تتداعى الافكار، تتهالك وتخبو ، والقلب بعد مازال يتذكر ..
* شتان ما بين الأمس واليوم لا أريد التفكير في الغد يخيفني !
تخبر صديقتها الوحيدة وفنجان قهوة مقلوب تُصر الصديقة أن تقرأه لكنها ترفض:
*أخاف أن أجد فيه حلما جديدا لا أستطيع إدراكه ، أخاف أن يبعث أمامي سرابا أخر باسم الأمل
دعينا نترك الغد للغد كيفما يأتي لا قدرة لنا على تبديله ..
- دعيني اقرأه لك نحن نتسلى فقط ..
تمسك بالفنجان ترى رسوماً مختلفة الأشكال
*أنظري لديك سفر نعم أنظري هناك شمعة مشتعلة ها هي بوابة الأمل مشرعة ،
هوذا قلب يخفق بالحياة يااااه كم هو جميل فنجانك يا صديقة ..
تحرك الفنجان يمنة ويسرة !!
- أنظري هذه حمامة تحمل لك خبرا جميلا صدق من قال أن لك من اسمك نصيب
فنجانك مزروع بالزهر والاخبار المفرحة ..
تسرح بعيدا ..حمامة تحمل لي خبرا جميلا.. هل هي رسالة من البعيد عبرالمسافات تطير بها حمامة زاجلة إليّ فتمحو الأسى عن صدري ..؟ تغوص بعيدا في الحلم وترى أنها تجلس في حديقة غنّاء تحت شمس ربيعية دافئة وحمامة تلقي رسالة زهرية اللون لها عطر أخاذ في أحضانها يرقص قلبها فرحا تفتحها برفق وكأنها تخاف على الحروف أن تختفي تباعا؛ الرسالة تحمل كلمة على طول الورقة تبتسم حروفها الاربعة بخجل : أحبك.. تمسك بالرسالة تضمها الى صدرها ..والصديقة مازالت تحكي :
-إسمعي فنجانك يقول إن الألم سيمّحي وتذهب أوقاته ها هي فرحة وجمعة من الاهل والخلان في طارف الفنجان ..
تقلب وتقلب تحكي وتحكي وهي مصغية بكل حواسها في انتظار الفرج القريب .. تتخيل أنها تتخلص من الوجع القابع في أحشائها.. أخيرا ها هوذا يخرج منها محملا بكل السواد والحزن الذي كان يمنعها من النوم يا لفرحتها تلك هي رسالة الحبيب وهذه هي نهاية الحزن والأسى ..
تفيق ..!!الصديقة تقلب الفنجان تضرب صدرها:
- يا إلهي .. ماهذا..؟ جبل من سواد.. ثقل يغطي كل شيء خطوط طرق وسبل متقطعة لا شيء يكتمل .. أين اختفى كل ذلك البهاء الذي رأيته ..؟
تفزع وتضع رأسها بين يديها تسمع أصواتا غريبة..ضجيج وفوضى معتمة يختفي الزهر وتموت الورود وكلمة أحبك تمسها قطرات دمع ترسلها السماء فتختفي ، وينغلق الطريق بحواجز يصنعها الانسان فلا يعود هناك مكان لحلم ..
الصديقة تكمل : لم أر في حياتي فنجانا كهذا يدور مع دورة الوقت لماذا غربت شمسه ولماذا أفل القمر ..؟ آه يا صديقتي كان كل شيء هنا في قاع الفنجان لكنه توارى عني واختفى ..
تراقب صاحبتها بصمت ودمعة بدون استئذان تخترق وجهها فتتذوق ملحها ولسان حالها يقول: أخبرتك دعِ الفنجان وشأنه ..!
التوقيع
صرتُ لا أملك إلا أن أستنطق بقاياك .. لعلها تعيد إليّ بعض روحي التي هاجرت معك..
دعونا نقرأ الفنجان رجاءً
طالما قراءة الفنجان ، تثوِّر نصوصاً بهذا البهاء .. فدعونا نقرأ
هذا النص يفتح آفاقاً قرائية أخاذة ، كونه ينطلق من منطقة خطرة جداً .. هو الأمل
هذا الكائن الخرافي .. الذي بتنا نرصد إيابه ولا يؤوب ، نتصيده ، ولا يُقتنَص ..
وما أبهرني هنا ، هي القدرة على اقتفاء أثر مفردة مرسومة في قعر فنجان ، وإطلاق المخيال
لرسم صورة أكبر والانتقال إلى عوالم أوسع .. ومن ضرورات القاص الناجح ، التوقف عند لمحات
بسيطة لا يقف عندها الكاتب بجنس آخر .. فمثلاً الحروف الموزعة على جسد الرسالة أو لون الرسالة
ثم العودة على العنوان ، وهذا ما لم ألمسه بكثير من النصوص.
حقيقة ألنص قابل لقراءات أخرى ، ليست بهذه الحرفية .. فتأويلاته ممكنة ، وهذا ما يجعل النص بخانة الجمال.
أثبته
طبعا .. مع كثير من المحبة والاحترام.
دعونا نقرأ الفنجان رجاءً
طالما قراءة الفنجان ، تثوِّر نصوصاً بهذا البهاء .. فدعونا نقرأ
هذا النص يفتح آفاقاً قرائية أخاذة ، كونه ينطلق من منطقة خطرة جداً .. هو الأمل
هذا الكائن الخرافي .. الذي بتنا نرصد إيابه ولا يؤوب ، نتصيده ، ولا يُقتنَص ..
وما أبهرني هنا ، هي القدرة على اقتفاء أثر مفردة مرسومة في قعر فنجان ، وإطلاق المخيال
لرسم صورة أكبر والانتقال إلى عوالم أوسع .. ومن ضرورات القاص الناجح ، التوقف عند لمحات
بسيطة لا يقف عندها الكاتب بجنس آخر .. فمثلاً الحروف الموزعة على جسد الرسالة أو لون الرسالة
ثم العودة على العنوان ، وهذا ما لم ألمسه بكثير من النصوص.
حقيقة ألنص قابل لقراءات أخرى ، ليست بهذه الحرفية .. فتأويلاته ممكنة ، وهذا ما يجعل النص بخانة الجمال.
أثبته
طبعا .. مع كثير من المحبة والاحترام.
الأستاذ المبدع عمر مصلح
يجبرني حرفك أحياناً على الصمت فلا أستطيع الرد صدقاً
قراءة رائعة جداً منحت النص جمالا حقيقياً وزينته بالنور
ممتنة جداً لك القراءة والحضور النديّ
وجزيل شكري للتثبيت
دمت بخير
مودتي
التوقيع
صرتُ لا أملك إلا أن أستنطق بقاياك .. لعلها تعيد إليّ بعض روحي التي هاجرت معك..
هكذا هي أعماق معظم النساء تنطوي على ألم وأمل
البطلة خائفة من الغد الذي تعتبره امتدادا لحاضر هي وحدها تشعر بمدى قسوته
ألم .. حرمان .. وحدة .. وربما يأس وعدم ثقة بمستقبل قد لا يحمل لها ما تريد
وهذا ما جعلها ترفض ما يخبئه لها فنجانها لأنها تقرأ طالعها من خلال حاضرها المشوب بالقلق وعدم الاتزان
ثم يتفجر الأمل فجأة وهنا تكمن قوة السرد حيث تطلق الكاتبة العنان لمخيالها ويبدأ السعي لإحياء الأمل في نفس البطلة المتعبة من جديد فتزدهر حقول الرغبة في استعادة الفرح و تتفتح آفاق رحبة في خيال صاحبة الفنجان وتتفجر من أعماقها موسيقا تنعش الروح
لكن هذه الحالة لم تدم طويلا فلقد تشابكت خطوط الفنجان و نعق طائر الحزن على جبل السواد لترتمي البطلة مجددا في أحضان اليأس
غاصت بنا المبدعة ازدهار الأنصاري في أعماق نفس عاجزة عن الانعتاق من النظرة التشاؤمية للحياة حيث لا ضوء ولا بصيص أمل يلوح في الأفق
فلندع الفنجان وشأنه لنحيي مبدعتنا الرائعة ازدهارالأنصاري
كنت رائعة حقا
لك محبتي وتقديري الكبير