1 (هروب)
ظل حائرا وسط هذه الصحراء الموحشة،مستسلما للقصف الزاحف خلفه وللأرض التــــــي أنبتت في لحظات عشرات(البصاطيل)،الحمر والسود،المستوردة والمحلية،لا لشيء إلا لأنه لم يتعلم الركض حافيا،وظلت كذلك رصاصته اليتيمة التي أطلقها باتجاه المجهول دليل على شجاعته وسط هذا الهروب المريع.
*
2.(مقايضة)
انهارت في لحظات جميع النظريات التي تؤكــد لا جدوى السلاح فها هو قـد تحصن مـــــن الجوع لساعات أخرى بعد أن قايض البندقية برغيف خبز يابس.
*
3.(استسلام)
قبل أن تسقط الحمامة التي مرت من فوق ارض المعركة بدقائق ألقى جميع الجنود سلاحهـم المرهق والمعطوب.
*
4.(تكنولوجيا)
شاهد بأم عينيه لغما يركض خلف دبابة تزحف مرعوبة،وشهد أيضا نجاتها حين خلعـــــــت عنها السرف الثقيلة.
*
5.(اكتشاف)
بعــد أن جفـت تماما ميـاه الخليـج اكتشـف فـي القعـر عشـرات الغواصات المتحجــــــــــرة.
*
6.(لغــــم)
عندمـا وطئـت قدمـاه لغما قفـازا تأكـد من انـه سيسمع بعـد الانفجار الأولي صرخـة أمــــــه المخدوعة.
*
7.(قبلـــة)
لأنه حلم ليلة أمس بحبيبته وصحا على برودة البندقية الملتصقة على شفتيه،قرر أن يرفــض إغراءات المقايضة التي تمنحه الطعام مقابل قطعة حديد طبع عليها ليلة أمس أمنية موقوفــة حتى رجوعه من الحرب.
*
8.(عسل)
سقطت كل احتمالات النصر والهزيمة بعد أن حسمت السماء أمرها وأمطرت عسلا مـــــر.
*
9.(عطش)
نبتت في (بصطال)الضابط الاميركي نبتة صبير يابسة تماما في مكان القبلـة التي طبعهـــــا أسيرنا العطشان.
*
10.(رمال)
فجأة صار الرمل القاسي ماء عذبا لا يرتوي منه الذي وجد بعد طول هزائم وضياع...اســـم الوطن.
*
11.(مترف)
تأكد من انه قد صار شيخ المترفين بعد أن أشعل سيجارته من لهيب النيران التي التهمـــــت آبار نفط الخليج.
*
12.(كسوف)
التهم سماء الحرب كسوف جزئي بعد أن أصابت إحدى القذائف العمياء قرص الشمــــــــس البريء.
*
13.(تمرد)
البندقية صارت تطلق بخورا،والمدافع تقذف ألعابا نارية في الجو،والدبابات ترســل إلــــــى السماء بالونات ملونة،بعد هذا التمرد الجماعي ما كان أمام الآمرين إلا أن يأمرون بوقــــف إطلاق النار بعد أن تأكدوا من ضرورة شنق الحرب.
*
14.(عدوى)
آخر قذيفة أطلقت في الحرب أصابت(شفلا)كان معدا لدفن الجنود...ربما لأنه أصيب بعدوى الموت.
*
15.(حـب)
بعد معاشرة طويلة عشق احد جمال الصحراء دبابة فقرر أن يكون على هيئتها،لذلـــك داس متعمدا على لغما للدبابات.
*
16.(انتظار)
في مثل هذه الساعات الليلية كانت حبيبته تنتظر بجانب الهاتف عسى أن تتدفق في الأسـلاك كلماته الساحرة،كان ذلك قبل الحرب،أما الآن وقد عشق الانفجارات،ذكره الهاتف الداخلــي الخاص بوحدته العسكرية بحبيبته المنتظرة فقرر أن يقوم باتصال لا مجدي عسى أن تصــل إليها مشاعره الجديدة،لذلك وبعد أن أتم القرص دورة الرقم الأخير...عانقت إحدى قذائـــــف الخراب غرفة الانتظار.
*
17.(علي فرحان)
كان يسمع ولا يؤرخ خوفا من قفص الاتهام،سمع احدهم يعلن بتفاؤل هجين إن الأسعـــــــار المرتفعة قد هبطت،وسمع امرأة تجيبه بأنها ترى أن لا أسعار تهبط في سماء الحرب بل إن ما يهبط هو محض صواريخ،كان يسمع كل ذلك ولا يحنط الأحداث بسوائل الشعر.
*
18.(قصيدة)
لــم تفرحــه أخبــار انتهـــاء الحـرب بقـــدر ما فــــرح بإتمـام قصيدتـــه المهزومــــــــــــة.