آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الفكر > أخبار الأدب والأدباء

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-04-2013, 09:43 AM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية قصي المحمود





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :قصي المحمود غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 اعلان
0 نتاجي الجديد
0 مسمار في جدار الصمت

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي وفاة الاديب والقاص عبد الستار ناصر

نعت الاوساط الثقافية والادبية في العراقي القاص والروائي العراقي عبد الستار ناصر الذي فارق الدنيا في كندا عن عمر يناهز الـ66 عاماً.
ونقل نبأ وفاة القاص عبد الستار ناصر الطبيب المقرب من أسرة الراحل الدكتور مؤيد العلي،، مُبيناً أن زوجة الراحل الروائية هدية حسين أكدت أن "عبد الستار ناصر توفي صباح السبت في أحد مشافي كندا"، من دون أن تذكر مزيداً من التفاصيل،


ويُعد القاص عبد الستار ناصر واحداً من كتاب جيل الستينيات، وله ما يربو على الـ50 كتاباً في الرواية والقصة والنقد،ولد في محلة الطاطران البغدادية عام 1947، نشر عدداً من القصص القصيرة في وقت مبكر من مسيرته الإبداعية، قبل أن يصدر كتابه الأول (لا تسرق الورد رجاءً) الذي تلاه بمؤلفات عديدة من أهمها (الحب رمياً بالرصاص)، (نساء من مطر)، (أوراق امرأة عاشقة)، (أوراق رجل عاشق)، (أوراق رجل مات حياً)، (بقية ليل)، (الهجرة نحو الأمس)، (سوق الوراقين)، (مقهى الشاهبندر)، (أبو الريش)، (الشماعية)، حياتي في قصصي، سوق ألسراي.. كتابات في ألقصة والرواية والشعر، باب ألقشلة، حمار على جبل،على فراش ألموز، والحكواتي وغيرها.

غادر العراق عام 1999.. واستقر في العاصمة الأردنية عمان أواخر التسعينيات من القرن الماضي، وفيها تعرض عام 2009 الى جلطة دماغية كادت ان تطيح بحياته، لكنه تعافى منه ليغادر عمان متوجها مع زوجته هدية حسين إلى كندا لاجئاً.

كتب في روايته الطاطران عن نفسه وغربته : ( صوت أجش يصرخ في رأسي : يكفي أيها الأبله، يكفي هذا الندم السخيف، جئت من بغداد من زقاق لا يعرفه أحد، وأنت لا تملك أي شيئ، وها أنت فعلت الكثير، أكثر مما تظن..نساء من أجمل ما خلق الله، وخمور من أعتق سراديب روما، وليال ما كان أجدادك ليحلموا بها، أوربا كلها بين يديك ).

كتب الراحل ذات مرة عترافا في مقالة له بعنوان (أنا كاتب فاشل) قال فيها : ( بعد أربعين سنة من زمن ألكتابة وأربعين كتابا حملت أسمي، رأيت في ساعة صحو أن ألمسافة بيني وبين ألقصة وألرواية لم تزل بعيدة )، ( أنا كاتب فاشل، تجاوز عمري ألخمسين ولم أحقق نصف ما حققه غابرييل غارسيا ماركيز أو جان بول سارتر، وحين أقرأ فرانز كافكا أو إستيفان زفايج أو إيزابيل أللندي أو ديريك والكوت أشعر بالخجل كيف أن أفكارهم أكبر من أفكاري وحبكة رواياتهم أقوى من حبكة كتاباتي، وقد سألت نفسي مئات ألمرات، لماذا أكتب إذا لم أستطع تأثيث بيت يسكنه أبطال قصصي كما هي ألبيوت ألتي أراها في نتاج أولئك ألعمالقة).

قال عنه الروائي الكبير عبدالخالق الركابي‏ : (في رحيل عبد الستار ناصر رحلتْ جلّ ذكريات شبابي وكهولتي: فمعه وحده قضيتُ أجمل سنوات العمر.. ولهول الصدمة أجدني اللحظة عاجزاً عن التعبير عن مشاعري بإزاء هذا المصاب الجلل فلا أملك إلا الاستنجاد بالمتنبي مستعيراً لسانه في رثاء أجمل أصدقاء العمر): طوى الجزيرةَ حتى جاءني خبرٌ / فزعتُ فيه بآمالي إلى الكذِبِ / حتى إذا لم يدعْ لي صدقُهُ أملاً / شرقتُ بالدمعِ حتى كاد يشرقُ بي / تعثرتْ بهِ في الأفواهِ ألسنُها / والبُرْدُ في الطرْقِ والأقلامُ في الكُتُبِ.

اما الزميل علي عبد الامير عجام فقال عنه : في اخر ليلة له في عمّان قبل رحيله الى كندا وفي جلسة جمعتني اليه مع الكاتب الاردني الكبير محمود الريماوي كان عبد الستار ناصر يقول "ما أبغيه من رحيلي هذا هو استعادة صحتي، واستعادة قدرتي على القراة والكتابة"، الا ان القاص والروائي العراقي عبد الستار ناصر يقرّ بان لا ضمانة معينة ستجعل من هجرته الى مدينة تورنتو الكندية نقطة اصلاح لسيرة من الاخطاء السياسية والفكرية والشخصية ميزت حياته"... صباح مرعب اذ يحمل رحيل اخي الحبيب.

واضاف : قصة عبد الستار ناصر " سيدنا الخليفة" التي نشرها في اوائل سبعينات القرن الماضي، وبسببها اودع السجن الانفرادي بطلب من خال صدام، خير الله طلفاح، كانت تحمل نبؤة شكل موته وحال بلاده اليوم: " يا بلادي: يا بلاد الذين يموتون سراً، أودعك الآن، فقد أمر الخليفة –سيدنا جميعاً- أن أكون الفدية لكل أسرى الحرب الأهلية التي فشلنا بها. وقد وقعت موافقاً وأنا بكل قواي الجسدية والعقلية، أقلّها يا بلادي أموت وحدي علناً".

فيما قال عنه الناقد علي حسن الفواز : انه صار بعيدا، فقد استساغ الموت البارد، وتلذذ ان يكون صديقا للثلج، وللجغرافيا العائمة...هكذا يموت عبد الستار ناصر الحالم الكبير جدا، والولد الذي عصيا على السنوات..كان يغشّ الحياة دائما باوهام الجسد، واوهام الحكايات، مثلما كان يغاشش نفسه بالضحك المفرط، والغوايات التي لاتنتهي. ظل منشغلا بحكاية الولد المكاني، الولد المشاغب، العاشق، الحالم، الدون جوان، اذ يكون هذا الانشغال مغامرة في البحث عن وجوه اخرى للمكان الذي يحبه، والمراة التي يعشقها، والزمن الذي يطلق عليه النعاس دائما...
واضاف : مات عبد الستار ناصر وهو مسكون بالاحتجاج على زمن البطيخ، مات مكسورا في المنفى/المهجر، مات مستسلما لاحلامه القديمة، لاحلام لم يشأ الاّ ان يتوسدها لانها سريره الاخير...ولانها صوته البارد المكسو بالبوح دائما...، وداعا ياصديقي الجميل، وداعا لاحلام تحدثنا عنها كثير، لكنها هربت هي الاخرى مع العربات الراحلة بعيدا...

يقول عنه أ.د. إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث – جامعة الموصل : في محلة الطاطران البغدادية، حيث ولد تبدأ الحكاية ومع قصص أرسين لوبين ينشأ الفتى يقول:" بداياتي مدهشة بأوجاعها وإفلاسها وزينة أخطائها..." علاقاته مع الخطيئة فتحت باب الكتابة أمامه وعمره لما يزل صغيراً لا يتجاوز الـ (15) عاماً.. نشر قصته الأولى في مطلع الستينات من القرن الماضي في جريدة" الانباء الجديدة".. والغريب في الأمر إن الناقد اللبناني غسان كنفاني كتب عن مجموعته القصصية الأولى التي صدرت سنة 1969 بعنوان:" الرغبة في وقت متأخر"،وقال بالحرف ((انه كاتب يجوس بفانوسه الطابق السلفي من المدينة" وانتشى عبد الستار ناصر وفرح وأصر على الذهاب سريعاً في عالم القصة عندما قال عنه (كنفاني) انه من أحسن كتاب القصة القصيرة في الوطن العربي.. وكان من الطبيعي إن يكثر الحساد، وتنتعش روح الغيرة في البعض ممن لا يعجبهم العجب ولا الصوم في رجب.. لكن عبد الستار ناصر مضى وصرنا نقرأ له قصصاً قصيرة مفعمة بالانفعالات الإنسانية..أتذكر بأنني قرأت له كثيراً في الثمانينات من القرن الماضي.. وكنت أحس بأن عبد الستار ناصر ليس كاتباً عادياً.. وليس كاتباً مطواعاً انه كاتب ثائر، وكاتب بناء.. وكاتب محاط بالزوابع دائماً، كما وصفه الناقد الأستاذ علي جعفر العلاق. لم يكن عبد الستار ناصر كاتباً فاشلاً، كما يحب إن يصف نفسه.. هذا الكاتب الذي تزخر كنانته بقرابة (40) عملاً في النقد والقصة والرواية كيف يكون كاتباً فاشلاً ؟..


فيما كتب عنه القاص علي لفتة سعيد سعيد‏ :
في بياضِ شعْركِ
سكَن الحبّ
والأرْصفةُ
لا تمْنحُ إلّا سوادَ البارود
كلّ الطّرقِ
أدّت إلى بابكَ المفْتوح إليْنا
وكلّ النّسماتِ
تطْلق آهتَها حينَ تمرّ بكَ
وأنْتَ تحْملُ نخْلتكَ في روحِكَ
وتَجوب
لعلّ تمْرًا يسّاقطُ عليْكَ
حينَ يهزّكَ الحَنين
وتسْري بك غيْمةٌ
لتُمْطركَ في آخرِ المَطاف
في ( الطاطران)
وتجْلس أبديًا
في محْراب غبارِه
ها أنْتَ تعودث إلينا بكامِلِ بياضكِ
ملقمًا للحمام روحَكَ
قلْت له
عدْ بي
فأنا الذي لا يَموتُ حرْفي
وإنْ كانت الأرْصفةُ من بارود






  رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 09:57 AM   رقم المشاركة : 2
عضو هيئة الاشراف
 
الصورة الرمزية منوبية كامل الغضباني





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :منوبية كامل الغضباني غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: وفاة الاديب والقاص عبد الستار ناصر

أنّا للّه وانّا اليه راجعون ...ولا حول ولا قوّة الاّ باللّه
رحم اللّه فقيدكم رجل الفكر والأدب المغفور له عبد الستار ناصر وأسكنه فراديس جنانه وغفر له
وجازاك الله كلّ خير أخي فأبسط الواجب أن ننعي رجال الفكر والأدب باستحضار سيرتهم وعطائهم وأن نعلن وفاتهم في المواقع الأدبيّة حتّى يترحّم على أرواحهم الزّكيّة كلّ من يعرفهم ....
وكما جاء هنا في قصيدته التي أوردتها هنا
فأنا الذي لا يَموتُ حرْفي
وإنْ كانت الأرْصفةُ من بارود

ولن يموت هذا الأديب في ذاكرة من عرفوه ...فقد ترك ارثا أدبيّا زاخرا حسب ما أوردت هنا في سيرته...
فأهل الفكر يموتون بأجسادهم لتبقى كتاباتهم خالدة تتداولها الأجيال ...
فرحمة اللّه عليه وعزاءا جميلا فيه لأهله وذويه وأصدقائه













التوقيع

لِنَذْهَبَ كما نَحْنُ:

سيِّدةً حُرَّةً

وصديقاً وفيّاً’

لنذهبْ معاً في طريقَيْنِ مُخْتَلِفَيْن

لنذهَبْ كما نحنُ مُتَّحِدَيْن

ومُنْفَصِلَيْن’

ولا شيءَ يُوجِعُنا
درويش

  رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 10:14 AM   رقم المشاركة : 3
نبع فضي
 
الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :رياض محمد سليم حلايقه غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: وفاة الاديب والقاص عبد الستار ناصر

انا لله وانا اليه راجعون
رحمه الله واسكنه فسيح جنانه
شكرا لنقل الخبر
تحياتي













التوقيع


الجنة تحت أقدام الأمهات

  رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 01:45 PM   رقم المشاركة : 4
روح النبع
 
الصورة الرمزية عواطف عبداللطيف





  النقاط : 100
  المستوى :
  الحالة :عواطف عبداللطيف غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: وفاة الاديب والقاص عبد الستار ناصر




عبد الستار ناصر.. مجلس عزاء حول العالم

مثقفون يؤبّنون القاص والروائي البارز، وعلي السوداني يقول: مات الآن "ستّوري"


بغداد/المسلة: أبّن مثقفون وكتّاب عراقيون عديدون القاص والروائي العراقي عبد الستار ناصر، الذي وافاه الأجل صباح السبت الثالث من آب/ أغسطس الجاري في كندا، وقبل أن يتم تأبينه باتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، أو في مؤسسة ثقافية أخرى، اختار أصدقاؤه وزملاؤه أن يعزّوا أنفسهم بفقدانه في مواقع التواصل الاجتماعي.

الشاعر والصحافي والناقد علي عبد الأمير عجام نشر ألبوماً للراحل، يحتوي على صور التقطها عجام لناصر في فترات متباعدة في عمان، وأيضاً نشر عجام مقالاً كان قد كتبه في وقتٍ سابق عن هجرة ناصر من عمّان إلى كندا قال فيه" ناصر (63 عاما) الذي يعد نفسه (أخطر قاص في العالم العربي حيث ان من يعاني عذاب السجن بسبب قصة فلن يعود الى كتابة القصة مثل ما فعلت وواصلت) وعرف بوسامة ربطت بين كتبه الاكثر انتشارا في عراق الثمانينات (أوراق امرأة عاشقة)، (أوراق رجل عاشق)، و(اوراق رجل مات حياً) حد انه يفخر احيانا بلقب (كاتب الحب والعشق والجنس والمرأة)، ما انفك يرى ان القصة القصيرة فن كتابي سردي قادر على الاحاطة بالنفس البشرية في صعودها وتقهقرها على الرغم من الحضور الطاغي للرواية، وعلى الرغم من انه كتب روايات كثيرة الا ان حنينا خاصا مايزال يأخذه الى القصة القصيرة مجالا كتابيا برز فيه بامتياز، ومن هنا جاءت مجموعته الاخيرة (نخب النهايات السعيدة) وفيها تأكيد على صورته الاثيرة ككاتب قصة قصيرة: (أنا كاتب قصة، لم أزل أنظر إلى الرواية على أنها حفنة قصص وحكايات، أو كما يقال عن الأسد بأنه مجموعة خراف مأكولة، لكنني، مع الرواية، أفترس الجمل الثقيلة، وأجعل منها مفردات ناعمة وأنيقة، وما زلت على يقين أن الكتابة تحتاج إلى ذاكرة ثاقبة عندما نكتب الرواية، وتحتاج إلى ذاكرة حساسة حينما نكتب القصة القصيرة)".

كتب بعض الأدباء كلمات قليلة ومقتضبة، أمام "هول" المفاجأة على حد تعبير أحدهم، فقد اكتفى القاص والروائي د.لؤي حمزة عباس بجملة :"عبد الستار ناصر: وداعاً يا صديق"، مع صورة ناصر، بينما علّق الأديب عباس خلف على صورته بالقول :"هكذا يسرق الورد ياعبد الستار، ستبقى مثل الطاطران، تلك المحلة التي صاغت ولادتك رجلا عاشقا أبديا لنكهة اجواء بغداد، حاراتها، شوارعها، مقاهيها، إنها كل مافيك من ذكريات سوق الوراقين، الشاهبندر، الشماعية وغيرها من رسائلك التي لاتنقطع عن بالنا أو تصوراتنا"..

أما القاص والروائي وارد بدر السالم، فقد كتب أيضاً :"وداعاً ... عبدالستار ناصر!، حملت أخبار كندا هذا الصباح نبأ وفاة الصديق القاص والروائي المبدع عبدالستار ناصر".

محمّد غازي الأخرس، الكاتب والإعلامي نشر صورة جماعية تضمّه مع عبد الستار ناصر وعبد الخالق كيطان وحازم لعيبي وآخرين، علّق عليها :"مات عبد الستار ناصر إذن

فمن يا ترى يرعى الطيبة بعد الآن ؟

من يا ترى يرعى الجمال والبساطة والمحبة ؟

من يا ترى يعلمنا التواضع ؟

من يا ترى يعلمنا الشغف بالثقافة كما كان يفعل ؟

مات الرجل البغدادي الطيب!

يا ويلتي من حزني عليه

أكاد أراه الآن وهو يعبر الشارع بطوله الفارع

ويتجه لركنه في السنترال

سألحق به لأتعلم منه شيئا

أنا حزين ومحبط عليك يا عبد الستار

اليوم سأكتب لك شيئا

ولكن فقط دعني أستوعب الخبر".

أما رفيق ناصر في عمّان، القاص علي السوداني، فقد نشر في صفحته في فيسبوك مقالة عنه، قدّمها بقوله :"مات الآن (ستّوري) أقصد عبد الستار ناصر .. النبأ اليقين ما زال حارّاً .. لا مرثية الآن .. إليكم هذه المستلة العتيقة".

ومن مقالة السوداني يقول :"المقهى كئيب . ربما كانت المقهى انثى فهي كئيبة اذا . مقهى السنترال اقصد . بظهر مطعم هاشم . بمواجهة مطعم القدس . قدام الرصيف الذي تستوطنه منذ عشر عجفاوات، عجوز عراقية وجهها احمر ومدور كما رغيف خبز ناضج . حميراء كما امي . امي ماتت . شبعت موتا . المقهى كئيبة مثل قبر مخسوف شاهدته تظهر اسما مثلوما . سرداب تنام فوق دكته كومة عظام . لم يأت ستوري المقهى . اقصد ستار . اعني عبد الستار . المراد اللحظة عبد الستار ناصر . عبد الستار ناصر جدوع الزوبعي . الراوية والقصاص البغدادي المشهور ستوري، يهجع الآن في مشفى مزروع عند اول شارع الجامعة بعمّان . صبايا وبنات الجامعة حلوات . ثمة عطب وقع فوق دماغه . ثمة بنت جامعية مشعة كانت تتلو على صويحباتها ما تيسر لها من كتاب " على فراش الموز " . زوبعة من الضحكات في كافتيريا الجامعة . زوبعة من الاوجاع في كافتيريا مستشفى الأسراء . هناك عند اعتاب البنوتة البديعة، ترتيلات وكركرات هنا في غرفة معلقة بين ارض الله وسماواته، ثمة حكماء وحكيمات يتراطنون فوق رأس عبد الستار . يده اليمنى ثقيلة ولسانه اثقل!.

..



يرجمه الله برحمته الواسعة












التوقيع

  رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 05:12 PM   رقم المشاركة : 5
أديب
 
الصورة الرمزية حسن العلي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :حسن العلي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: وفاة الاديب والقاص عبد الستار ناصر

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عبد الستار ناصر (تصوير علي عبد الأمير عجام)


بغداد - صفاء خلف
الأحد 4 آب 2013
"قرر أخيرا أن يدخل إحدى رواياته، ويبقى هناك تماما غير عابئ بالزمن"، بهذه الكلمات تبرق الروائية الفلسطينية إيناس عبد الله، من رام الله إلى بغداد، بتعليق على نبأ رحيل القاص والروائي الكبير عبد الستار ناصر في كندا البعيدة، ذلك المكان البارد القصي في النصف المجهول من كرة المصائر المتقاطعة، حيث مات ناصر الذي زاحم ميتاته السابقة، وتخاصم مع الموت طويلا، حتى رضي به أنيسا في غربة الثلج عن عمر ناهز 66 عاما.
سيوارى جسده التراب بعد غد الثلاثاء، في مدينته الأخيرة التي احتوته مع زوجته الروائية هدية حسين، فيما سيضع الأصدقاء "فوق الجسد البارد"، زهورا وذكريات.
وكان الطبيب المقرب من العائلة مؤيد العلي، قد أكد وفاة ناصر في إحدى المشافي الكندية، صباح أمس السبت.
ناصر ولد في بغداد العام 1947، بمحلة "الطاطران" العالم السري الذي علمه اللعب، ومن ثم الاكتشاف والكتابة، وقاده الى غربته، فموته، حيث كتب مسترجعا شريط الحياة الطويلة في روايته التي أسماها بـ"الطاطران": "صوت أجش يصرخ في رأسي. يكفي أيها الأبله، يكفي هذا الندم السخيف، جئت من بغداد من زقاق لا يعرفه أحد، وأنت لا تملك أي شيء، وها أنت فعلت الكثير، أكثر مما تظن."
ويعد ناصر من أبرز كتاب الحقبة الستينية العراقية، أصدر نحو50 مؤلفا في القصة القصيرة والرواية والنقد، وكان إصداره الأول "لا تسرق الورد رجاءً"، فيما كانت أبرز أعماله الأخرى "الحب رمياً بالرصاص"، "نساء من مطر"، "أوراق امرأة عاشقة"، "أوراق رجل عاشق"، "أوراق رجل مات حيا"، "بقية ليل"، "الهجرة نحو الأمس"، "سوق الوراقين"، "مقهى الشاهبندر"، "أبو الريش"، "الشماعية"، "حياتي في قصصي"، "سوق السراي".
وغادر ناصر العراق العام 1999، متجها إلى العاصمة الأردنية عمّان، وفي العام 2009 تعرض إلى جلطة دماغية ، شخصها الأطباء حينها على أنها "قاتلة"، لكنه تعافى منها، ليستقر بعدها مع زوجته في كندا.
ونعى أمس، اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، ونقابة الفانين العراقيين في بيانين مقتضبين عبد الستار ناصر، فيما لم تصدر الحكومة العراقية حتى كتابة التقرير، أي بيان ممثلة بوزارة ثقافتها، بينما كشف الشاعر هادي ياسين صديق الراحل، والمقيم في كندا، أن دعوات نقل جثمان الراحل من أجل دفنه في العراق تقاطرت عليه وعلى العائلة.
وكتب ياسين على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "السفير العراقي في كندا اتصل بزوجة الفقيد معزيا، وبحث معها إمكانية نقل جثمان ناصر ليدفن في العراق".
وبين أن "ناصر سيدفن (بعد غد) الثلاثاء، في مدينة "هاملتون" الكندية، احتراما لوصية الراحل في أن يدفن في الأرض التي يموت فيها، كما كان يردد (أريد أن اُدفن في المدينة التي أموت على أرضها(".
واستذكر عدد من الأدباء العراقيين ناصر بوفاته، وقال الروائي العراقي سلام إبراهيم في حديث لـ"العالم الجديد"، إن "ناصر كان حرا لم يتأدلج مع حزب ما في بيئة العراق الثقافية الحزبية المقيتة، وواصل مسيرته بحذر، في ظروف احتدام الوضع، وكتب قصصا عن الحرب ممجدا قيم القتل، لكنه الكاتب العراقي الوحيد، - وهذا يحسب له - باعتذاره من الشعب العراقي في مقالة نشرها عما كتبه من نصوص، قال إنها كانت بدافع مصلحي ومادي، وأدان نفسه وتطهر".
وشدد على أن "(ناصر) بعكس الكثير من الكتاب الذين لبسوا لبوس اليسار والطائفة الآن، ولم يعتذروا ساخرين من أنفسهم والشعب العراقي، فتحية له لجرأته في القول عن الحياة، وعن العراق، وعن الأخلاق وعن نفسه، سوف لن ينساه العدو والصديق، فصلاة لروحه".
وعن معرفته بـ"ناصر"، بيّن إبراهيم أنه "لم تسمح لي الظروف ومسار حياتي اللقاء المباشر مع القاص عبد الستار ناصر الذي خسره الوسط العراقي الثقافي والإبداعي بمعانقة أبديته اليوم (أمس السبت)، لكني ارتبطت به باكرا إبداعيا، بمتابعة نتاجه الذي صار كثيفا أوائل سبعينيات القرن الماضي، وكان وقتها صغير السن قياسا بما يكتبه".
ولفت "كنت أحلم بالكتابة وقتها، ووجدت بنصوصه الأولى شجاعة في مواجهة الذات، وطرح نصوص تتناول الشذوذ الجنسي في البيئة العراقية، وبطرح مغاير لما طرحه التكرلي وقتها في مجموعته اليتيمة - الوجه الآخر – وقت ظهور عبد الستار ناصر الذي لم يكن قد أصدر رواياته بعد".
وتابع بالقول "كنت مهموما بنفس الثيمة السائدة في البيئة العراقية، والتي لم يتناولها النص العراقي بعد إلا خطفا بخجل، وهذه الجرأة لفتت نظري فقد كان يكتب دون تورية ويقول حقيقة التفاصيل بعري الذي سرعان ما أوقعه في تجربة غيرت مسار حياته".
وروى أن "الراحل كان قد نشر قصة - سيدنا الخليفة - في – مجلة الموقف الأدبي السورية - في العام 1972، إذا لم تخني الذاكرة، انتقد فيها إجراءات محافظ بغداد حينها خير الله طلفاح، الذي جعل شرطة آدابه يصبغون سيقان الفتيات اللواتي يرتدين الـ(ميني جوب)، ويقصون كل من أطال شعره في الشوارع، وغاب في أقبيتهم، وأنا أدرك أي ذلة واجهها وأي سحق فقد سبق لي الحلول في تلك الأماكن المخيفة".
"ما عندك كتاب لعبد الستار ناصر"، جملة تكررت كثيرا على الروائي ضياء الخالدي حين كان بائع كتب ببغداد، إذ يروي لـ"العالم الجديد" أمس، أن "هذه الجملة كثيرا ما تكررت باستمرار أيام بيعي الكتب في بسطة على أرصفة باب المعظم في تسعينيات القرن الماضي (أيام الحصار الاقتصادي)، وهذا نادرا ما يحدث مع أديب عراقي، لو استثنينا فرمان، والتكرلي، والربيعي، والركابي عبد الخالق، الذين كانت تباع أعمالهم بسرعة".
ويفسر الخالدي الإقبال على مؤلفات ناصر، بأن "القارئ المحلي، وليس كتب النقد، من عرّفني بناصر، لهذا كتبتُ اسمه في مدونتي على أمل البحث عن أعماله في شارع المتنبي، ولم يكن هاجسي الأول طمعاً بمبيعات وافرة، بل اكتشافاً لقاص ربما يمد تجربتي السردية الغضة، بما أريد".
ويلفت إلى أن "نصوصه الأولى مصادفة جليلة في اكتشاف تجربة ناصر منذ بدايتها، "الرغبة في وقت متأخر" الصادرة في العام 1968، و"فوق الجسد البارد" في العام 1969، وغيرها، لكنني لم أجد مجموعته القصصية المهمة "موجز حياة شريف نادر" الصادرة في دمشق، إلا بعد سنوات، طبعا، لكن لا ننسى قصته "سيدنا الخليفة" التي سُجن بسببها".
ويرى صاحب رواية "القتلة"، أن "عبد الستار ناصر، يملك أسلوباً ساحراً في سحب القارئ إلى الحكاية، وهنا أدركت أولى الدروس السردية، التي علينا أن نجيدها، إذا أردنا الوصول إلى منطقة التأثير الحقيقي، القرّاء، وليس كتب النقد التي تحط من قيمة عبد الستار ناصر، خاصة في أعماله المبكرة، وترفع من شأن آخرين، لا يعرفهم باعة الكتب، ولا القرّاء المحليين"، مضيفا أن "هذه حالة صحية قلما نجدها مع كتابنا المحليين".
"مفجعٌ هو موت عبد الستار"، هكذا تعلق الروائية الفلسطينية إيناس عبد الله، وتنوه في حديث لها مع "العالم الجديد"، بالقول إن "ناصر قرر أخيرا أن يدخل إحدى رواياته ويبقى هناك تماما غير عابئ بالزمن! لا أحب كتابات الرثاء، لكنني لا أملك إلا أن ألوح لهذا الرجل الطيب"، مستذكرة جملة أثيرة لناصر من مجموعته القصصية "كائنات البيت"، "لو عرف كل منا ما يفكر به الآخر، لانقرضنا جميعا!"، ترى فيها جملة مهولة وعميقة.
وتستدرك عبد الله "كنت قد التقيت به مرة واحدة في دار فضاءات للنشر في الأردن، وأهداني المجموعة بتواضع جم، قلما نجد هالته الرصينة وانسيابه الإنساني الجميل بيننا اليوم، إنسان يحمل تحت جلده أمه كاملة بعذاباتها وآمالها، وأوطانها المدماة منذ أزل وعهود، فقلت في نفسي هذا الرجل شرب من ذات ينبوع جبرا ومنيف (...)، والذي قد يعثر عليه المرء مرة واحدة في حياته أو قد لا يجده أبدا".
الذكرى العالقة في رأس إيناس، جعلتها تكتشف كاتبا أحالها الى الدهشة، وتقص أن "(ناصر) نبهني إلى كتابه القادم (حينها) ثلاثية الهجرة إلى الأمس"، معربة عن اعتقادها "لم أندهش قدر تلك الدهشة التي أحالتني فورا إلى قراءة تلك الثلاثية دفعة واحدة، لأكتشف كم هي سخيفة المشاكل التي قابلتها، أمام هول ما رأى هو، وما جعلنا نراه عبر عينه الثالثة الهائلة".
وتشدد على أن "عبد الستار ناصر من أولئك الكتاب الذين يحددون تهمة الوجود دون محاكمة، ربما يتركون ذلك للقارئ، أو للعدالة الكونية لا أعرف، إنه يشبه فتى الكشافة الذكي الذي يصنع من تيهه في الغابة رحلة سخية ومغامرة شيقة، لا نقو سوى على اللحاق به بحماس".
وتجد في كتاباته "روح الفكاهة الرائعة التي تخفي وراءها سخرية الحزانى المُرة، قصص الحب التي نتجول خلالها في المدن والأزقة والشوارع الخلفية للعاطفة، وهناك الأصدقاء الموتى الذين يبدون أكثر حياة وبهاء وسعادة في المخيلة، رغم موتهم التراجيدي كقتلى ملاحم يونانية!".
وتخلص إلى أن "رواياته وقصصه، تختزل العالم إلى مجرد مساحة لعب آمنة ولو تحت عين القناص!".
فيما يقول الشاعر والناقد قيس المولى، في شهادة كتبها لـ"العالم الجديد" أمس، عن "الأمير الفاتن" كما يسميه، أن "عبد الستار ناصر أنجز للثقافة العربية ما كانت تراه هذه الثقافة من الضرورات الحتمية كي تبلغ مدارها العالمي، وقدم لذاته إصراره على أن يكتب ما يراه نوعا من الكتابة الصالحة الأمينة، فأبتعد عن المجاملات وأرخ التاريخ المكاني الذي عاشه".
ويستذكر المولى أن "أول مرة رأيت بها عبد الستار ناصر كانت في العام 1981 عند ذهابي لمجلة الطليعة الأدبية، كان طويل القامة جميلا أنيقا حالما، سلمته نصا لمجلة الطليعة الأدبية، وهو في الرواق، ابتسم لي وحياني (كل الهلا بشعراء المستقبل)".
ويضيف إن "ناصر سلم النص الشعري بعد أن تفحصه، الى القاص خضير عبد الأمير، فبدأت بمتابعة هذا المخلوق وما يكتب، وما يقول وزاد تعلقي الغيبي به، وكنت كلما أراه في الإتحاد العام لأدباء العراق، أراه صامتا ساكنا، لا يسعفني ذلك الصمت والسكون من الاقتراب منه".
ويتابع بالقول "في مرة ثانية، كنت بزيارة إلى صحيفة القادسية لتسليم نص شعري للقسم الثقافي، وفي رواق الجريدة رأيته بطوله الفارع يقرأ لنفسه شعراً وبصوت عال، سلمت عليه ورد بإيماءة مستمرا بقراءة الشعر، فيما دخلت إلى غرفته المشتركة لأجلس عند مكتبه، منتظرا قراءة نصه، ولما مضى وقت حسبته طويلا وهممت بمغادرة الجريدة، رآني، وعاد بي إلى المكتب، يسألني عن الشعر وأسأله عن القصة، ومنها بدأت بالتعرف عليه".
ويختم المولى بأن "عبد الستار ناصر لم يمت، لأن حلمه سيتجول في أحلام القصاصين والرواة، وسيستحضرونه في كل شهاداتهم، استحضار الرمز والمؤونة والمعين الودود في طريق الأدب الطويل.













التوقيع

سطور

  رد مع اقتباس
قديم 08-04-2013, 05:13 PM   رقم المشاركة : 6
أديب
 
الصورة الرمزية حسن العلي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :حسن العلي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: وفاة الاديب والقاص عبد الستار ناصر

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


عبد الستار ناصر (تصوير علي عبد الأمير عجام)
بغداد - صفاء خلف
الأحد 4 آب 2013
"قرر أخيرا أن يدخل إحدى رواياته، ويبقى هناك تماما غير عابئ بالزمن"، بهذه الكلمات تبرق الروائية الفلسطينية إيناس عبد الله، من رام الله إلى بغداد، بتعليق على نبأ رحيل القاص والروائي الكبير عبد الستار ناصر في كندا البعيدة، ذلك المكان البارد القصي في النصف المجهول من كرة المصائر المتقاطعة، حيث مات ناصر الذي زاحم ميتاته السابقة، وتخاصم مع الموت طويلا، حتى رضي به أنيسا في غربة الثلج عن عمر ناهز 66 عاما.
سيوارى جسده التراب بعد غد الثلاثاء، في مدينته الأخيرة التي احتوته مع زوجته الروائية هدية حسين، فيما سيضع الأصدقاء "فوق الجسد البارد"، زهورا وذكريات.
وكان الطبيب المقرب من العائلة مؤيد العلي، قد أكد وفاة ناصر في إحدى المشافي الكندية، صباح أمس السبت.
ناصر ولد في بغداد العام 1947، بمحلة "الطاطران" العالم السري الذي علمه اللعب، ومن ثم الاكتشاف والكتابة، وقاده الى غربته، فموته، حيث كتب مسترجعا شريط الحياة الطويلة في روايته التي أسماها بـ"الطاطران": "صوت أجش يصرخ في رأسي. يكفي أيها الأبله، يكفي هذا الندم السخيف، جئت من بغداد من زقاق لا يعرفه أحد، وأنت لا تملك أي شيء، وها أنت فعلت الكثير، أكثر مما تظن."
ويعد ناصر من أبرز كتاب الحقبة الستينية العراقية، أصدر نحو50 مؤلفا في القصة القصيرة والرواية والنقد، وكان إصداره الأول "لا تسرق الورد رجاءً"، فيما كانت أبرز أعماله الأخرى "الحب رمياً بالرصاص"، "نساء من مطر"، "أوراق امرأة عاشقة"، "أوراق رجل عاشق"، "أوراق رجل مات حيا"، "بقية ليل"، "الهجرة نحو الأمس"، "سوق الوراقين"، "مقهى الشاهبندر"، "أبو الريش"، "الشماعية"، "حياتي في قصصي"، "سوق السراي".
وغادر ناصر العراق العام 1999، متجها إلى العاصمة الأردنية عمّان، وفي العام 2009 تعرض إلى جلطة دماغية ، شخصها الأطباء حينها على أنها "قاتلة"، لكنه تعافى منها، ليستقر بعدها مع زوجته في كندا.
ونعى أمس، اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، ونقابة الفانين العراقيين في بيانين مقتضبين عبد الستار ناصر، فيما لم تصدر الحكومة العراقية حتى كتابة التقرير، أي بيان ممثلة بوزارة ثقافتها، بينما كشف الشاعر هادي ياسين صديق الراحل، والمقيم في كندا، أن دعوات نقل جثمان الراحل من أجل دفنه في العراق تقاطرت عليه وعلى العائلة.
وكتب ياسين على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "السفير العراقي في كندا اتصل بزوجة الفقيد معزيا، وبحث معها إمكانية نقل جثمان ناصر ليدفن في العراق".
وبين أن "ناصر سيدفن (بعد غد) الثلاثاء، في مدينة "هاملتون" الكندية، احتراما لوصية الراحل في أن يدفن في الأرض التي يموت فيها، كما كان يردد (أريد أن اُدفن في المدينة التي أموت على أرضها(".
واستذكر عدد من الأدباء العراقيين ناصر بوفاته، وقال الروائي العراقي سلام إبراهيم في حديث لـ"العالم الجديد"، إن "ناصر كان حرا لم يتأدلج مع حزب ما في بيئة العراق الثقافية الحزبية المقيتة، وواصل مسيرته بحذر، في ظروف احتدام الوضع، وكتب قصصا عن الحرب ممجدا قيم القتل، لكنه الكاتب العراقي الوحيد، - وهذا يحسب له - باعتذاره من الشعب العراقي في مقالة نشرها عما كتبه من نصوص، قال إنها كانت بدافع مصلحي ومادي، وأدان نفسه وتطهر".
وشدد على أن "(ناصر) بعكس الكثير من الكتاب الذين لبسوا لبوس اليسار والطائفة الآن، ولم يعتذروا ساخرين من أنفسهم والشعب العراقي، فتحية له لجرأته في القول عن الحياة، وعن العراق، وعن الأخلاق وعن نفسه، سوف لن ينساه العدو والصديق، فصلاة لروحه".
وعن معرفته بـ"ناصر"، بيّن إبراهيم أنه "لم تسمح لي الظروف ومسار حياتي اللقاء المباشر مع القاص عبد الستار ناصر الذي خسره الوسط العراقي الثقافي والإبداعي بمعانقة أبديته اليوم (أمس السبت)، لكني ارتبطت به باكرا إبداعيا، بمتابعة نتاجه الذي صار كثيفا أوائل سبعينيات القرن الماضي، وكان وقتها صغير السن قياسا بما يكتبه".
ولفت "كنت أحلم بالكتابة وقتها، ووجدت بنصوصه الأولى شجاعة في مواجهة الذات، وطرح نصوص تتناول الشذوذ الجنسي في البيئة العراقية، وبطرح مغاير لما طرحه التكرلي وقتها في مجموعته اليتيمة - الوجه الآخر – وقت ظهور عبد الستار ناصر الذي لم يكن قد أصدر رواياته بعد".
وتابع بالقول "كنت مهموما بنفس الثيمة السائدة في البيئة العراقية، والتي لم يتناولها النص العراقي بعد إلا خطفا بخجل، وهذه الجرأة لفتت نظري فقد كان يكتب دون تورية ويقول حقيقة التفاصيل بعري الذي سرعان ما أوقعه في تجربة غيرت مسار حياته".
وروى أن "الراحل كان قد نشر قصة - سيدنا الخليفة - في – مجلة الموقف الأدبي السورية - في العام 1972، إذا لم تخني الذاكرة، انتقد فيها إجراءات محافظ بغداد حينها خير الله طلفاح، الذي جعل شرطة آدابه يصبغون سيقان الفتيات اللواتي يرتدين الـ(ميني جوب)، ويقصون كل من أطال شعره في الشوارع، وغاب في أقبيتهم، وأنا أدرك أي ذلة واجهها وأي سحق فقد سبق لي الحلول في تلك الأماكن المخيفة".
"ما عندك كتاب لعبد الستار ناصر"، جملة تكررت كثيرا على الروائي ضياء الخالدي حين كان بائع كتب ببغداد، إذ يروي لـ"العالم الجديد" أمس، أن "هذه الجملة كثيرا ما تكررت باستمرار أيام بيعي الكتب في بسطة على أرصفة باب المعظم في تسعينيات القرن الماضي (أيام الحصار الاقتصادي)، وهذا نادرا ما يحدث مع أديب عراقي، لو استثنينا فرمان، والتكرلي، والربيعي، والركابي عبد الخالق، الذين كانت تباع أعمالهم بسرعة".
ويفسر الخالدي الإقبال على مؤلفات ناصر، بأن "القارئ المحلي، وليس كتب النقد، من عرّفني بناصر، لهذا كتبتُ اسمه في مدونتي على أمل البحث عن أعماله في شارع المتنبي، ولم يكن هاجسي الأول طمعاً بمبيعات وافرة، بل اكتشافاً لقاص ربما يمد تجربتي السردية الغضة، بما أريد".
ويلفت إلى أن "نصوصه الأولى مصادفة جليلة في اكتشاف تجربة ناصر منذ بدايتها، "الرغبة في وقت متأخر" الصادرة في العام 1968، و"فوق الجسد البارد" في العام 1969، وغيرها، لكنني لم أجد مجموعته القصصية المهمة "موجز حياة شريف نادر" الصادرة في دمشق، إلا بعد سنوات، طبعا، لكن لا ننسى قصته "سيدنا الخليفة" التي سُجن بسببها".
ويرى صاحب رواية "القتلة"، أن "عبد الستار ناصر، يملك أسلوباً ساحراً في سحب القارئ إلى الحكاية، وهنا أدركت أولى الدروس السردية، التي علينا أن نجيدها، إذا أردنا الوصول إلى منطقة التأثير الحقيقي، القرّاء، وليس كتب النقد التي تحط من قيمة عبد الستار ناصر، خاصة في أعماله المبكرة، وترفع من شأن آخرين، لا يعرفهم باعة الكتب، ولا القرّاء المحليين"، مضيفا أن "هذه حالة صحية قلما نجدها مع كتابنا المحليين".
"مفجعٌ هو موت عبد الستار"، هكذا تعلق الروائية الفلسطينية إيناس عبد الله، وتنوه في حديث لها مع "العالم الجديد"، بالقول إن "ناصر قرر أخيرا أن يدخل إحدى رواياته ويبقى هناك تماما غير عابئ بالزمن! لا أحب كتابات الرثاء، لكنني لا أملك إلا أن ألوح لهذا الرجل الطيب"، مستذكرة جملة أثيرة لناصر من مجموعته القصصية "كائنات البيت"، "لو عرف كل منا ما يفكر به الآخر، لانقرضنا جميعا!"، ترى فيها جملة مهولة وعميقة.
وتستدرك عبد الله "كنت قد التقيت به مرة واحدة في دار فضاءات للنشر في الأردن، وأهداني المجموعة بتواضع جم، قلما نجد هالته الرصينة وانسيابه الإنساني الجميل بيننا اليوم، إنسان يحمل تحت جلده أمه كاملة بعذاباتها وآمالها، وأوطانها المدماة منذ أزل وعهود، فقلت في نفسي هذا الرجل شرب من ذات ينبوع جبرا ومنيف (...)، والذي قد يعثر عليه المرء مرة واحدة في حياته أو قد لا يجده أبدا".
الذكرى العالقة في رأس إيناس، جعلتها تكتشف كاتبا أحالها الى الدهشة، وتقص أن "(ناصر) نبهني إلى كتابه القادم (حينها) ثلاثية الهجرة إلى الأمس"، معربة عن اعتقادها "لم أندهش قدر تلك الدهشة التي أحالتني فورا إلى قراءة تلك الثلاثية دفعة واحدة، لأكتشف كم هي سخيفة المشاكل التي قابلتها، أمام هول ما رأى هو، وما جعلنا نراه عبر عينه الثالثة الهائلة".
وتشدد على أن "عبد الستار ناصر من أولئك الكتاب الذين يحددون تهمة الوجود دون محاكمة، ربما يتركون ذلك للقارئ، أو للعدالة الكونية لا أعرف، إنه يشبه فتى الكشافة الذكي الذي يصنع من تيهه في الغابة رحلة سخية ومغامرة شيقة، لا نقو سوى على اللحاق به بحماس".
وتجد في كتاباته "روح الفكاهة الرائعة التي تخفي وراءها سخرية الحزانى المُرة، قصص الحب التي نتجول خلالها في المدن والأزقة والشوارع الخلفية للعاطفة، وهناك الأصدقاء الموتى الذين يبدون أكثر حياة وبهاء وسعادة في المخيلة، رغم موتهم التراجيدي كقتلى ملاحم يونانية!".
وتخلص إلى أن "رواياته وقصصه، تختزل العالم إلى مجرد مساحة لعب آمنة ولو تحت عين القناص!".
فيما يقول الشاعر والناقد قيس المولى، في شهادة كتبها لـ"العالم الجديد" أمس، عن "الأمير الفاتن" كما يسميه، أن "عبد الستار ناصر أنجز للثقافة العربية ما كانت تراه هذه الثقافة من الضرورات الحتمية كي تبلغ مدارها العالمي، وقدم لذاته إصراره على أن يكتب ما يراه نوعا من الكتابة الصالحة الأمينة، فأبتعد عن المجاملات وأرخ التاريخ المكاني الذي عاشه".
ويستذكر المولى أن "أول مرة رأيت بها عبد الستار ناصر كانت في العام 1981 عند ذهابي لمجلة الطليعة الأدبية، كان طويل القامة جميلا أنيقا حالما، سلمته نصا لمجلة الطليعة الأدبية، وهو في الرواق، ابتسم لي وحياني (كل الهلا بشعراء المستقبل)".
ويضيف إن "ناصر سلم النص الشعري بعد أن تفحصه، الى القاص خضير عبد الأمير، فبدأت بمتابعة هذا المخلوق وما يكتب، وما يقول وزاد تعلقي الغيبي به، وكنت كلما أراه في الإتحاد العام لأدباء العراق، أراه صامتا ساكنا، لا يسعفني ذلك الصمت والسكون من الاقتراب منه".
ويتابع بالقول "في مرة ثانية، كنت بزيارة إلى صحيفة القادسية لتسليم نص شعري للقسم الثقافي، وفي رواق الجريدة رأيته بطوله الفارع يقرأ لنفسه شعراً وبصوت عال، سلمت عليه ورد بإيماءة مستمرا بقراءة الشعر، فيما دخلت إلى غرفته المشتركة لأجلس عند مكتبه، منتظرا قراءة نصه، ولما مضى وقت حسبته طويلا وهممت بمغادرة الجريدة، رآني، وعاد بي إلى المكتب، يسألني عن الشعر وأسأله عن القصة، ومنها بدأت بالتعرف عليه".
ويختم المولى بأن "عبد الستار ناصر لم يمت، لأن حلمه سيتجول في أحلام القصاصين والرواة، وسيستحضرونه في كل شهاداتهم، استحضار الرمز والمؤونة والمعين الودود في طريق الأدب الطويل.













التوقيع

سطور

  رد مع اقتباس
قديم 08-06-2013, 07:57 PM   رقم المشاركة : 7
شاعرة
 
الصورة الرمزية كوكب البدري






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :كوكب البدري غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: وفاة الاديب والقاص عبد الستار ناصر

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المشيّعون لفقيدهم الكبير عبد الستار ناصر وهم يجوبون شوارع بغداد مرددين : لا اله الا الله ؛ تزامنا مع الوقت الذي كان فيه جثمانه الطاهر يوارى الثرى في احد مقابر منفاه في كندا .

يا عبد الستار
ادباء .. فنانون .. جمهور يحبك
كانوا جميعا يقرؤون سورة الفاتحة على روحك الطاهرة
متحدين الانذارات الامنية ؛ والتهديدات ؛ والسيارات المفخخة التي تجوب بغداد ؛ والتي
اجبرت المنطقة الخضراء على اضافة تحصينات كونكريتية جديدة لاسوارها

فقط : لانك تستاهل ايها الاديب العراقي الذي لا يتكرر في حياة اصدقائه ؛ وفي السرد

الفاتحة ..

عن موقع الرواية الان \ جواد الحطاب













التوقيع

ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟

اسماعيل حقي

https://tajalyasamina.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
قديم 08-06-2013, 08:00 PM   رقم المشاركة : 8
شاعرة
 
الصورة الرمزية كوكب البدري






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :كوكب البدري غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: وفاة الاديب والقاص عبد الستار ناصر

مع : عبد الستار ناصر
من : كتاب اوراق امرأة عاشقة

كل ذكريات الحب انما هي ايجارات القلب الذي يعطي ويسرف في العطاء حتى آخر سنوات العمر .

ذكريات الحب لدى كل الرجال- هي قبل كل شيء – ذكريات اشتهاء اما بالنسبة للنساء فهي ذكريات الخسارة والبكاء وبعض الغرور لكني على اي حال لن اكتب ثانية في هذا الموضوع ... فقد قررت ُ تمزيق بقية الاوراق كلها .. واذا مابدأت ُ من جديد .. ورجعت ُ الى زمن الحب ، سأبدأ هذه المرة بلا حروف ولاكلمات وسوف اقطع السطور كما يقطع راس الثعبان واعيش حياتي بطريقة ثانية لاتشبه ( العذاب )الذي عانيت وليس لها اي صلة بأسرار الماضي وصراخ الماضي وبكاء الماضي ، ومن ثم لن يكون هناك من ندم عظيم يمزق نفسي كما هي ممزقة الآن .

*********
أخاطر ثانية بالكتابة اليك
ان اكتب لك ، هذا يعني ان البحر يزداد هياجا ً بين مسامات جسدي وان الخوف يتسلل الى اعماقي بخبث وهدوء .

حاولت ان امنع نفسي من الدخول في فخاخ حبك المستحيل .. لكن الوقت كان ضدي وانا مع الوقت والطفولة والنقاء مجرد طفلة تتعلم في مدرسة المحبة تبحث عن رجل اكبر منها آلاف المرات تخافه وتهرب من عينيه ثم تضحك من نفسها .. عندما تكبر عامين اخرين لترى الرجل الذي احبته اصغر منها الاف المرات ، وانه مجرد طفل عابث خسرت معه اجمل ايام العمر واحلى ساعات الصبر والانتظار والظنون .

**********

أنني هادئة ياسيدي ، هادئة كما دمي وهو يسري في عروقي ، هادئة جدا ، لن اقول شيئا بعد اليوم سوى انني اتذكر قصة المرأة العربية التي غادرها حبيبها الى كوبنهاغن والتي قتلها الحب .. واذا مابقيت اراها في احلامي وبين شتات ذاكرتي تأكد اذن ايها العزيز الذي فارقني بلاسبب : -
بأنني لن اعود اليك مطلقا ..مطلقا ..لأنني ببساطة بدأت من جديد ..إمرأة ثانية لاتعرفها انت واذا ماعرفها رجل مثلك ايها الفارس النبيل المزيف ..ستعرف كيف تغادره بلا سبب ..تماما كما فعلت انت بلا سبب ...
كرر معي هذه الكلمة وانظر كم هي قاسية ان يكون الفراق بلا سبب ، بلا سبب .. أن يكون الفراق بلا سبب .

هامش :-

ارجو منك ..ارجوك فعلا ..اذا مارأيتني في بلد بعيد غريب في يوم من سنة ما ان تخفي وجهك عني ، ان تحارب رغباتك المجنونة في البكاء على صدري ، ان ترحمني مرة واحدة من لعنة المفاجآت ...

أرجومنك ياسيدي اذا مارايتني في بلد بعيد في يوم ما من سنة بعيدة الاتنطق بأسمي ..انت وحدك بين الناس من ينطقه بعذاب كبير .
كيف تراك ..مازلت ..تنطقه بعذاب كبير ؟












التوقيع

ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟

اسماعيل حقي

https://tajalyasamina.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
قديم 09-29-2013, 11:19 PM   رقم المشاركة : 9
عضو مجلس إدارة النبع
 
الصورة الرمزية سمير عودة






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سمير عودة غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 مجبولة بالحزن
0 الليل دونك
0 نار الوحدة

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: وفاة الاديب والقاص عبد الستار ناصر

ما أصعب أن يموت المبدع غريباً عن وطنه
رحمه الله تعالى
وإنا لله وإنا إليه راجعون












التوقيع

نحنُ يا سيدتي
ندّانِ...
لا ينفصلان

https://msameer63hotmailcom.blogspot.com/
  رد مع اقتباس
قديم 09-30-2013, 01:53 AM   رقم المشاركة : 10
أديبة وقاصة
 
الصورة الرمزية سولاف هلال





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :سولاف هلال غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي رد: وفاة الاديب والقاص عبد الستار ناصر

هذا جزء من مقدمة رواية صندوق الأخطاء للأديب الكبير عبد الستار ناصر

مقدمة لابد منها

لا أدري كيف كتبت هذه الرواية ، مع أنني قررت الكف عن دخول هذا العالم المتشابك العسير الذي يتعبني حقا ،فأنا لست ذاك الرجل الصبور الذي يجلس مئات الساعات حتى يكتب في عمل واحد ، وحين أخبرتكم في رواية " أبو الريش " بأنها ستكون آخر الروايات ، كنت أعني ما أقول ، لكن شيئا سريا غامضا راح يأخذني ببطء ساحر إلى صندوق الأخطاء والتي أراها من طينة الرواية السابقة ومن الغابة نفسها ومن طيورها الجارحة وثعابينها السامة وذئابها التي تحوم حول الجثث المقتولة .
قلت لكم حينها إن العالم مهما بلغت عدالته ليس عادلا ، وحكيت قصتي مع " فديركو فلليني " ومذكراته الرائعة وكيف أن السينما تسربت إلى أدق شراييني وأوردتي ومسامات جلدي ، وسأعترف ثانية أن السينما ساعدتني على دخول ( فخ ) الرواية عساني أحقق ذاك الحلم الجميل في أن أكتب شيئا من رحيقها وانفعالاتها ودهشتها ، ومن هنا كنت أنا المخرج والممثل وكاتب السيناريو ومصمم الخدع السينمائية فيها ، وأدري أن النجاح في مهمة كهذه يشبه المستحيل ، لكنني ما كنت أطمع في المستحيل بل تمنيت رسم الصورة المخيفة المرعبة التي صارت من نصيب البلاد التي أحب ، تلك المدينة التي عشت طفولتي وصباي ومشاكساتي وشبابي وفحولتي بين أزقتها وشوارعها الخلفية ، أمشي يوميا في دروبها المعوجة الغريبة وأكشف بعض أسرارها الدفينة ، وأحيا في حلاوة أهلها وطيب روائحها وعطر صباها في كل جزء منها .

رحم الله أديبنا وأسكنه فسيح جناته













التوقيع

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الى الصديق الاديب قصي المحمود الرسائل الأدبية 8 05-08-2013 11:34 PM
مرار الصبار سمية حسن قصيدة الومضة 8 11-23-2012 01:04 PM
الاديب الاستاذ ابراهيم مع ذكريات اكتوبر ابراهيم خليل ابراهيم صالون النبع الأدبي, الحوارات الأدبية والرسم بالحروف واللقاءات 0 01-25-2012 07:53 AM
أنثى الصبار....أحمد الهاشمي أحمد الهاشمي إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 11 11-01-2011 05:15 AM
الى روح زميلي الحاج الاديب صالح شبانة / الحاج لطفي الياسيني لطفي الياسـيني الشعر العمودي 2 07-18-2011 12:31 AM


الساعة الآن 10:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::