لااجد بين يدي لهذه الأيقونة.العصفورة.الجميلة.الساحرة كنخل جيكور..المُتجلية كتاريخ بغداد العظيمة التي عرفتها وزرتها عدة مرات..احببت نسائمها وكائناتها الرقيقة الحنونة ورجالها الأكرام الأفذاذ..لن اجد سوى ماقلته من حروف متواضعة ولن اتراجع عنها نشرتها في جريدة[الأحوال] الرسمية الليبية الواسعة الانتشار والشعبية في ليبيا:
أتقاطر منك وحمى تغرق بأوصالي!!
لن نحقق شيئا
ما لم نتعلم من أخطائنا
ما لم يتحطم هذا العالم بفعل صلواتنا العائلية
ما لم نكن نحن العالم
ما لم تفجر هذه الأرض التي تغلي بين شراييننا الجحيم الموجود في داخلنا.
كان أبي كائنا جلديا صامتا
يحمل في قلبه الحقد والغضب وإدانة الوقت.*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عرض وكتابة:محمد السنوسي الغزالي
• هو ذاته المعنى الذي يطرحه رودريغز..لن نتعلم من أخطاءنا ولذلك نكررها منسوخة ويكون الوطن هو الضحية ثم مبعث الالآم ...لايهم المكان ولا الزمان..فجميع المكابدات تتكرر عند تبعات الأمور..هذه هي حكاية عواطف عبد اللطيف. التي كانت نتاج الألم ذاته.
• وتلك هي المسافات التي تؤرق المبدع في الهجرة القسرية.عندما ينكسر ويعجز عن المساهمة في الحلول!!.
• ثم الهجرة غير الاختيارية.. المسافات التي تمسك به فلا يشعر بالأمان وإن كان في قلب الأمان.فالأمان يشعرك به الوطن وان كنت بعيداً عنه..فعندما يكون الوطن قلقا يقلق القلب المهموم رغم البعاد.وهذا ما تحيلنا إليه الشاعرة العراقية المهجرية عواطف عبد اللطيف عندما ترسل أشجانها عبر كتابها الوجداني [أتقاطر منك] وكتابات أخرى من نيوزيلندا وهي مهمومة بوطنها وما حوله..تهدي الكتاب لأولادها وأحفادها أيضاً..وفي ذاكرتها شجونها وهمها الممزوج بالحرقة وأيضا بالمرأة التي تسكنها..الوطن الذي تنظر إليه كل يوم يتقاطر دموعاً ودماء...فلذة كبدها كاد أن يقتل في انفجار عام 2009 ضاع ضحيته 40 إنسان غير مئات ألجرحي و المرعوبين.بالمجان..ولا تنسي همومها أيضا كسيدة عربية تدافع عن كينونتها في مواجهة التخلف والخراب فتقول في احد كتاباتها:
• (سأثأر لنفسي
ولكل زوجة فقدت زوجها أمام عينيها أو وجدته في المزابل أو على قارعة الطرقات أو في المشارح او طافيا فوق مياه الترع والأنهار ولا تعرف من الذي قتله ومن الذي اختاره ومن الذي خطط ومن الذي نفذ لتبقى الغصة تكتم الأنفاس واللوعة تذبح الروح ولا احد يمد يد العون ليساعد لان الكل يغني على ليلاه.)[1]
• هنا نلتقط بداية الخيط لدى عواطف ففي كتابها "أتقاطر منك"تقرأ الكثير من الأسرار والهموم والمآسي التي تسجل ضد مجهول.هي التي تتجلى بها فرغم مرارة الغربة..لاتشعر بالأمان وهي بعيدة ..فالأمان الذي تعيشه في نيوزيلندا هو أمان نسبي..أمان الجسد فقط أما الروح فهي مرتعبة بالوطن وعليه وبالموت المجاني:
• نوارس الروح تحلق فوق شواطئ البعد
تتناثر اللحظات الهرمة على الطرقات
ما أثقل أن...
أنصت لحديث الأرصفة وهي تمسح أقدام العابرين
وفي جدار الروح شقوق مشبعة بالهم
الحجارة بقيت هناك!!!!
تعترض سير المارّة
ونشيد الرحيل يغرق في بحار مشبعة بالوهم
لا براري للوجع [2]
• إذاً لا أمان برغم المسافات الطويلة بينها وبين الحرائق!!كم هو الوطن مؤلم وجارح عندما يكون ذاته مجروحاً غير آمن..ما أقسى الشعور وأنت تتقاطر للوطن ومنه :
• وتراب الوطن المعفر برائحة النخيل
ومن على خاصرة الصبر
بين كرٍّ وفَرٍّ
تتهاوى المسافات
صوت قصير يحصي أفكاري
يهرول في مداراتي
لأعيد ترتيب الزمن
وترتيب الفصول
أنسى كل أمكنتي إلا مكانك[3]
• يقول الشاعر والناقد الشاعر جميل داري عن عواطف في إحدى قراءاته:
تسند رأسها المتعبة إلى وسادة الشعر تلوذ به واحة خضراء في صحراء الغربة والمنفى
القصيدة عندها همسة أليمة وصرخة جارحة
تمتد من قلبها المثخن إلى آخر نجم شريد تمتشق الشعر للوصول إلى المحال...
فشعرها الممتزج برائحة الجرح هو نوع من الحرائق
التي تولد كالعنقاء فيها من جديد..
إنها تستخدم موسيقى روحها الشجية..[4]
• إنها إذا نستولوجيا حارقة تلك التي تعتريها .وشعورها بالظلم يتجلى في حروفها.فذات كتابة بنفس الألم تقول:
• في غفلة السنين
عندما يختزل الفجر الآهات
ترتعش الغيوم خوفاً
تنسد آفاق الحلم كيلا يهرب من بين المسافات
تحمل الريح مواويل الفرح في رحلة الضياع خارج المدار
وشقائق الألم تنبت وتتفتح فوق خاصرة الزمن
يجرحني الفراق
تتلاحق الانكسارات ويغرز الظلم أشواكه الغادرة داخل روحي [5]
• ما أقسى هذه الانكسارات..لذلك أتفهم حجم الألم على العراق لدى عواطف..واعرفه فذات مرة كتبت عن أن كل من لم يرى العراق ونخيلها فهو محظوظ ومن لم يتجول في حدائق حمورابى هو أيضا من السعداء ذلك لأنه مهما أشتغلت المخيلة لن تدرك حجم الجمال ألذي افسد إلا إذا كان قد رآه مرأى العين وهو بكامل أناقته ومهما ذهب الخيال بعيدا لن يعرف ألذي لم تتكحل عيناه ببغداد مساحة السحر الذي تم العبث به لذلك اعتبر نفسي احد التعساء الذين قدر لهم أن يتجولوا فى بغداد والبصرة والفاو وبابل..فكيف إذا كانت هي ابنة العراق التي تنفسته وقاربت العبق فيه؟؟ تعرف حجم الخراب جيداً..بل اجزم أن حجم الألم الذي بها لايستوطن إلا في قلب من خبر بغداد وتنسم أريجها وتكحلت عيناه بسحرها ولذلك هي تقول هنا بالحرف:
• وَسَلِ الزَّمانَ اللاّ يُطاقْ
عنّا.. وعنْ نارِ الوَداعْ
وعنِ الفِراقْ
وعنِ الأرامِلِ والجِياعْ
والباحثينَ عن الكرامةِ في العراقْ
والحبّ في زمَنِ الضَّياعْ
يَنداح ُ فوقَ الكَتْف ِ
شَوقي للفُراتِ ،
وللنَّخيل ِ،
وبيتِنا وقتَ الأصيل ِ،
وللوُجوهِ السُّمْرِ يَعْلُوها الشَّمَمْ
ونسيمِ بَغدادَ العليلْ
وشَذاهُ عندي بالزّمانِ[6]
• ذلك هو الوجع الذي حبس أنفاسي ودفعني للكتابة..إذ ليس كل من هو مغترب عن الوطن يشغله ما يحيط به من جمال وآفاق رحبة وحرية كاملة عن الوطن..بل يعيش فيه الوطن بكامله..ربما يتمنى ان يكون وطنه يتماهى مع ماحوله..لأنه يريده هكذا.
• ومن هنا نقرأ كيف هي الفجيعة تتنامى في قلبها وتتالى خواطر وقصائد وكتابات فهي في كل ما تكتب ستجد نخيل جيكور ومطر السياب وكل الشناشيل التي يزخر بها وطنها..كأن تقول:
• أنت وَحدك من يجيد العَزف على وَتر الإحساس
لتغطي أسراب المشاعر وجه السماء
وهي تغرد للحياة
تمنع خفافيش الليل من احتضان الغيوم
تشطب تواريخ الوجع من ذاكرتي
وتعكس ظلال ابتسامتك الأمل على نهاري
أراك بعين قلبي فيهتز نشوة تغمر آفاقي
تستدرجني لهفتي إلى طريقك
لأستنشق عبير الصباح بقربك [7]
• قالت لي كاتبة عربية ذات مرة التقت بها:مبهورة انا بكل هذه الأناقة وهذا الجمال الذي تحمله سيدة بكل هذه الهموم.
• في غربتها..تقوم عواطف عبد اللطيف بعديد من المناشط الثقافية والفكرية والعلمية في دائرة هموم الوطن والغربة عنه..فإضافة إلى خبرتها في النظم الالكترونية فهي ناشطة سياسية واجتماعية وشاعرة وكاتبة حضرت عديد من المؤتمرات داخل وخارج العراق و عضوة بالهيئة الإدارية لجمعية الثقافة العربية النيوزلندية..وتهتم بشئون الوطن من مسافات البعد وتتجول في الوطن وحواليه وحوله من فترة إلى أخري..ففيه فلذاتها وأحفادها وملاعب طفولتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
هوامش:
• من قصيدة قبلة المجانين لأوغستو رودريغز-من الأكوادور-ترجمة: غدير أبوسنينة
1. من مقال للكاتبة عنوانه :لو كان الظلم رجلاً لقتلته.
2. مدارات الحنين-كتاب أتقاطر منك.
3. حلــــــــــــــــم- نفس المصدر.
4. من قراءة لجميل داري حول ديوان خريف طفلة للكاتبة.
5. من خاطرة عنيدة هي أيامي للكاتبة.
6. من نص كَثُرَ السؤال-ديوان خريف طفلة للكاتبة
لااجد بين يدي لهذه الأيقونة.العصفورة.الجميلة.الساحرة كنخل جيكور..المُتجلية كتاريخ بغداد العظيمة التي عرفتها وزرتها عدة مرات..احببت نسائمها وكائناتها الرقيقة الحنونة ورجالها الأكرام الأفذاذ..لن اجد سوى ماقلته من حروف متواضعة ولن اتراجع عنها نشرتها في جريدة[الأحوال] الرسمية الليبية الواسعة الانتشار والشعبية في ليبيا:
أتقاطر منك وحمى تغرق بأوصالي!!
لن نحقق شيئا
ما لم نتعلم من أخطائنا
ما لم يتحطم هذا العالم بفعل صلواتنا العائلية
ما لم نكن نحن العالم
ما لم تفجر هذه الأرض التي تغلي بين شراييننا الجحيم الموجود في داخلنا.
كان أبي كائنا جلديا صامتا
يحمل في قلبه الحقد والغضب وإدانة الوقت.*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عرض وكتابة:محمد السنوسي الغزالي
• هو ذاته المعنى الذي يطرحه رودريغز..لن نتعلم من أخطاءنا ولذلك نكررها منسوخة ويكون الوطن هو الضحية ثم مبعث الالآم ...لايهم المكان ولا الزمان..فجميع المكابدات تتكرر عند تبعات الأمور..هذه هي حكاية عواطف عبد اللطيف. التي كانت نتاج الألم ذاته.
• وتلك هي المسافات التي تؤرق المبدع في الهجرة القسرية.عندما ينكسر ويعجز عن المساهمة في الحلول!!.
• ثم الهجرة غير الاختيارية.. المسافات التي تمسك به فلا يشعر بالأمان وإن كان في قلب الأمان.فالأمان يشعرك به الوطن وان كنت بعيداً عنه..فعندما يكون الوطن قلقا يقلق القلب المهموم رغم البعاد.وهذا ما تحيلنا إليه الشاعرة العراقية المهجرية عواطف عبد اللطيف عندما ترسل أشجانها عبر كتابها الوجداني [أتقاطر منك] وكتابات أخرى من نيوزيلندا وهي مهمومة بوطنها وما حوله..تهدي الكتاب لأولادها وأحفادها أيضاً..وفي ذاكرتها شجونها وهمها الممزوج بالحرقة وأيضا بالمرأة التي تسكنها..الوطن الذي تنظر إليه كل يوم يتقاطر دموعاً ودماء...فلذة كبدها كاد أن يقتل في انفجار عام 2009 ضاع ضحيته 40 إنسان غير مئات ألجرحي و المرعوبين.بالمجان..ولا تنسي همومها أيضا كسيدة عربية تدافع عن كينونتها في مواجهة التخلف والخراب فتقول في احد كتاباتها:
• (سأثأر لنفسي
ولكل زوجة فقدت زوجها أمام عينيها أو وجدته في المزابل أو على قارعة الطرقات أو في المشارح او طافيا فوق مياه الترع والأنهار ولا تعرف من الذي قتله ومن الذي اختاره ومن الذي خطط ومن الذي نفذ لتبقى الغصة تكتم الأنفاس واللوعة تذبح الروح ولا احد يمد يد العون ليساعد لان الكل يغني على ليلاه.)[1]
• هنا نلتقط بداية الخيط لدى عواطف ففي كتابها "أتقاطر منك"تقرأ الكثير من الأسرار والهموم والمآسي التي تسجل ضد مجهول.هي التي تتجلى بها فرغم مرارة الغربة..لاتشعر بالأمان وهي بعيدة ..فالأمان الذي تعيشه في نيوزيلندا هو أمان نسبي..أمان الجسد فقط أما الروح فهي مرتعبة بالوطن وعليه وبالموت المجاني:
• نوارس الروح تحلق فوق شواطئ البعد
تتناثر اللحظات الهرمة على الطرقات
ما أثقل أن...
أنصت لحديث الأرصفة وهي تمسح أقدام العابرين
وفي جدار الروح شقوق مشبعة بالهم
الحجارة بقيت هناك!!!!
تعترض سير المارّة
ونشيد الرحيل يغرق في بحار مشبعة بالوهم
لا براري للوجع [2]
• إذاً لا أمان برغم المسافات الطويلة بينها وبين الحرائق!!كم هو الوطن مؤلم وجارح عندما يكون ذاته مجروحاً غير آمن..ما أقسى الشعور وأنت تتقاطر للوطن ومنه :
• وتراب الوطن المعفر برائحة النخيل
ومن على خاصرة الصبر
بين كرٍّ وفَرٍّ
تتهاوى المسافات
صوت قصير يحصي أفكاري
يهرول في مداراتي
لأعيد ترتيب الزمن
وترتيب الفصول
أنسى كل أمكنتي إلا مكانك[3]
• يقول الشاعر والناقد الشاعر جميل داري عن عواطف في إحدى قراءاته:
تسند رأسها المتعبة إلى وسادة الشعر تلوذ به واحة خضراء في صحراء الغربة والمنفى
القصيدة عندها همسة أليمة وصرخة جارحة
تمتد من قلبها المثخن إلى آخر نجم شريد تمتشق الشعر للوصول إلى المحال...
فشعرها الممتزج برائحة الجرح هو نوع من الحرائق
التي تولد كالعنقاء فيها من جديد..
إنها تستخدم موسيقى روحها الشجية..[4]
• إنها إذا نستولوجيا حارقة تلك التي تعتريها .وشعورها بالظلم يتجلى في حروفها.فذات كتابة بنفس الألم تقول:
• في غفلة السنين
عندما يختزل الفجر الآهات
ترتعش الغيوم خوفاً
تنسد آفاق الحلم كيلا يهرب من بين المسافات
تحمل الريح مواويل الفرح في رحلة الضياع خارج المدار
وشقائق الألم تنبت وتتفتح فوق خاصرة الزمن
يجرحني الفراق
تتلاحق الانكسارات ويغرز الظلم أشواكه الغادرة داخل روحي [5]
• ما أقسى هذه الانكسارات..لذلك أتفهم حجم الألم على العراق لدى عواطف..واعرفه فذات مرة كتبت عن أن كل من لم يرى العراق ونخيلها فهو محظوظ ومن لم يتجول في حدائق حمورابى هو أيضا من السعداء ذلك لأنه مهما أشتغلت المخيلة لن تدرك حجم الجمال ألذي افسد إلا إذا كان قد رآه مرأى العين وهو بكامل أناقته ومهما ذهب الخيال بعيدا لن يعرف ألذي لم تتكحل عيناه ببغداد مساحة السحر الذي تم العبث به لذلك اعتبر نفسي احد التعساء الذين قدر لهم أن يتجولوا فى بغداد والبصرة والفاو وبابل..فكيف إذا كانت هي ابنة العراق التي تنفسته وقاربت العبق فيه؟؟ تعرف حجم الخراب جيداً..بل اجزم أن حجم الألم الذي بها لايستوطن إلا في قلب من خبر بغداد وتنسم أريجها وتكحلت عيناه بسحرها ولذلك هي تقول هنا بالحرف:
• وَسَلِ الزَّمانَ اللاّ يُطاقْ
عنّا.. وعنْ نارِ الوَداعْ
وعنِ الفِراقْ
وعنِ الأرامِلِ والجِياعْ
والباحثينَ عن الكرامةِ في العراقْ
والحبّ في زمَنِ الضَّياعْ
يَنداح ُ فوقَ الكَتْف ِ
شَوقي للفُراتِ ،
وللنَّخيل ِ،
وبيتِنا وقتَ الأصيل ِ،
وللوُجوهِ السُّمْرِ يَعْلُوها الشَّمَمْ
ونسيمِ بَغدادَ العليلْ
وشَذاهُ عندي بالزّمانِ[6]
• ذلك هو الوجع الذي حبس أنفاسي ودفعني للكتابة..إذ ليس كل من هو مغترب عن الوطن يشغله ما يحيط به من جمال وآفاق رحبة وحرية كاملة عن الوطن..بل يعيش فيه الوطن بكامله..ربما يتمنى ان يكون وطنه يتماهى مع ماحوله..لأنه يريده هكذا.
• ومن هنا نقرأ كيف هي الفجيعة تتنامى في قلبها وتتالى خواطر وقصائد وكتابات فهي في كل ما تكتب ستجد نخيل جيكور ومطر السياب وكل الشناشيل التي يزخر بها وطنها..كأن تقول:
• أنت وَحدك من يجيد العَزف على وَتر الإحساس
لتغطي أسراب المشاعر وجه السماء
وهي تغرد للحياة
تمنع خفافيش الليل من احتضان الغيوم
تشطب تواريخ الوجع من ذاكرتي
وتعكس ظلال ابتسامتك الأمل على نهاري
أراك بعين قلبي فيهتز نشوة تغمر آفاقي
تستدرجني لهفتي إلى طريقك
لأستنشق عبير الصباح بقربك [7]
• قالت لي كاتبة عربية ذات مرة التقت بها:مبهورة انا بكل هذه الأناقة وهذا الجمال الذي تحمله سيدة بكل هذه الهموم.
• في غربتها..تقوم عواطف عبد اللطيف بعديد من المناشط الثقافية والفكرية والعلمية في دائرة هموم الوطن والغربة عنه..فإضافة إلى خبرتها في النظم الالكترونية فهي ناشطة سياسية واجتماعية وشاعرة وكاتبة حضرت عديد من المؤتمرات داخل وخارج العراق و عضوة بالهيئة الإدارية لجمعية الثقافة العربية النيوزلندية..وتهتم بشئون الوطن من مسافات البعد وتتجول في الوطن وحواليه وحوله من فترة إلى أخري..ففيه فلذاتها وأحفادها وملاعب طفولتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
هوامش:
• من قصيدة قبلة المجانين لأوغستو رودريغز-من الأكوادور-ترجمة: غدير أبوسنينة
1. من مقال للكاتبة عنوانه :لو كان الظلم رجلاً لقتلته.
2. مدارات الحنين-كتاب أتقاطر منك.
3. حلــــــــــــــــم- نفس المصدر.
4. من قراءة لجميل داري حول ديوان خريف طفلة للكاتبة.
5. من خاطرة عنيدة هي أيامي للكاتبة.
6. من نص كَثُرَ السؤال-ديوان خريف طفلة للكاتبة
المبدع القدير محمد السنوسي الغزالي
كأني بك عراقيا مخضرما وأنت تمتشق سيفك اللهبي لتشق صقيع زمننا البارد حتى الموت
قراءة عميقة شجية لأعماق شاعرة تلتحف الغربة وتفترش الحزن المقيم وليس في يدها من سلاح الا شوقها المضني وحروفها المتلألئة التي تنير غياهب المنفى فكأنما كتب على العراق العطش وهو الذي يملك دجلة والفرات والجواهري النهر الثالث وكأنما السياب ما زال يردد :
ما مر عام والعراق ليس فيه جوع
جوع الى ارغفة الحرية وفواكه الكرامة
جوع الى الاهل والبيت والنخيل وملاعب الطفولة
هذه ليست قراءة عادية لاخي محمد بل دراسة شاملة تضفي على :اتقاطر منك المزيد من حلاوة الدهشة ولذة الابداع
دمت ايها الغزالي الكبير
وما زال النبع ينتظر الظماء
وما زال التقاطر ينسكب على الجرح المكابر
وما زال الشعر ملاذنا الاخير في زمن تتساقط القلاع الهشة كلها وتنتزع الاقنعة عن كل الوجوه
العراق بلد الشعر والشعراء والشواعر
العراق لا يموت
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 12-15-2012 في 09:10 PM.
كأني بك عراقيا مخضرما وأنت تمتشق سيفك اللهبي لتشق صقيع زمننا البارد حتى الموت
قراءة عميقة شجية لأعماق شاعرة تلتحف الغربة وتفترش الحزن المقيم وليس في يدها من سلاح الا شوقها المضني وحروفها المتلألئة التي تنير غياهب المنفى فكأنما كتب على العراق العطش وهو الذي يملك دجلة والفرات والجواهري النهر الثالث وكأنما السياب ما زال يردد :
ما مر عام والعراق ليس فيه جوع
جوع الى ارغفة الحرية وفواكه الكرامة
جوع الى الاهل والبيت والنخيل وملاعب الطفولة
هذه ليست قراءة عادية لاخي محمد بل دراسة شاملة تضفي على :اتقاطر منك المزيد من حلاوة الدهشة ولذة الابداع
دمت ايها الغزالي الكبير
وما زال النبع ينتظر الظماء
وما زال التقاطر ينسكب على الجرح المكابر
وما زال الشعر ملاذنا الاخير في زمن تتساقط القلاع الهشة كلها وتنتزع الاقنعة عن كل الوجوه
العراق بلد الشعر والشعراء والشواعر
العراق لا يموت
يقول الشاعر الليبي الراحل علي الفزاني وهو رفيق لي في عدة رحلات الى بغداد والبصرة وبابل والفاو والفلوجة وغيرها يقول عن العراق:
إلهي تعال!
هموا أرسلوا قنبلة!
على كل حبة قمح فصارت رذاذاً رماد!!
هموا أحرقوا السنبلة!
فصار نخيل العراق ذبيحاً كرأس الحسين!!
وكل العراق- وكل البلاد- وكل الخليج- كرأس الحسين
وكل النبات وكل الزمان- وكل غداة كرأس الحسين
...
خذوني
خذوني
إلى السجن- مرحى
فكل تراب.. عراق
وكل المنافي عراق
فمصر....... عراق
دمشق عراق
وسرت عراق
وكل البلاد عراق
خذوني
خذوني إلى السجن
إني عميل العراق
خذوني فإن السجون تضاء-
بنزيف العراق
التباس
طوبى لمن يدق باب الله
يقول له:
معذرة فهؤلاء......
...
طوبى لمن يدق باب الله
يقول له:
معذرة فهؤلاء
............
...
طوبى
لمن يدق باب الله
يقول له:
معذرة
مالفرق بين لفظة
الدمار- والدولار!؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم انا عراقي ولي الشرف استاذ جميل..كنت اقول دائماً محظوظ من لم يرى العراق في مجدها!!ليتني لم اراها..كل من رآها يعرف حجم الجمال الذي تهشم
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 12-15-2012 في 09:05 PM.
ألا تسكت ايها الألم ..؟؟؟
ما بين دمع ودم وتراب تصنع سيدة الوفاء عجينة ورغيفا يقطر ألماً وحين تأتي مواسم التقسيم تحتفظ به لها وحدها
تقاسمنا الامل والفرح وتدفعنا للتقدم الى امام وحين تركن الى صمتها تعيد رغيفها لتثلم منه كل يوم كسرة وتنام عليه
ما بها الايام لا ترحم سيدتي ، غربةٌ في الروح وغربة في السكن والله تربكني قصيدتك وتربك القلوب التي خبرت
الوجع والغربة والحنين ولحظة نكاد نمزقها ونلقيها من ذاكرتنا التي ابتليت بما كان وما جرى . نص لم تخطيء كاتبته
في تسميته . لروحك سيدتي السكينة نامي بأمان الله ،لك المحبة ولقلمك الزهو والفخر .
نص يحمل الحب الجميل الوفي ويرسم الشعر حياة ولحظات / محبتي
ولكِ عزيزتي كل الحب والاحترام وانحناءة تطول
أربكتكِ قصيدة سيّدة الوفاء...فأدمعتِ قلبي
لكنني ...لست حزينة
بل كلّي سعادة بكِ وبهذه الصفحة المزدانة بعطر الوطن والحزن الجميل
دمتِ قريبة
السيدة المبدعة عواطف عبد اللطيف خرجت من بين أنقاض المجتمع العراقي ومن بين رماد الإرث الإجتماعي المنهار
والقيم العربية التي إضمحلت وحل محلها الهدم والإنتقام ,
أقول خرجت السيدة عواطف لتثبت قوة جذور المرأة العراقية رغم العواصف الهوجاء
التي عصفت بالجسد العراقي , خرجت لتقدم النقيض للثقافة الهشة والأدب المادح , فأنبتت أغصاناً منفتحة للأدب الملتزم
والذي جعل هموم الشعب العراقي تقفز فوق الهموم الخاصة
وتواصل هذا الأدب مع هموم الفرد وآلام الأمة حتى حين أصبحت السيدة عواطف في المهجر , فأخذت تنقل الصورة الواضحة
لمجتمع الديناميت وأطفال الشوارع والأرامل المتسولات
من المعروف أن الفرد العربي قد تعود على أن يسير الى الأمام وعينيه الى الخلف , لكني أرى الشاعرة عواطف تسير الى الأمام قُدماً
وعينيها الى الأمام .
أستاذي الغزالي
ها أنت تفي بوعدك والإخلاص ديدنك
وبسرعة الضوء تحمل كل قناديلك لتنير زاويتنا هذه
بقراءتك الشاملة عن المرأة والحزن والعراق الـ تجسدت في (عواطف عبداللطيف)
حرّي بنا ...أننا لسنا من المحظوظين الذين لم يروا العراق ونخيله
وهل هناك أسمى من هذا الوجع ؟!
دمتَ أستاذي
ودام حرفك المعطاء
كيلا ننسى...
قال ذات يوم الأديب محمد السنوسي الغزالي :
لن نحقق شيئا ما لم نتعلم من أخطائنا ما لم يتحطم هذا العالم بفعل صلواتنا العائلية ما لم نكن نحن العالم
ما لم تفجر هذه الأرض التي تغلي بين شراييننا الجحيم الموجود في داخلنا.
كان أبي كائنا جلديا صامتا يحمل في قلبه الحقد والغضب وإدانة الوقت.*
هو ذاته المعنى الذي يطرحه رودريغز..لن نتعلم من أخطائنا ولذلك نكررها منسوخة ويكون الوطن هو الضحية ثم مبعث الالآم
لايهم المكان ولا الزمان..فجميع المكابدات تتكرر عند تبعات الأمور..هذه هي حكاية عواطف عبد اللطيف التي كانت نتاج الألم ذاته. •
وتلك هي المسافات التي تؤرق المبدع في الهجرة القسرية ،عندما ينكسر ويعجز عن المساهمة في الحلول!!
ثم الهجرة غير الاختيارية.. المسافات التي تمسك به فلا يشعر بالأمان وإن كان في قلب الأمان.
فالأمان يشعرك به الوطن وان كنت بعيداً عنه..فعندما يكون الوطن قلقا يقلق القلب المهموم رغم البعاد.
وهذا ما تحيلنا إليه الشاعرة العراقية المهجرية عواطف عبد اللطيف عندما ترسل أشجانها عبر كتابها الوجداني [أتقاطر منك]
وكتابات أخرى من نيوزيلندا وهي مهمومة بوطنها وما حوله..تهدي الكتاب لأولادها وأحفادها أيضاً..
وفي ذاكرتها شجونها وهمها الممزوج بالحرقة وأيضا بالمرأة التي تسكنها..