تَلوكُ الحَصى رَيْعَ النَخيلِ العَرائِسُ
وَتَبْكِيْ عَلَى نَهْبِ الفُرَاتِ النَـوارِسُ
تـُقـامُ المَوانـِــي وَالنَواطِحُ مِنْ دَمِيْ
وَتُبْنـى بِطِيـْنٍ بِالعـِــــراقِ المَدَارِسُ
عُقــود مَضَتْ حِيْنـاً وَدَهْرِيَ شَاحِبٌ
كَأَعْمَـى يَرانِي الوَهْمُ وَالحَظُّ عابِسُ
أَيَا جُبُّ مَن تُؤْوِيـْـهِ يُوسُفُ عَصْرِهِ
أَمَـــــا عِنْدَ إِخْوَانِيْ تُحَـاكُ الدَسَائِسُ
يُـبِـيْـتُ الذي قـَدْ كُنْتُ أَحْمِـيْ دِيَـارَهُ
لِيَ السُمَّ مَنْقُـــوعاً وَرَبِّيَ حَــــارِسُ
شَفَــا قِــمَّةٍ أَهْـدَوْا لِقَلْبِـيَ خِـنْجـَـــراً
وَمِنْهُمْ إِذا نـَـاصَرْتَ غـَــزَّةَ خــانِسُ
هُـوَ الغَدْرُ أَنـّــى لِلضِباعِ تـَـسَابَقـُـوا
كَمَا النُوقُ فِيْ رَضْعِ الحُوَارِ تُضَارِسُ
تَرَاها مِنَ العَـــــارِ الذُقـُونُ تَطَاوَلَتْ
رِجَالاً تَرَاهـــــا بِالذُقـُـــوْنِ الأوَانِسُ
وَتِـسْعٌ عِجـَــافٌ قـِدْ مَرَرْنَ بِخَافِقِـيْ
وَعَزْمِيْ عِرَاقـِــيٌ عَنِيـْــدٌ مُشَــاكِسُ
إِذا مَا النَـوَاعـِـيْرُ اشْتَهَتْنِـــيْ لِجَوْلَةٍ
أَلُفُّ الرَحـَـــى قَلْبَاً لَهُ الضِلْعُ دَارِسُ
تَسَامَيْتُ فِـيْ وَجْـهِ الكَرامَـةِ شَارِبــاً
وَهَـلْ شَـبَّ غَيْريْ بِالعُرُوْبَـةِ فَارِسُ
مَشَى زَائِــرِيْ وَالوَحْـلُ مَـرَّغَ أَنـْفَـهُ
فَمَـــا بَعْدَ إِصْراريْ غَــداً سَيُطَاوِسُ
مَضَى دَهْشَــةً هَزَّتْ جُذُوعَ غُرُورِهِ
وَأَنَّـــى بِمَرْمَى النارِ تَحْيَى الخَنَافِسُ
فَهَيَّــا حُمَـــاةَ الدارِ نـَقـْطُبُ جُرْحَنـَـا
أُسُودٌ لَــــدَىْ كُلِّ الجِراحِ الأشاوِسُ
رِجـَـــــالاً وَحَبْـلُ الله يَـجْمَعُ شَمْلَنــا
تَـلُمُّ الحَنـَايـــا مـــا ذَرَتـْـهُ المَكـانِسُ
وَأَنـَّــى رَضَتْ بَـغـْدَادُ عُرْســاً نَزُفُّها
وَمَـــا غَيْرَ كَفَّيْهـا تَعـُضُّ العَوَانِـسُ
/
زكي دميرجي