مدينة غفت فلا من نساء = ولا حياة ها هنا أو ضياء
وراح ليلها كهذا المسا = ء يزدريها هازئا في الخفاء
كأنها لم تك تلك العرو = س في النهار روعة وانتشاء
أتيتها فما رأيت الهوى = ولا ربيعا زاهرا أو شتاء
بل واقعا مشى بلا منطق = و درب ماض ليس فيه رجاء
ورحت أصغي علني أختلي = بهمسة أو بسمة أو نداء
أو أجد الحياة في ما أرى = بستان أحلام ومرعى ظباء
و الحب في ألوانه ضاحك = والقلب في عليائه مستضاء
و عمت الفصول صحراؤها = و لم نجد سوى سراب الفناء
وعانق الدنيا خريف بكى = و صيف اخفاق ومهوى جفاء
مدينة بكت و عشاقها = شكوا غروب شمسها و الهواء
و عانقوا أطلالها خلسة = و أجهشوا في سرهم بالبكاء
وليس من مدائن تزدهي = و لم تصافحها أيادي نساء
أو تشتهيها عند فجر قلو = ب وبها لم تبد شمس البهاء
مدينتي و ليلها في سبا = ت غارقان دون جدوى بقاء
يعانيان من جمال خبا = و موعد بلا بنات و ماء
فياله فصل بلا غيمة = أو مطر أو أمل أو عطاء
و الحالمون قد تناسوا مديـ = نة بليل قاتل أو مساء
فهل سيأتيهم غد حالم = و تشتهي قلوبهم ما تشاء
وتزدهي أعراس أحلامهم = و تنتشي مدينتي بارتواء؟
-19-مايو-2013-
مدينة غفت فلا من نساء = ولا حياة ها هنا أو ضياء
وراح ليلها كهذا المسا = ء يزدريها هازئا في الخفاء
كأنها لم تك تلك العرو = س في النهار روعة وانتشاء
أتيتها فما رأيت الهوى = ولا ربيعا زاهرا أو شتاء
بل واقعا مشى بلا منطق = و درب ماض ليس فيه رجاء
ورحت أصغي علني أختلي = بهمسة أو بسمة أو نداء
أو أجد الحياة في ما أرى = بستان أحلام ومرعى ظباء
و الحب في ألوانه ضاحك = والقلب في عليائه مستضاء
و عمت الفصول صحراؤها = و لم نجد سوى سراب الفناء
وعانق الدنيا خريف بكى = و صيف اخفاق ومهوى جفاء
مدينة بكت و عشاقها = شكوا غروب شمسها و الهواء
و عانقوا أطلالها خلسة = و أجهشوا في سرهم بالبكاء
وليس من مدائن تزدهي = و لم تصافحها أيادي نساء
أو تشتهيها عند فجر قلو = ب وبها لم تبد شمس البهاء
مدينتي و ليلها في سبا = ت غارقان دون جدوى بقاء
يعانيان من جمال خبا = و موعد بلا بنات و ماء
فياله فصل بلا غيمة = أو مطر أو أمل أو عطاء
و الحالمون قد تناسوا مديـ = نة بليل قاتل أو مساء
فهل سيأتيهم غد حالم = و تشتهي قلوبهم ما تشاء
وتزدهي أعراس أحلامهم = و تنتشي مدينتي بارتواء؟
-19-مايو-2013-
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 05-19-2013 في 07:19 PM.
استاذنا الفاضل..
كنت جميل البوح ..بدونهن ..لا حياة
هي ثنائيات الحياة لا تستقيم الا بهما
قل لها..هكذا الدنيا بلا انت
الشعر عندك سحر..وانا احد المسحورين به
دمت
القدير الصحراوي
في هذه القصيدة من قصائدك الجميلة ذات الدلالات أراني أحتاج استناد تحليل الكلام فيها من حيث علاقات المدلولات ببعضها ...
فالمرأة أو النّساء على حدّ قولك شاعرنا هي مصدر الحياة وهي في قصيدتك أوجه متعددة لحقيقة واحدة ...
فقد جنحت على امتداد قصيدتك الى وصف واقع مترد خال من ضياء وانتشاء ...
والمرأة هنا أو النّساء يثير افتقادها كثيرا من المعاني وارتبط بعلامات الإنتكاس والجفاف والجفاء والغروب
و عمت الفصول صحراؤها = و لم نجد سوى سراب الفناء
وعانق الدنيا خريف بكى = و صيف اخفاق ومهوى جفاء
مدينة بكت و عشاقها = شكوا غروب شمسها و الهواء
و عانقوا أطلالها خلسة = و أجهشوا في سرهم بالبكاء
وليس من مدائن تزدهي = و لم تصافحها أيادي نساء
أو تشتهيها عند فجر قلو = ب وبها لم تبد شمس البهاء
مدينتي و ليلها في سبا = ت غارقان دون جدوى بقاء
فعلى هذا النّحو لا تكون النّساء هنا من حيث كونها الذّات والجنس الآخر وأنّما هي اختزال وصورة جمع تستوعب كائنات أخرى
قد تكون مظاهر الحياة البهيجة الآمنة أو الخصوبة في الطّبيعة واخضرارها...وبهجة مدننا بمعمارها...وبتقاليدنا وموروثنا فيها
أخي العربي
لست أدري هل توافقني الرّأي أنّ منحاك دوما في كتابة قصائدك يتجاوز غالبا اللّفظ والمعنى الظّاهر الى مقاصد وغايات مرسومة في ذهنك ووجدانك ينجذب لها متلقّ من طراز رفيع ليقع في دائرتها ...
وهو ما يهيب بهذا المتلقي أن يتحرّى في مدلول الألفاظ لتكون في سياق المعاني المقصودة والمدركة بالحسّ العميق والقراءة المتأنيّة في شعرك.....
أرجو منك سيدي الكريم أن تصحّح لي هذا الإفتراض الذي يتلبّسني عند القراءة في قصائدك حتّى أصيب اليقين منه فأقرّه أو أعدّله...
ومعذرة ان أحرجت .....فليس هذا منّي استنطاقا ولا تفسيرا بقدر ماهو اقتراب لشاعريتك التي تروق لي مقاصدها ومآربها
قصي المحمود الأديب الناجح ..سررت بأن حرفي يسحرك ..لا شك أنك نتيجة قدرتك على التعامل مع الكلمة يجعلك تغوص في أعماقها فتجيء بالمكنون المحبوب .. نحن نتشرف بأمثالك من رجال الحرف .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
الشاعر الكبير محمد ذيب سليمان .. هي أفكار تختارنا لا نختارها و أنت بحكم التجربة تقر ذاك ..يبقى الثوب نحن من نجتهد في الباسه أياها و هنا يكون التفاوت .و الله اطلالتك لها أثر . شكرا .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .
دعد كامل الأديبة القديرة ...شكرا و تحية على ما أفضته من كلمات و من أهمية خاصة للقصيدة ..قراءة كعادتك لها ارتكاز فكري نقدي ، و تحليل لأبعاد ذو مدلول فهمي مطاردي لما ترمي اليه الكلمات
والتعابير ..شكرا لدقة الملاحقة .. أما ما ذهبت اليه فأعتقد أنك موفقة و الأفق ما اتضح لك .. فعلا الكلمات و التعابير قد تكون اشارات و تلميحات و صور مصغرة لما نريد أن نقول .. فالأفكارالكبيرة
تصطدم بما نجد من أدوات قد لا تفي أو بيئات لا تسمح أو .... و لكن قدر الكاتب أن يظل في الدرب ولا يتوقف .. شكرا لك أختنا القديرة .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .