفه إلا الكتّاب المبدعين.
حول الجمهور
يُدرك كل مسرحي في العرض الأول إنه أمام رقيب لايرحم،ماأن يتسلل اليه الملل حتى يغادر المشاهدة
تاركاً الخشبة للهواء،لهذه الأهمية يعي جيداً كل كاتب ومخرج إنه يكتب أو يخرج و هذا الرقيب القاسي على
مقربة منه،يربكه حضوره الأستخباري و يذكره بموعد العرض القريب، يدرك الكاتب إن مايدونه الآن ليس قصة
أوشعراً لاضير من قرائتها الآن أو في المستقبل،إنه ملزم بتجسيد على منصة عرض يواجه فيها ذلك المرعب
الرقيب الجمهور وهنا تكمن الأهمية القصوى له.
رد: في ضيافتي \ مع الكاتب المسرحي المبدع قاسم فنجان
شاعري القدير وصاحبي سمعون
قبل أن أجيب أرجو تصحيح كلمة الخفافيش وإستبدالها بالشياطين لورودها خطأ في إجابتي السابقة،
"عندما ينام العقل تصحو الشياطين"
أما متواليتك ياصديقي الشاعر فأصابت الصميم،أرغمتني على تأملها و إعادة النظر فيها بمنظور رياضي إفترضته مداخلتك العلمية،
لاضير من خوضنا معاً فيما إجترحناه حول العقل والخيال،سأحاول فض إشتباك ماطرحته مستخدماً سلطتي العقلية في التفكير،لذا سأضيف الأدراك الى إفتراض متواليتك الى جانب العقل وأترك الأحساس المحسوب على الخيال،
إحساس+عقل+إدراك+خيال=
إدراك+خيال+إحساس+عقل=
لم أعطي أية نتيجة للمتواليتين لأنهما كما أسلفت في سالف إجابتي يقبلان التبرير فقط !
إن نظرنا للمتوالية الأولى وفيها الأرجحية للأحساس ومثالنا هو إستثارة حسية حادة تتأتى من عمق الباطن لأريج رائحة لاوجود لها
في الواقع،يتشممها الكاتب في داخله ويهيج ضوعها الجميل ذكريات يبدأ تدفقها الصوري بغزارة،هذه لحظة الكتابة المبدعة وفيها
يكون الأحساس على أشده ليقوى على إستجلاب الوهم الى الواقع وتحقيق المستحيل،أي الخلق من العدم.
أما في المتوالية الثانية فالأدراك يعني وقوع النظر على شئ مادي يحيل الى ذكرى راكدة في الباطن،سرعان مايتدخل الخيال و
يحولها الى صورة عقلية تتلاشى سريعاً لسهولة أستقدامها،انها لحظة عابرة للذكرى فقط،يسحقها الضجيج وتغيب بلا أثر لأنها
سرعان ماتعود الى الواقع،منشؤها الأول.
أخيراً الديانات وأنت تعرف ‘نها من الغيبيات وشرط الأيمان فيها الأيمان بالغيب أي البعث والحساب والثواب، مؤاخذات أصحابها عبر
العصور على السردييّن يتأتى من الخوف منهم ، إن الشعراء يغرفون صورهم التي تحط على هيئة شطحات من أراضٍ يحظر فيها
تواجد العامة من الناس،إنها مقصورة على الأولياء والخاصة لأنها أراض حرام مفخخة و ملغومة و لكن يد الخيال تصل لتصّير و تخلق
لذا تُقاوم من قبل أولئك الظلاميون اللذين يجنّدون الدين لأنفسهم ويفتكون بكل مبدع ينوّر الحياة بأدبه الملتزم .
رد: في ضيافتي \ مع الكاتب المسرحي المبدع قاسم فنجان
استاذي العزيز قاسم شكرا لتسميتك لي بالشاعره المبدعه جدا ، وغريبه اني لم اقرأ ردك قد تكون مشاكل النت فاعذرني سأعود اليه بالتأكيد .
وطالما نحن بصدد الاستاذ عمر مصلح ’ فهنا قد عرفناه فنانا تشكيليا واديبا وخريج مسرح واكاديمي وقد اخرج عملا مسرحيا عن قصه
قصيره للقاص الرائع عبد الستار ناصر [جمهورية العوانس ] فوددت ان اسألك هل كان موفقا باعداد النص وهل كان مقنعا من حيث
الرؤيه الأخراجيه ، وسؤالي قد اثارته اشتغالاته هنا في قراءة نتاجات الشعراء ، وله اشتغالات كثيره في هذا الجانب. شكرا لك وتقديري لجهدك في الرد على الجميع
رد: في ضيافتي \ مع الكاتب المسرحي المبدع قاسم فنجان
سيدي القدير .. ارتحت كثيرا لإجاباتك السابقة وكانت تقع من القلب والعقل موقع الرسوخ والتقعيد ..
وبخصوص استبدال كلمة الخفافيش بالشياطين أراها مناسبة أكثر للاستشهاد الذي تم ..
سأدع هذا النقاش على أمل أن نلتقي يوما مباشرة وكم سأفخر بذلك .. ونتابع حديثنا بالموضوع ..
والآن سأدخل بموضوع هام جدا جدا وهو أداة الإبداع الأدبي الأهم .. اللغة ..
والحقيقة هو ليس خارجا عن لعبة العقل والخيال ههههههه .. كانت اللفظة ترد في سياقات متعددة وتحافظ على دلالتها المعجمية فلا تشير لشيء خارج تلك الدلالة وهذا ما نجده في الشعر الأدب والتقليدي منذ أقدم العصور وحتى الآن ولقد حافظت على هذه الصفة ( أعني الدلالة الثابتة ) دون أي جنوح إلى فضاءات الانزياح فكانت المهمة الوحيدة للألفاظ أنها أداة توصيل المعنى أو فكرة الشاعروالأديب للمتلقي ..
أما وقد اختلفت أساليب تلبية احتياجات العقل الحالي والذائقة الحالية .. فإني أرى أن اللفظة يجب تقف على عدة مستويات من المعاني الرجراجة والمتحولة باستمرار وفق حركة العلاقات بين عناصر النص
ليصبح دور الكلمة كالرمز الذي يرتبط مباشرة بوضع الذهن وجدلية علاقته مع الموضوعات والأشياء ..
و تنتقل دلالة الكلمة حسب الحالة أو الفضاء المحيط بهذا الذهن لحظة التلقي أو القراءة ..
قاسم فنجان .. الأديب المتميز العميق ..
هل أنت مع هذه اللغة التي تكلمت عنها لنقل اللغة (الحداثوية ) وإلى أي مدى ؟؟
أم ترانا يجب أن نبتكر ملايين الكلمات الجديدة لتعبر عن ما تكنه ضمائرنا لإيصاله لمتلقي لا يملك الوقت أصلا لسماع الكثير من الكلام ..؟؟
تقديري الكبير لجميع المتداخلين والقراء في هذا الحوار القيّم والمفيد والراقي ..
ولكم عناية أستاذنا المكرم المبدع قاسم فنجان ..جلّ تقديري وشكري
ولسيدة الألق والروعة الدمثة الأخلاق الراقية سفانة كل الود والشكر والامتنان
ولنا عودة
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون
رد: في ضيافتي \ مع الكاتب المسرحي المبدع قاسم فنجان
سيدتي الغالية سولاف هلال
حول النظرية والمةمارس
سأمر يإيجاز شديد على تاريخ المسرح وأعود بكِ الى الأغريق حيث كتب يوربيدس أول المسرحيات في التأريخ"المتضرعات" وتم فيما بعد أخراجها بأسلوب تقليدي لاوجود فيه للمثل الواحد،لقد إعتمد يوربيدس على الجوقات والخلاء الرحب فلا منصة و أي وجودللعناصر المسرحية الأخرى في العرض الذي حصل على إمتياز الريادة كشكل مسرحي متكامل و أول في التأريخ، هذا التاريخ يدللعلى نظرية واضحة الشروط تطورت بتطور الحياة وتعاقب عصورها لتصل الى الشكل المسرحي الحالي،أما الممارسة في الموضوع فأصل المتضرعات وفكرتها مشكلة كانت سائدة آنذاك،انها زواج إبن العم لأبنة العم،هذه الممارسة الممجوجة من قبل الكاتب دفعته للمسرح كحل منقذ للمشكلة وفعلاً أقر التارخ جدوى الحل بخروج النساء الأغريقيات بمظاهرات يطالبن فيها بألغاء هذا التقليد القاسي عليهن،أذن النظرية نتاج لأفكار تتطاحن بقوة في رأس المنظر تدفعه للصياغة الناجعة و لكن بعد وجود ممارسات لها السبق حتماً في ذلك.
أما دوغماتية الأيدلوجية
أتوافق معك تماماً في هذا و لكن بشرط عدم الجنوح الى الأنفلات الذي قد يودي بالنظام،انها لاتعني الأكراه مطلقاً وأعني الأيدلوجية إنها ضوابط وشروط مرنة لاتدرج تحت يافطة الدوغماتية ما دامها تسمح بالتغيير و الخروج حداثويا صوب عالم جديد، أما إذا إلتجأت للقسرية في فرض مبادئها مضفية عليها صفة مطلقة إن كانت وضعية أو سماوية فهنا يجب أن نعيد النظر في الأمور،الخطوط الحمراء حمراء للعيان ولا يمكن تجاوزها وأعني السماويات الثابتة أما باقي الخطوط والتابوات فيمكن زعزعتها و زحزحتها لبلوغ الأدب الجديد الذي يتماشى مع العصر الجديد .