ازداد السواد في عينيه، كلما نظر في ما حوله لقيه بلا جدوى، عفِناً متقيحاً، فيهرب إلى النوم، وفي الأحلام وحدها يلقى لنفسه المنجاة.
في لحظات ما بعد اليقظة الأولى يلقى نفسه بخير، أحاسيسه تعود إلى الحياة، اللون يملأ ما حوله.
يعاوده الغثيان على حين غرة، كبت الشعور الذي تخلقه الآراء المشوّهة يضربه بصفيح شرِّه فيلقي به في مهواة لا قرار، مهواة الموت البطيء.
يعيد الكرة، يوم لآخر يصفعه وهو في سردابه الذي لا يخترقه ولو بعض شعاع من نافذة بعيدة أو قريبة.
غمر وجهه بكفَّيه، يشتهي الموت أو الموت يشتهيه ليس يدري، فجأة سكنه ذعر رهيب، جحظت عيناه، رفع رأسه ودوامة حمراء تحيط بدماغه، شفتاه الراجفتان ترددان: أيمكن ألا ألقى في الموت النجاة؟
التوقيع
الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ
كمن تقوقع داخل نفسه هاربا من الصحو إلى الأحلام علها تنقذه من واقع لا يعد بالأمان
لكن الانسحاب من الحياة والرغبة في الانسحاب البطيء وصولا إلى اللاحياة لا يأتي إلا بالمزيد من الارتباك
الأستاذ القدير عبد الله راتب نفاخ
الفكرة جميلة والقفلة رائعة
دمت بخير
تحياتي