بدءاً أود تسجيل إعجابي بهذا النص الأنيق وبشاعره الرومانسي جداً , الذي اشتغل على محاور تهتز لها نياط القلب , وصور تتسرب إلى وسائد الحسان , بهدوء قطاة ترد الغدير.
جاء النص بلبوس باذخ الأناقة نظماً ولغة , وهذا يعني أن الشاعر متمكن جداً من أدواته.
وكما يعلم اغلب الشعراء أن تفعيلة بحر الوافر الذي اشتغل عليه الشاعر هي ( مفاعلتن مفاعلتن فعولن )
وأورد مفتاحه صفي الدين الحلي ( رحمه الله ) حيث قال :
بحور الشعر وافرها جميل مفاعتلن مفاعلتن فعولن
لكني أستغرب إصرار الشاعر , الذي لا أشك بإمكانيته إطلاقاً , على عدم إضافة حرف جر او جعل الروي مضافاً إليه , ليتخلص من الإقواء ,ولكي لا يكره حرف الروي على السكون .. لكونه جاء مرفوعاً تارة , ومجروراً تارة أخرى , ومنصوبا في مواضع أخرى.
وحسب علمي لا يوجد في الزحاف والعلل العروضية المعروفة ما يجيز حذف الحرف الثاني من السبب الخفيف الأخير في ( فعولن ) , ثم تسكين الحرف الذي قبله.
وأخيراً أنا لست مع الناظم الذي ييخدش التلقي السمعي بالتزامه الكامل بالقوانين , وهذا شأن العرب قبل ابتكار العَروض.
فالتسكين هنا أجهض متعتنا .. مع وافر تقديري واحترامي لك أيها الشاعر الرائع.