كانت المتاريس تعج أمامي كفوضى عارمة ,على سواد يتجمهر في خاويات الغربة ,,حلم يبيد على بكرة أبيه ,وصوت يحثو على عواهل النوى ,,
كنت أتسامق في أفكاري كليل تهامة المتوهج ,تعتريني تخييلات الذاكرة المتفتحة على عوالم الغد ,,ربما أسطيع ترك الوطن على عثارة البعد ,وتقبلني أرتال السفرية إلى التغرب ,,
دمعت عين الليل سريعة ,وأخمصت سلاسل البعاد في تنويعاتها ,,خلتني على مقربة من عثرة هذا الليل الطويل المديد ,المتفجع كمكلوم فقد حبيبه ,,
أيتها الغربة الكؤود ,, ألا انفرجي ,,!!
أيتها الهجرة الجحود ,, ألا انتفضي ,,!!
,,,
وعجت طيور الوله بالقلب ,,
تراءت لي أمي تقبل وليدا علاه التألم ورحلة طالت ,,ثنت في حوبائها الذكرى بسطوتها كلمح بالبصر ,,وسمعتها بعيني قلبي تقول :
أينك ياوليدي فهاهنا أحتوي وجع بعدك ,وقد أسربت الأيام في غفلتها ,ولم تدع لقلبي خلا صوتك الطفولي ,,وملامحك الطافحة,,
،،،
تراءى والدي كجلمود يعانق الجوزاء بشنباته الطوال ,وعينيه الحادتين ,وصوته الحاني ,,كان كل شيء مرتبا على فجاءة التذكر ,,
,,,
على حين غفلة , مسحت غشاوة الذكريات الحالمة ,ودلفت إلى نافذتي الصغيرة ,تلمحت من خلال زجاجها السميك , دربا طويلا تتوسطه تعريجات لسكة حديدية تنتهي عند مدينة ضبابية فارهة الجمال ,تغشاها شواهق من العمارات ,وعلى جنبات الطريق المتعرج , كتبت يافطة بمحطة وسطية /
عد إلى بلدك أيها الغريب فهذا الوطن لأهله ,,