((تراتيل شك قبيل الرحيل))
هو بحاجة لخفقة قلب , وهي بعيدة ولا يمكن لمجسات عمره أن تدرك حضورها , كل كيانات العاطفة لديه تسال : لماذا رحلت ولم تطبع على جبين القلب ابتسامة تشبه الربيع ؟ هو الآن على فراش السقام ينتظر ذلك الضيف الأبدي الثقيل , وربما هي على فراش من المخمل والحرير , مده وثبت أركان الخطيئة فيه فاحش ذو غنى فاحش , أو ربما الآن وفي هذه اللحظة بالذات, يتماوج جسدها الملتهب كفستان عرس تحت ثقل جسد مشعر وعار كالعري الشامل الذي يتمتع به كل الساسة الجدد , هو الآن يكره ذكرها , وروحه تأبى أن تغادر ذلك السجن الطويل , عمره تجاوز الأربعين , و كذلك عمرها ولكن , مازال بوسعها العطاء , وصار هو كقطار هرم تداعت قواه عند آخر المحطات , هواجس تحتل كيانه , وصدره صار يستجدي ذرة هواء تمد فيه البقاء ولو لثوان معدودة ليعرف من خلالها إن كانت هواجسه تلك شك أم يقين ؟ كان خارج حدود اليقين ولا يعلم بأنها كانت تغوص بجسدها الذابل بعيدا , وتتوارى بجسد طاهر وبريء , تحت طبقات الأرض.
***