؛
هنا شموع مضيئة ، وقفات مستبشرة ب حروفٍ ثمينة تخاطب القلوب الحزينة
والأرواح البائسة اليتيمة من أبواب أمل مُقفلة ،
وغيوم مُظلمة ، وأجفان واصبة واقفة على أعتاب الزمن المظلم
كما يقولون ، و حروف تلوم النفوس الغليظة المتحجرة
ب كثرة الذنوب في شتى الدروب
كن متسامحاً عفواً متعاطفاً مع الغير ، و لا تكن متهكماً متغطرساً متعالياً مع البشر ،
فأنتَ خُلقتَ من طين مثلهم ،
والفرق بينك وبينهم في شخصيتك ونُبل أخلاقك ورفعة مبادئك وترفعك عن كل ما يؤذيك أو يؤذي غيرك ،
فالحسنات فرص وضاءة أمامك لتُرشدك ،
والسيئات طلقات رصاص هدامة ل تعسك ، فتعامل جيداً أرجوك ،
لا تقل أنا طيب فالكل طيبين ! و لا تقل أنا متعب فالكل متعبين !
و لا تقل أنا حزين فالكل حزينين !
بل قل فقط الحمد لله صباحاً ومساءً ، ليخف أنينك و تضمحلّ أوجاعك
و تقل أمطار دموعك فالدموع الحقيقية
هي التي ذرفت من خشية الله ببريقها و جمالها رغم حرارة هطولها ،
و ليست دمعة
من أجل دنيا أو صداقة أو حب أو فشل ،
و كل فشل يعقبه شعاع نجاح وضّاء يلهمك بإكمال
الدرب من جديد دون أن تسقط ، و تعلو بالقلب إلى سماء النبض من جديد ،،
رطب لسانك بذكر الله واستغفاره والدعوة دوماً بالهداية اليه ،
فالقلب متقلب ،
والمغريات حولك ،
عن يمينك ويسارك وفوقك وتحتك
وربما لا تشعر بها لأنك محاطاً بها في زمن اللاشعور
بالأشياء والأمور الحاصلة، فاجعل الدعوة على لسانك دوماً ،
وكن بثيابِ الاستغفار متحلياً ،،
لا تذكر الماضي فهو السيف القاطع للعنق ،الصديق الوفي للقلق،
الفاتح لسبل الأرق،
وتقدم بعزيمتك ورغبتك و صمودك وهمتك و ثقتك الكبيرة بالله
ثم بقدرتك على تحقيق أمور تخصك،
فتقدمك مفتاح نجاحك وتذكرك للماضي مفتاح فشلك وستُقعد في كرسي متحرك بلا
اجتياز لأزمة الماضي الأليم ،
مُحاط بالمخاوف التي ستودي بحياتك ،فالسفينة أمامك
لتنجيكَ من الغرق ، وربما أحياناً تأتي صورة ماضٍ بشع تذكرها فجأة كشبح أسود
عليك أن تحاربه بلحظتها وتطمسه لتواصل مسيرة حياتك ،
فالحياة لم تتوقف والثواني
لم تتوقف ونبض قلبك لم يتوقف عن الحياة ولكن ضعفك هوالذي يوقف قوتك، ،
هناك هفوة تذكر للماضي دعها تمر قليلاً لا بأس من مرورها أمامك
ولكن لا تعطها بالقبول لا تكون عليك وبالاً ،
ولا تستقبلها كي لا تأنس بك ولا تناظرها أو تخاطبها كي لا تثير آلامك وتوقظ أحزانك ،
اجعلها كابوس مؤقت لا دائم كي تنام بهدوء في كون الأحلام السعيدة ،
اعزل ذاتك عن العالم و قل : من أنا ؟؟ و ماذا قدمت من قوائم أعمالي ؟؟
و أين صرفتُ جميع أموالي ؟؟ ،
حاسبها و راجع أوراقك المضيئة بأعمال خيرك ستجد الإبتسامة بكل أجزائك
مستبشرة و متّقدة ،
و راجع أوراقك المظلمة بغفلتك و سهوك فستجد الحزن يغشيك من كل حدب و صوب ،
و هناك أوراق فارغة من حياتك تنتظرك لتعبئتها فلا تتركها فارغة أبداً
واجعلها مضيئة لا مظلمة ،
بصمة باقية إلى حين موتك ، لا حقنة قاتلة تودّي بحياتك ،
فهذه كلمات و همسات أرجو أن تلامس شغاف القلب ، وتبقى في صميم الروح ،
وأن تبرأ بعض الجروح العالقة في حناجر الشعور، وأن تكون شموع مضيئة تنير الدرب
و تطوقه ب همة عالية وعزيمة سامية تزرع الأمل وطريق السعادة الحقيقية إلى حين الأجل ...
( منقول )
,