قلت أني عدت للبداية من جديد واقتطفت من كل روض زهرة وقرأتها بطريقتي ..
أتمنى أن تقرؤونها كما قرأتها ..
وجدتكما قد انتصرتما على كل الحواجز والحدود ..
وعلى الموساد والشباك
وعلى جيش العدو المدجج
فكانت الكلمات جواز السفر بلون الأخضر كــ ( الزيتون) ..
و كانت الفيزا بيضاء حمامات بيضاء كـــ (قلبيكما) ..
والتوقيع حروف بلون الأسود كــ ( المقاومة ) ..
والختم بلون الأحمر كــ (دم الشهداء )
استراحت قناديل التبرعم
وسار نحوك زورقي
الواقفاتُ على الغدير تناثرت
في وجه الكلام
روّدن لك على الدرب
سر توهج الخدود .
أنا مثلك أعرف الموانئ
واعرف النخل
واعرف الكتب القديمة والحكايا
فمن سواك يا صديقي يعجن الرفات بالقصيد~
ها أنتَ في منفاكَ تبحثُ عنْ دمكْ
وأنا هنا خلفَ الحصار
هو ذا فريدٌ كلما
يشتاقُ للأرضِ اليبابْ
عنّي يُفتشُ كي يرى
وجهَ القصيدةِ في الضبابْ
وهنا القليلُ من الوعودْ
فالغاصبُ المحتلُّ تُزعجه الورودْ
نمْ يا أخي خلفَ الحروف
كي لا يراكَ القاتلون
فحروفنا يا صاحبي
ممنوعةٌ ..
وقصائدي في حب أرضي تُهمةُ
من المُحال أن ننحني
أسقط خلفك المجداف
قُل للموانئ سأرجم كل صباحٍ شواخص المسافة
على كف الوتر عزفت لحني قصيدة للزئير
لن أدفن ملامحي-----ملامحك
علمني وداعي لك
أن الموت اقرب من السفر~
لو قلتَ لي حين فاجأتك دمعة
كما باغتتني في عاصمة الشعر
أنّك ستسافرُ صوب أغنية جديدة
كنت حينها سوف أدثركَ في قصيدة
وألقي فوق خدكَ سنبلتين من شوق ووجد
أنت كالقبطان يدرك موعد الجزر والمد
وتعلمُ كل شيء عن تفاصيل الوعد
وأنا كعادتي
أصلُ متأخرا عن موعد تفتح الوردة
كنت تعلمُ أن المنفى
يُشبه صرير السلاسل
وأن عفونة الزنازن
لم تهزمنا
...وأن سياط الجلاد لم تكسر غُصن زيتونٍ
ولم ننحني في نفق الصمود
بل كم أحبك حينَ أكتبُ فوق رمشكَ جملةً من زعفران
قل لي ولا تخشى عيون المخبرين
عن بابكَ الموصود عن
منفاكَ في ليل العواصم والمطار
كم مرةً
ما زالَ يقتلكَ النهار
رايت فيك الوطن والمأوى وخمرتي
والبقية لا تقال
يا وجهي المصلوب على حواجز الترقب
تعالَ ليستحم الدمع بالعطر
لأقصى الروح
وانثر قمحك على الدرب
أومِض للغادين ما تراكم من كلام~
وأنا هنا ...
رغمَ الحصار ..
وبكاء طفلٍ في الزقاق
وصراخ ماجدةٍ تنادي زوجها
في القبرِ أو من خلف قضبان سجنْ
منفاكَ يشبهني تماما
كنت تعلمُ أن المنفى
يُشبه صرير السلاسل
وأن عفونة الزنازن
لم تهزمنا
وأن سياط الجلاد لم تكسر غُصن زيتونٍ
زنزانتي زنزاتك
وسلاسل القيد التي
أدمتْ هنالكَ معصميْ
هي ذاتها ...
أدمتْ يديكْ
يا أُمناَ كم اشتهانا الرحيل
هل أبصَرتِناَ في الضوء!!
كُنا والوليد دمعة ومنديل...
جئناك اليومَ نسعى
غذاؤنا كلامٌ مرّ
ودمُنا يسيل
نحمل بين ايدينا ترياق حنينٍ
مآثر للدرب
على كوكب الروح
كم مرّة في غربتك
قد بتَّ من غير الطعام
قد كنتَ دوما تكتفي
برغيفِ شوقْ
قد كنتَ تلتحفُ الحنينَ إلى ملامح بلدتكْ
وتنامُ من غير الغطاء على الرصيف
شتتنا السكون يا صاح
شرقاً وغرباً
يدك في يدي
سجادة صلاة
والشفتان معبدْ
يا ذاتي أنتْ
لما تحملنا النار في غِصن المتاهة!
وشجر الزيتون يلملم جراحنا؟
كانت تُظللُ حلمنا
حينَ كنتَ تأتي برغيفٍ وقليل من الجبنة
وكنتُ آتيك بالزيت والزعتر ...
كنتُ بارعا في إعداد الشاي على موقد النار
وكنتَ بارعا في جمع الحطبْ
كانت أحلامنا عريضة
نحلم بعلمٍ فوق سارية المدرسة
ونحلم بطريق خالية من الجنود
بيني وبينكَ
أشرعةٌ
وموانئ
ومطاراتٍ قبيحة
وجواز عبورٍ يخضع لكل عاهرة!!!
في طريقي اليك
يملؤني بق الزنازين~!!!!!!!
جف حِبر القول....
لا لم يجفَّ الحبر منا صاحبي
فالطائرُ الدوريُّ يعرفُ مثلنا
طعمَ النّشيد ..
وهنا الرسائل في خبايا الروح نائمة بنا
رغمَ المسافةُ والحصار
رغمَ الحواجزُ والجنود
تغتالُ فينا حُلمَنا
في الرؤيا:أشرعةٌ للريح وقصيدة
وأشياء صغيرة
امرأةٌ ذات واحتين
عيناها تُترجم حديث النخيل والزيتون
تستثير الأرض
لمعةٌ من كبرياءٍ
كنتُ أستمعُ لك جيدا
وأنتَ تُحدثني عن وجه الصبية
وجدائلها الممزوجة بالطهر
وقوامها الممشوق ...
كنتَ تخبرني بكل شيء
تسلل من شُقوق المرايا
في اغماضتي
ورتل صلاة العائدين بليل القهر
تعالَ لتبادلني الشقاء
لنتقاسم المنفى
أنت في حصارك
وأنا في غربتي
في عتمة المنفى يعيد ليَ الضياء
حيفا حديثُ العاشقين على الورق
حيفا الحكايةُ كلّها
ونشيدُ طفلٍ في الحواري والزقاقْ
وطني سفينةُ عشقنا
ودمي الشراعْ
وطني الرذاذُ على النوافذِ حينَ يبدأنا الوداعْ
في الرؤيا::دمك صار حبراً
ويا أنت كيف بك تُجيد امتزاجي بدمك
رملٌ ومااااااااء؟!
ثلاثتنا ياصاح
الدمع والعطر وأنت
غربنا في ثياب الشمس
قل للحمائم أين الرسائل؟
أين ما تبقى مِنا وغاب
وطني النوافذُ مغلقة
وحواجزُ المحتلِّ تسرقُ ظلّنا
وأنا المحاصرُ ها هنا
وهناك أنتْ
وهنا أنا
بيني وبينك حاجزان
وحدي أفتشُ في المدى
عن نجمةٍ كانت معي
هل يا ترى
يوما ستتبني خطاي
ما أجملنا في صحارى العمر
نوشوش النسمات
ونسكب الرحيق على العُشب ندى
نُساند صخرة الإصرار
في هسيس الغياب
. اللون الأخضر للرائع فريد مسالمة
. واللون الأحمر للرائع الوليد دويكات
. والأبيض الياسمين
. والأسود كلماتي
ليتشكل علم الوطن
لن يفوتني أن أهنأ شاعرنا الوليد دويكات على نجاح أمسيته
في نابلس الشامخة ..