حروفها ...
تحـاصرني حروفــك دون همـس
بـــلا لحـن يرتـق جـــرح نفــسي
أعلقهـــا قـوافــــلَ مـن دمــــوع ٍ
فتتبعنــي ظـــــــــلالاً دون رأس
ويقذفهــا الضجيــج اليَّ صمتــا
يُعــاقر غربتي في يُتـم غـرسـي
فـأكتبهـــا وتشـــعلني وتمضـي
وثـوب السُّــهد يحملهـا لطـرسى
وتمزجنـي مــع الأحـــزان حتــى
بوحشـــة قـــادم الأيـــام أُمســي
يُدثـِّـرهــا الصقيـــع وذكريــــات
تســـاقط مثلمــــا ثلـــج بغلـــس
فيـــا ثوب الرحيـل بذرت روحي
بلـون الفقـــد ممزوجـــا بيـــأس
ورائحـة احتراق الفجــر أضحـت
بطعـــم الإنكســار وفقـــدِ حِـــسِّ
مُمزقــــة كـأحـــلامي حـــدودي
بـــلا وطنٍ أعيــش ودون قـُدس
تطـــاردني المواجـــع كـل حيــن
وتُنهك مثلمـــا أوجـــاع ضــرس
إلـى مـدن الخــواء أقـــود خطواً
وإن بزغ الضيــاء فـذاك نحسي
ألملــم من نزيف الحـــزن روحـاً
يدثِّرهــا الصَّقيــع بثــوب بــؤس
أُهـدهـدهــا , وأوجــاعي كــذئـب
بجـوف الليل يعــوي دون يــأس
يُعذبهــــا الغيــاب وكــلّ طيــــف
كغيم الصيف يخبــو بين هجــس
ومـا حمل الغيــاب ســوى نِصال
وقلبـي لــو علمــت بغيــر تـرس
أُمنّيــــهِ بوصـــل ٍ كــل فجــــــر
ويـأتـيني النهـــار بثـوب أمــس
وقــد قُطعـت جدائلـــه فـــأضحى
حليـق الـرأس محمــولا لرمـس
فهــــل للــــدار مـن درب يغنـــي
عتابا.. ميجنـا..أو صوت عرس؟
وهل للقــدس في الأرواح شـوق
وهــل لـلأرض الحــان بجـِـرس؟
وهل يومـاً ســـتحتضنُ القــوافي
وحرف الضاد يمــلأُها كشمـس؟
يعذبنـي الرحيــل علــى ثراهـــــا
فكيف بفــاقد الأوطــــان يُمـسي؟