هكذا، ذات يوم جميل من فصل الشتاء، حين توقف المطر عن النزول، استرعى انتباهي هرولة الجميع صغارًا و كبارًا نحو جمعٍ التفّ غير بعيدٍ عنّا. كانت إحدى الجارات توصي ابنتها بإيصاد الباب ثم تتبعها إلى هناك. شدّني حب الاستطلاع، خصوصا و أن كل الجيران هرعوا إلى حيث التأمت الجموع. جريت مثلهم و التساؤلات تنهشني عمّا يمكن أن يكون سبب هذه الجلبة. حين وصلت، رأيت نسوةً تحملن أواني بها الحنّاء و السواك و قد وضعن كامل زينتهن من كُحل العيون و أحمر الشفاه. حاولت بشتى الطرق الوصول لقلب الحدث، لكنني و بعد لأيٍ، وجدتًني أمام حجرٍ مغروسٍ بالأرض، غير ثابت على لونٍ واحدٍ من كثرة الخضاب و الماء وماء الزهر و الوحل. تساءلت كغيري عن الخبر اليقين، فكانت الأجوبة تتواتر على مسمع الجميع. فمن قائلة عن بركات الحجر أنه نزل من السماء، و قد فكّ عقدة ابنتها فجاء من يخطبها. وقالت أخرى أن ابنها شُفي من ذات الصدر بمجرد أن شرب الماء الذي غسلت به الحجر. فكنت ترى صاحبة الشأن من النسوة الزائرات للحجر، لا تُرابط النهار بطوله بل تكفي ساعة واحدة تجلسها الواحدة منهن بجوار الحجر لتبثه استغاثتها و طلبها، و لا بأس من أن تأخذ طرفًا منها للتبرّك، ثم.. تترك المكان لغيرها
في الحقيقة
يقولون إن الغريق يتشبث ولو بقشة فمهما كانت في الحياة من صعوبات يبقى الأمل
وبالتالي من لديه هم وفرَّجً الله عنه
يحلو للبعض تفسيره كما يشاؤون وبذا ينتشر الخبر ليكبر ويتعاظم
للأسف تجذرت في مجتمعنا العربي،مثل هذه الخزعبلات
من زيارة الأضرحة و الإيمان بأن لها الكثير من البركات،
فكيف بمن يطلب البركات من حجر نابت بالأرض..؟
عواطف
مسرورٌ بمرورك الألِق،
باقة فل و ياسمين
نص جميل ذو هدف نبيل..
لا زالت تعشعش عند البعض عقلية الجاهلية وهذه العقلية
ليست حكرا على شعب او امة...فالوثنية والصنمية هي نتاج
غياب للعقل وتسلط للعاطفة...وعندما يفقد الانسان توازنه في
لحساب العاطفة والنظرة القاصرة يتشبث بالماديات ويبث فيها
من بنات خياله الروح.وهو ما يعني غياب العقل والمنطق...
نص فكري صيغ بواقعية ...
تحياتي وتقديري
قصي المحمود
أفحمتني ببيان حرفك أخي و طريقة تناولك للقضايا..
و بالعودة للموضوع،
فلقد ابتعدنا كثيرا عما جاء به ديننا الحنيف
و تشبتنا ربما عن جهل أو دراية بأشياء لا تمتّ
للإسلام بشيء و هو منها براء..
بوركت لجمال روحك،
و محبتي الوارفة
تتعاقب الأزمنة وهذا المشهد يكرر نفسه لكنه يستبدل الوجوه بوجوه
لماذا يبثون همهم لحجر بينما سجدة وتضرع يحقق المراد ناهيك عن الأجر والثواب
الأديب القدير الحسن ناجين
التقاطة واقعية أحييك عليها
لك مني كل الود والتقدير
تحياتي