همسة شتوية
..
صوت مألوف يطرق نافذتي الصغيرة
يناديني ..
أ هو صوتك؟..
تأخذني ليالي الشتاء الباردة إلى البعيد حيث كانت مشاويرنا معاً.
في عتمة الليل، وبينما كنت أقرأ في دفتر ذكرياتي .. وكيف كانت ايام صباي الأولى .. أضاء البرق بيتي باللون الأزرق الجميل .. وسمعت صوت قطرات المطر تضرب نافذتي .. فألقيت نظرة على الفناء الخارجي وقد اغتسل بماء الشتاء ..
كم أسعدني هذا الشعور
وكأنك حول بيتي تدور
أطربني صوت المطر، وجعلني أحضن بسعادة كل ما حولي من أشياء
اتذكر؟..
كنا نمشي سويةً .. نرفع وجوهنا للسماء
نفتح أذرعنا، و أفواهنا لنشرب ماء المطر
نرفع قبعاتنا لنبتل أكثر و أكثر
لا نشعر بالبرد ..
وعلى زجاج السيارات نرسم قلوباً و أسهماً، و حروفنا الأولى
وبعض مانحب من أسماء.
الأن .. و المطر يهطل .. تذكرت أيام الطفولة
وكيف كان الشتاء يروي فناء بيتي بغزارة
وبعد أن تخلد السماء للنوم .. تزهزه الأشجار .. يظهر لونها الأخضر أكثر .. وتتقاطر منها حبات من الألماس .. نضربها برفق بأيدينا .. فتنعشنا وتملئ قلوبنا بأجمل إحساس
هل لا زلت تحب الشتاء ؟..
اتسائل ..
أما زال يوقظك من النوم حين تسمعه .. تفتح نافذتك لتحييه كما كُنا في كل مساء
أرسل لك مع كل قطرة منه تحية
فهل سمعت صوتي مع قطرات المطر يداعب زجاج نافذتك بحياء؟..
كلنا يكبر
وتختلف اهتماماته .. ويبدأ بحب جديد
اما زلت تحب المطر؟
و التنفس على زجاج النوافذ لتكتب لي رسالة كما كنا بمقتبل العمر
جمال الصيف والبحر لا ينسيني أن أتمنى أن يأتي الشتاء سريعاً لألتقي بك .. لأني لا أستطيع أن أستحضر ذكرياتنا معاً إلا في مساء شتوي بارد وممطر .. ومدفأة .. وزجاج نافذة لا أرى ما خلفه إلا إن مسحته بيدي وصنعت فيه طاقة مستديرة .. أرى عيونك من بين الأشجار تراقبني وترسل لي وردة، وقصيدة ...
وسيل من الذكريات ...
ثم تدعوني للخروج لنبتل معاً بقطرات المطر .. فأبتسم، وأعترف لك بأني اكتفيت بمراقبته من وراء نافذتي منذ رحلت
أمد يدي وآخذ بعض قطراته
أبلل شفتي
وأغمض عيني
وأتذوق نكهة ما جادت به السماء
أين مطرنا الذي كان
لم تعد كما كانت الأشياء
أحاكيك ودفتر ذكرياتي بين ذراعي
و وردتك المجففة تعانق حروفي
وتواريخنا معاً
تحكي حكاية زمن.
ميرفت بربر
24 ديسمبر, 2008 @ 21:06
</B></I>
بهاء في بوح أنثى
فيه ممالك أمنيات تدور حول خيام الأمل
وتأتي بالقليل الكثير من أحرف تلامس شغاف القلب والروح بشفافية
تحية تليق بروعة نبض
يوسف الحسن