أصبحـتَ في جســدي نارا مؤججــة
كما الطريدة تجري في دمي الحُـرق
أكمــل مــرورك لا تحفــل بنــاصيتي
وابعث جنونـك لا تحفل بهــا المـزق
اني سـئمت الهوى والناس تحسدني
كـــم يهمسـون بأني مــاجن حَـــذِق
لم يعلمـوا ويحهم كم كاد لـي زمنــي
حين امتطى الموج قلبــا هـدَّه الغرق
أينعتَ يــا حـــزنُ حتى بتَّ تلجمنــي
والصمت أضحى سواد الوقت يعتنق
ما زلتَ في الروح رغم الآه تبغتني
بحبــل غــدر فمنــك القيــد والــرَّبق
*****
لن أنكــر الحب, وجـه الحب لملمني
لمـــا رآنـي إلــى الـــلاشئ ألتحــــق
أوغلتُ فيــهِ فصــار الـدرب ينشُدُني
حتـى أدوزن بالتوجيــه من علقــــوا
وصرت فيهم نبي العشـــق معتصما
بحبــل صدق إذا مــادوا أو افتــرقوا
يرتــاح في مقــل الأســـرار منتشــيا
من هدَّه الـدرب أو من شـــدَّه النزق
كــأنني البحــــر والشــطآن مملكتـي
تؤوي المحبين في أمن اذا اختنقــوا
أو كالفنـــار بعتـــم الحـب مُرشــــدةً
سـرب النوارس إذ ضاقت بها الطرق
لكنـــه الحــب مجنـــون, ومـوقــــده
جــوف الفـــؤاد أتون ليـــس ينغلـق
فيه المــراعى لأوجــاع قد انتشـرت
وهـو الهشــيم بـه النيــران تســتبق
فالهجــر يعبـث بالأنفـاس, يخنقهـــا
فكــر ونبض ووســـواس بـــه نثــق
لا تنتهـــي أبـــداً إلا وقــــد تركــــت
في الروح نـابا لـذي الأوداج يخترق
هذا هـو الحــب ســيل بــات يجرفني
فيــه اللــذاذة, فيـــه الوجــد والقلـق
فيــه التـــأوُّه والأوجـــاع ســارحــة
في خلــوة الروح كالإعصـار تنطلق
فيه الذي .. أبــدا لـو قلت لانتحــرت
منه الحروف وضجَّـت بالعنـا العنـق
أهــواه, أهرب كي القــاه , أصـرفـه
أســـعى إليــه, تفــاصيل بهـــا حمق
لا .. لست أدري أما من طـائر بدمي
يرجــو الخـلاص وللقضبـان يخترق
أم انــه الشـوق ســجن بات يهزمني
قضبــانه الورد والأشـواك والــورق
والشوك ما عاد رغم الشـكِّ1 يقلقني
فـالـورد أولى بــأن يجتــاحه الـودق
لكنــــه الوجـــع المجنـــون يتبعنــي
ولوعة الوجــد في الأضــلاع تنـدلق
في حيرة هــا أنــا مــا زلت مُعتَقَـــلا
فهل مع العقــل إمضي دونمــا رهق
أم أعصر الخمر من دمعي وأشــربه
كأســا دهــاقــا بـه الآهــات تختنـق؟