أنا أبو الطيب عبد الرحيم بن محمود، ولدت عام 1913م في بلدة عنبتا شرق مدينة طولكرم بفلسطين، لأبٍ عالمٍ جليلٍ هوالشيخ محمود، الذي كان مثالاً للصمود والتحدي ومواجهة الظلم والظالمين، وكان بالمرصاد لكل رذيلة حتى مات عام 1919م، ومن هذا الأب العظيم انحدرت حيث رُبِّيت طفلاً على قيم الجهاد وبُثت فيّ روح الثورة، وتولَّى أساتذتي في مدرسة النجاح* بنابلس تهيئتي وإعدادي، ومنهم الشاعر المعروف( إبراهيم طوقان)، الذي نمَّى فينا روح الجهاد الأبيّة لقتال البريطانيين والصهاينة.
ثم تخرَّجت في تلك المدرسة، وعملت بها مدرسًا للأدب العربي أربِّي رجالاً وأعِدّ أبطالاً حتى تركتها؛ لأشارك في معارك ثورة عام1936 .
وقد عشت حياتي كلها في النصف الأول من القرن العشرين (من1913 وحتى 1948)
وهي فترةمملوءة بالأحداث الجسام في تاريخ العالم الإسلامي المعاصر، بدءا بإلغاء الخلافة العثمانية سنة 1924، واحتلال الإنجليز والفرنسيين للعراق وسوريا الكبرى (سوريا ولبنان وفلسطين) (1917 ـ 1920)
وصدور وعد بلفور 1917، وفرض الانتداب البريطاني على فلسطين 1922، وقيام الثورة العربية الكبرى في فلسطين (1936 ـ 1939)، وانتهاء برحيل الإنجليز عن فلسطين وقيام الدولة الصهيونية 1948.
قبل ثورة عام 1936م كان جهدي مقصورا على العمل السلمي، خاصة في مدرسة النجاح التي عملت فيها مدرسا للأدب العربي، حيث كنت أبث في تلاميذي روحًا مُحِبَّةً للدين عاشقةً للوطن. وبعد اندلاع الثورة بدأ الجهاد بالسلاح اشتركت في المعارك التي دارت أثناء تلك الثورة حتى أصبت.
وفي عام 1939م اضطررت ـ تحت ضغط الاحتلال والمطاردة ـ أن أهاجر إلى العراق بعد استشهاد قائد ثورة 36 المجاهد "عبد الرحيم الحاج محمد"، وتضييقِ الخناق على الثوار، فالتحقت بالكلية الحربية في بغداد، وتخرجت فيها ضابطًا، وواصلت جهادي للإنجليز هناك، وكنت أحد رجال ثورة رشيد عالي الكيلاني عام 1941م، لكن هذه الثورة أخفقت، فعدت في نفس العام إلى فلسطين، وتزوجت بابنة خالي، وأنجبت منها الطيب وطلال ورقية.
وبقيت فلسطين خاضعة للاحتلال الإنجليزي الذي جاءه ما يشغله؛ إذْ دخل حربًا عالمية طاحنة في مواجهة دول المحور.
وكان الأمير سعود بن عبد العزيز في زيارة للقدس عام 1935م، فاستقبلته محمود بقصيدة قلت فيها:
يا ذا الأمـيرُ أمـامَ عينك شاعـرٌ
ضُمت على سود الهموم أضالعُهْ
المسجـد الأقصى أجـئتَ تـزورُه
أم جئت من قَبْلِ الضياع تودِّعُهْ ؟
حَـرَمٌ يُبـَاح لكـل أحـمقَ آبِـقٍ
ولكل أفّاقٍ شريدٍ أرْبُعُـهْ
وغَدًا ـ وما أدناه ـ لا يَبقى سوى
دمعٍ لنا يهمي وسِـنٍّ نَقْرَعُهْ
بدافع إسلامي وعروبتي ونشأتي وإقامتي في فلسطين، كان بيت المقدس دائمًا في خاطري، في كل موطن جاهدت وقاتلت فيه، داخل فلسطين وخارجها، ولقد صيَّرت من الأرض المقدسة كتلةً متوهجة في قلب وضمير كل مسلم بما أرسله من عذب شعرِي الرصين. ومما قلته مخاطبًا المسلمين عامةً وأهلَ فلسطين خاصة:
قل: لا، وأتبِعْها الفِعَالَ ولا تخفْ
وانظر هنالك كيف تُحنى الهامُ
اصهر بنارك غُلَّ عُنْقِكَ ينصهر
فعلى الجماجم تُرْكَز الأعلامُ
وأقم على الأشلاء صرحك إنما
من فوقه تُبنى العلا وتقامُ
واغصِبْ حقوقَك قَطُّ لا تَسْتَجْدِها
إن الألى سلبوا الحقوق لئامُ
هذي طريقك للحياة فلا تَحِدْ
قد سارها مِنْ قبلك القَسَّامُ
نلت تدريبا عسكريا في عام 1948م، وانضممت إلى جيش الإنقاذ العربي معاونا لقائد فوج حطين، الذي أشعل الأرض نارًا في وجه اليهود في معارك عديدة وقطاعات مختلفة، حتى جاءت معارك قرية الشجرة في قضاء طبريّة بالقرب من مستوطنة "إيلانيا سَجيرا" اليهودية؛ ففي فبراير من عام 1948م قُطعت المواصلات المؤدية إلى المستوطنة، واتسع نطاق المعارك ليتحول في أبريل من العام ذاته إلى معارك عنيفة للغاية، ازدادت ضراوتها بإعلان قيام دولة إسرائيل في مايو 1948
ودخول قوات من الجيوش العربية إلى فلسطين بجانب المجاهدين الفلسطينيين، وفي البداية كانت كِفّة العرب راجحة بوضوح،
وبدأ اليهود يتراجعون تحت ضغط ومطاردة الجيوش العربية، في حين قامت المدفعية العربية بقصف مستوطنة "
سجيرا"، وأصبح المقاتلون العرب على أبوابها.. وهنا أُوقف
القتال تنفيذًا لاتفاقية الهدنة الأولى، التي استغلها اليهود في تقوية دفاعاتهم ومضاعفة تسليحهم، وبانتهاء تلك الهدنة قامت القوات الصهيونية بهجوم كبير على منطقة الشجرة مستخدمة ـ لأول مرة ـ الطائراتِ والمدفعية، فتساقط الشهداء العرب، وبدأت ذخيرتهم في النفاد، وظهرت احتمالات انسحاب القوات العربية من منطقة الشجرة مما سيؤدى إلى سقوط الناصرة، فلجأ العرب إلى هجوم كبير مضاد مكّنهم من رد اليهود والسيطرة على منطقة الشجرة، لكنهم تكبدوا خسائر فادحة، منها: إصابة قائد فوج حطين بجراح بالغة، واستشهاد أحد معاونيه وهو أنا، يوم الثالث عشر من تموز عام 1948.
يقول الملازم عبد الرازق المالكي ـ من أفراد جيش الإنقاذ الذين حضروا المعركة: "تقدم أبو الطيب عبد الرحيم محمود بأفراد سَرِيته وأدار المعركة، وكسر الطوق عن العرب المحاصَرين، وأصيب بقنبلة أثناء الزحف، وفارق الحياة بعد أقل من ربع ساعة، وسحبناه على الأرض وسط رصاص المعركة الكثيف إلى قرية "طوعان" القريبة، ونقلناه منها في سيارة عسكرية إلى الناصرة، وشُيع جثمانُه من المستشفى إلى المقبرة الإسلامية فيها".
مختارات من شعري
الشهيد
سأحمل روحي على راحتي = وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق = وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفسُ الشريف لها غايتان = ورود المنايا ونيلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن = مخوف الجناب حرام الحمى
إذا قلتُ أصغى لي العالمون = ودوّى مقالي بين الورى
لعمرك إنّي أرى مصرعي = ولكن أغذّ إليه الخطى
أرى مصرعي دون حقّي السليب = ودون بلادي هو المبتغى
يلذّ لأذني سماع الصليل = ويبهجُ نفسي مسيل الدما
وجسمٌ تجدل في الصحصحان = تناوشُهُ جارحاتُ الفلا
فمنه نصيبٌ لأسد السماء = ومنه نصيبٌ لأسد الشّرى
كسا دمه الأرض بالأرجوان = وأثقل بالعطر ريح الصّبا
وعفّر منه بهيّ الجبين = ولكن عُفاراً يزيد البها
وبان على شفتيه ابتسامٌ = معانيه هزءٌ بهذي الدّنا
ونام ليحلم َ حلم الخلود = ويهنأُ فيه بأحلى الرؤى
لعمرك هذا مماتُ الرجال = ومن رام موتاً شريفاً فذا
فكيف اصطباري لكيد الحقود = وكيف احتمالي لسوم الأذى
أخوفاً وعندي تهونُ الحياة = وذُلاّ وإنّي لربّ الإبا
بقلبي سأرمي وجوه العدا = فقلبي حديدٌ وناري لظى
وأحمي حياضي بحدّ الحسام = فيعلم قومي أنّي الفتى
الحمّال الميت
قد عشت في الناس غريبا وها قد مت بين الناس موت الغريب
والناس مذ كانوا ذوو قسوة وليس للبائس فيهم نصيب
لو كنت في حبلك شناقهم لولولوا حزنا وشقوا الجيوب
أو كنت من " سلّك " رزاقهم لقام عند السل ألفا خطيب
ونزهوا حبلك عن عيبه وبللوا السل بذوب القلوب
لكنك الحمال لم يطمعوا فيك ولم يخشوا أذاك الرهيب
رغيفك الطاهر غمسته من عرق زاك ودمع صبيب
ما كنت سلابا أخا غصبة بل كنت ذا حق سليب غصيب
فرحت لم يسكب عليك امرؤ دمعا ولا قلب رفيق يلوب
ولم يودعك حبيب وقد يهون الصعب وداع الحبيب
حبلك والسل لقد أوديا بهيبة الموت الوقور الرهيب
وفيهما لو أنصفوا رفعة وشاهدا أفضل, وخير وطيب
قد مر أهل الدرب لم يأبهوا للمهمل المطروح فوق الدروب
كم قد سألت الناس ماء فلم يجبك النزع شفيق مجيب
أو استعنت الطب لكنما لم تملك الأجر ففر الطبيب
أو ربما أوصيت أو شئت أن توصي فلم يسمعك حان قريب
رب صغير لك خلفته منتظرا إياك حتى تؤوب
يرجوك للجوع الذي شفه يا غائبا عنه وطال المغيب
إن قوافي على قحطها تلقى بمرآك المجال الخصيب
برودك الهاديء قد هاجها فجررت غضبى ذيول اللهيب
ياموقظ النقمة في أضلعي بشعت في عيني الجمال العجيب
لثوبك الرث وإخلاقه كرهت أثواب الحرير القشيب
والجسد الجامد في يبسه كره لي الغصن الطري الرطيب
وصمتك الرائع ياموحشي بغض لي الصوت الحنون الطروب
زهدتني بالعيش في معشر عار عن الرحمة خاو جديب
حياتك المأساة مثلتها ذروتها الفصل الأخير الكئيب
وراقب الناس تفاصيلها لكنه ما إن وعاها رقيب
يا حسرتاه قد فاتني بدؤها وأسدلت قبلي عليها الحجوب
أولا فلو أبصرتها كلها لكنت من وجدي وحزني أذوب
إني من الناس ولكنني في رقتي عنهم بعيد جنيب
أبكي على الظالم من رقة وخنجر الظالم مني شريب
فراق هذا الناس عيد فلا تجزع وذي الراحة بعد اللغوب
كبرياء الحب
اسمعي يا من.. لقد خنت عهد الهوى ونسيت أو تناسيت الودادا
إن قلبا بالجوى أحرقته سوف أذروه بعيني رمادا
وخضوعا كان بي فيما مضى سيصير الآن كبرا وعنادا
وإذا حن فؤادي للقا فسأجتث من الصدر الفؤادا
اسمعي لا تذكري الماضي فلا رجع الماضي ولا البارح عادا
ودعي – لا تقرئي من صفحة قد جعلنا أبيض الماضي سوادا
لا الأزاهير تبسمن لنا وتشادين ولا المياد عادا
وطيور الروض لا غنت ولا ستر الليل علينا حين سادا
ولا تعانقنا غراما مرة وتراشفنا من الريق الشهادا
اغضضي أو صعري خدك لي وخذي غيري عشاقا جدادا
واهجريني وابعدي عني فلا ارهب الهجر, ولا أخشى البعادا
وتناسي كيف شدنا عشنا قد هدمنا ما بنى الحب وشادا
وسأنساك ولا أترك في ذكرياتي لك ذكرا مستعادا
روحي
روحي
روحي فقد راح الذي بيننا كالبارح السالف ما إن يعود
روحي ولا تأسي على حالتي وانسي مواثيقي, وخوني العهود
لا تحملي من ذكر عهد الهوى إن الهوى صعب وحملي يؤود
روحي
دمعي الذي أذللت كفكفته أواه كم أذللت لي من دموع
وجرح هذا القلب لملمته وأطفيء المحرق بين الضلوع
وعقلي الهائم أرجعته ولم أكن آمل منه الرجوع
روحي
روحي فما الإشراك من مذهبي ولست أرضى في حبيبي الشريك
أنا " أناني " ولم ارض أن أرى على قلبك غيري مليك
أبوك لو أوليته نظرة كرهت دنياي ودنيا أبيك
روحي
نزعت من قلبي ثبات الهوى وتحت أقدامي لقد دسته
وخفت من قلبي ضلال الهوى ورجعة الماضي فحطمته
إن عاد قلبي الذي قد مضى أتيت بالنار وأشعلته
روحي
إذا تلاقينا فلا تنظري أرى وميض الغدر في ناظريك
ولا تشيري لي ولا تومئي وددت لو تقطع كلتا يديك
روحي فقد راح الذي بيننا ولهفة الحب وقلبي عليك
روحي
روحي شبابي أنت أيأسته من أمل زاك رجاء الشباب
لا تذكري الماضي.. ماذا به هل ذقت في حبيبك إلا العذاب؟
كتاب ماضيك مأسى كله لا تقرئي منه بل اطوي الكتاب
روحي
بوركت أستاذنا الكريم على هذا الجهد المتميز
ومنشورك الجميل هذا يتيح لمن لم يسعفه الحظ بالإطلاع على هذه الشخصية
لينهل من مدرسة متعددة القيم والفنون
لك بالغ التقدير سيدي.
الشاعر عبد الرحيم محمود شاعر متعدد الجوانب، لكنه ذو بعد واحد في جميع ما كتب، كرهه ومقته الشديدين للظلم. وهو شاعر ملتزم يدرك قيمة الكلمة وأثرها في النفوس، لذا ترفعت كلماته عما يشين النفس الطاهرة الأبية، وتعالى فوق الوصف البلاغي الحاوي للصور الفضفاضة غير المجدية، وتسامى حتى أعطى حروفه دفقات حيوية متوثبة من عصارة قلبه النابض بالشمولية والإنسانية التي تحث الجماد على مواجهة الظلم وهدمه. فارتفع باحساساته فوق طاقة الحروف وقدرتها على حمل ما يود قوله. وترك بين الحروف كلاما تلمسه الروح، ولا تراه العين، ويتسلل إلى القلوب ليعيش في نبضاتها حياة جديدة، تزكي النفوس وتعطر الدماء. حتى انك لتسمع أنين الحروف واضطرابها كلما أصخت السمع لبيت من شعره، تشكو ضيقها وعجزها للمعنى الذي يريده الشاعر، ولا تجد عزائها إلا في همسات روح المعنى لروح القارىء.
لم يخلف لنا الشاعر الشهيد إرثا كبيرا من الكلمات، لأنه عرف أن الكلمة فعل، وهو لم يخلق ليقول إلا ما يود أن يفعل، وبذلك صدق مع نفسه فصدقه الناس. والجدير بالذكر أنه في شهر أيلول عام 1956م شكلت العاصمة الأردنية (عمان) لجنة لجمع أشعاره في ديوان تخليداً لذكراه وإشادة بتضحيته وجهاده. وعُرفت هذه اللجنة باسم (لجنة تكريم الشاعر عبد الرحيم محمود) قوامها من الدكتور عيسى الناعوري وعادل الزواتي وتوفيق أبو شريف، جمعت شعره الذي حصلت عليه ونشرته في ديوان صدر عام 1958م وعدد صفحاته 72 صفحة ويشتمل على 27 قصيدة والقسم الآخر كلمات قيلت في تأبينه. .صفحات قليلة ولكنها كبيرة فيما تحمل من أنفاس ودماء، عزيمة وصدق، وفاء وإخلاص,,
أن الإرث المعجون بالفعل لا يقاس بالصفحات ,,والحروف الغير مشوبة بالذاتية والأنانية تطوح بملايين الكتب والخطابات لتكون في المقدمة,,فتح وريد قلبه وأملى على التاريخ أن يكتب عنه من دمه
وكانت محاولة ثانية لجمع كامل أشعاره جمعها وحققها الدكتور كامل السوافيري عام 1975م وصدر الديوان في 240 صفحة . كما قام الشاعر والأكاديمي الدكتور عز الدين المناصرة بجهد متميز في تحقيق وإصدار (الأعمال الشعرية الكاملة) للشاعر الشهيد، جامعاً آثاره الشعرية والنثرية، وقد صدر في أكثر من طبعة، وفي عدة مدن عربية، في أزمانٍ مختلفة.
وبالرغم من انشغاله الأول بالوطن كموضوع أساسي لقصيدته فإن هذا لم يمنعه من استهداف موضوعات أخرى فكان له الكثير من القصائد الاجتماعية والوجدانية الذاتية والإنسانية التي تميزت بالقيمة الفنية العالية النابعة من موهبة أصيلة ودربة مستمرة على الكتابة الشعرية لعلها كانت مرشحة لأن تتضاعف بشكل أكبر لو قدر للشاعر أن يعيش أكثر من خمسة وثلاثين عاما محتشدة بالكثير من الأحداث الدامية على صعيد الوطن والأمة.
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 08-01-2012 في 12:52 PM.
شاعر الوطن .. وشهيد الوطن
هنيئاً لفلسطين والشرفاء في وطننا العربي بهذه السيرة المشرفة
بالرغم من عمره القصير
ولك ألف شكر استاذ محمد سمير
أشعر بأنني ساعود إلى هذا المتصفح من جديد
تقبل مروري الأول
مع فائق الاحترام والتقدير
التوقيع
وما من كــاتب إلا سيفنى … ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شي... يسرك في القيامة أن تراه
شكراً لك لأنك سلطت الضوء على هذه الشخصية الأدبية والنضالية الفذة وإبرازك محطات مهمة في سيرة
حياته المشحونة بالمواقف والأحداث على صعيد حياته الجهادية المشرفة بالقلم والبندقية دفاعاً عن قضايا
أمتنا المصيرية ومنها القضية الأم فلسطيننا الحبيبة ، وعلى صعيد ما جبلت عليه روحه وشخصيته من نبذ
لكل أشكال الظلم والتعسف ومعاناة الناس نتيجة الظروف المختلفة التي يعيشونها ، وبهذا صقلت تجاربه
على مدى حياته وترجمت بالمواقف المتعددة التي لخصت بنيله شرف الإستشهاد دفاعاً عن الوطن وقضيته
العادلة وكذلك بهذا الكم النوعي من نتاجاته الأدبية التي ورثتها المكتبة الأدبية العربية والتي تميزت بشكل
كبير من ناحية بنوية القصيدة العربية نظماً ولغة ومضموناً وتمكن فذ من رسم الصورة الشعرية المعبرة
بأحسن تعبير والتي أدخلته التأريخ العربي والانساني المشرف من أوسع أبوابه ليعيش أبداً في ضمير
الإنسانية جمعاء