أنا ما نسيتكَ يا رِوَاءَ فؤادِي = فلأنتَ روحي , سلوتي ومرادِي
لا, ما نسيتُ تدلّلاً وقتَ الدّجى = نحيا معاً أهزوجة الميعادِ
فلأنتَ أورادُ الحياة تضمّني = تنثالُ في قربٍ وفي إبعادِ
أشتاقُ منكَ صبابة ًتروي الظما = تنسابُ بين أضالعي ومهادِي
أشتاقُ أن أرعى شعوركَ في دمي = أرعاكَ ياقلبَ الشّدا الولاّدِ
وأحبّ أن ألقاكَ سحراً في الهوى = فبكَ الهوى ( بسنائه الوقّـّادِ ) !
أحياكَ في الخفقات طَلا ً هائماً = فبكَ الحياة .. ومنكَ نفحُ سعادِ !
فلأنتَ شوقُ الرّوح فوق محبتي = ولأنتَ ريّ الشّوق في الأكبادِ
خالجتُ قلبكَ مُذْ همى متكلّما = فشربتُه شغفاً .. وطاب رِنادي (1)
ولبستُ حسّك مثلما يغشى الجوى = أنحاءَ قلبٍ مثقلٍ بسُهادِ
فإليكِ تجري أحرفي ومشاعري = وتميس بي بتلطّفٍ وودادِ
وإليكَ تسري مهجتي وجداولي = فخريرُ حبكَ نعمةٌ للصّادي
تحيا بكَ الآمال في غسق الأسى = وترفّ في طربِ المُنى أعوادِي
تشتاقكَ الأنسامُ تنفحها ندىً = فلأنتَ عندي فرحةُ الميلادِ
أنسى بكَ الآهات يشحذها اللظى = فتذوب رِقّاً عاطرَ السّجّادِ
لا , مانسيتُ الحبّ يجري بيننا = إن غبتَ غرّد خافقٌ بالوادِي
أتظن أنّ اللهوَ دربي للنّوى = لا , ما فتئتَ - ولوعةً - بفؤادِي
أتظن أنّ الشوقَ أُطفئه سُدىً = هيهات أنسى رجفة الأعيادِ
فلأنتَ عيدي والمدى ومدامعي = ولأنتَ مائي وهْدتي ونجادِي
أزهقتُ شوقيَ والحنينُ يطيش بي = فلربّ شوقٍ قاتلٍ بزنادِ
إني أحبكَ رغم كلّ مواجعي = فلأنتَ دفّاق الحياة الهادِي
وأنا أحبكَ رغم كلّ فواجعي = فلأنتَ لألأءُ الغرامِ الشّادي
ياشاعري المكلومَ يا ( نبضي أنا ) = أهواكَ رُغم تفجّر الأحقادِ
ستظل نجماً سابحاً بمجرتي = ستظل طفلي أجملَ الأولادِ
إن الذي أخفاك عني في الورى = سيُعيدُ وصلكَ نلتقي بـ ( معادِ ) (2)
(1) رناد : جمع رنْد وهو الشجر طيب الرائحة
(2) معاد : اسم من أسماء مكة المكرمة
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
عزفت لنا على أوتار شجية فانساب البوح الجميل في النص انسياب الماء في الساقية فيأتي الهمس رقيقا وجذابا يأسر النفوس المتعبة والمليئة بجراح الزمن وما أظن هذا الحزن الذي تتشح به قصيدتك إلا حزنا شفافا ينم عن رقة وعذوبة
حروف رقيقة عذبة استطاعت أن تمزح المشاعر والأحاسيس فتخرج لنا شهدا فية طراوة الحداثة ومذاق التراث حملتنا في زورق صنع من الهدوء النفسي وحمل بالحنان تلقي بكل ما يعن لها من ألم خارج الروح لتبعث الأمل في النفوس وتعلمنا كيف تكون التضحية والتسامح عندما يشدنا الحب برباطه
الشاعرة الناقدة عطاف سالم اعذري يراعي حين جاء إليك بإعجاب المتلقي لا بإمكانية الناقد لأن الأنامل التي يمتطيها لست ناقدة
الشاعرة القديرة والناقدة المتميزة التي هذبت يراعها
حتى كان فرشاةً تحدد أطر النصوص وتبين جمالها
وتارةً أتى مدية تحفر به في قلبها ذكريات عبرت
فضاء هذه الروح التي أدمنت تكسّر أمواج الهموم عليها
هكذا أقرأ الروح التي كتبت هذه القصيدة الرائعة
رغم أن ذوقي غير الناضج نقدياً رأى تكرار-لأنت-
تسعة مرات هنا ملفتاً للنظر أضاع شيئاً لا يكاد يذكر
من انسيابية القصيدة الجميل..
فلا تعيري هذا الإلتفاتة أهمية القصيدة محكمة ومتماسكة
وذات بعد عاطفي شفاف حتى أحسست بدفئ نسيمها
بين جنبات الروح ولا يسعني إلا ان
ستظـل نجمـاً سابحـاً بمجرتـي
ستظـل طفـلـي أجـمـلَ الأولادِ
..............................
المبدعة دائماً عطاف سالم
قصيدة من أجمل ما قرأت لك سيدتي
ولكن البيت المقتبس أعلاه هو أكثر الأبيات التي تأثرتُ بها
دام لنا هذا الإبداع
تحياتي العطرة
أخوتي الفضلاء , وأخواتي الفضليات
تحية عابقة بودكم من لدن قلبي المشوق لنبلكم ..
معذرة عن التأخير عليكم ..
إنما هذه الأيام أنشغل بتمريض والدتي حفظها الله لي وشفاها ولاحرمني منها ولا منكم
سأعود إلى سموكم وسمو أحرفكم النورانية الخاطفة عندما تتحسن أحوالها ولو قليلاً
ولكم مني حتى حين ...
كل تقديري وكل احترامي
ولاعدمت هذه الأرواح ولاهذه الأقلام الأكثر عبقاً من ياسمين الحدائق
دمتم بألف خير
وبألف ود ..
وألف إبداع يأسرني
التوقيع
ما أطيب الدّنيا إذا رفرفتَ ياشعرُ
تسري بكَ الأشياءُ من عيدٍ إلى عيدِ
الموتُ فيكَ فضيلةٌ تحيا إلى الأبدِ
والعشقُ فيكَ روايةٌ مبرودةُ الجيدِ !
/
عطاف سالم
إنّ التي نظمت (إنَّ الذي) عقد اللؤلؤ هذا بهذه الروعة لشاعرة متمكنة من العاطفة الجياشة الناصعة الصدق قبل أن تكون متمكنة من الحرف
حماك الله أستاذتي عطاف، أنا ما تأخرت عن حرفك الجميل هذا و لكن لخلل فني لم يصل ردي مرتين
سلمت و بوركت و حييت و أدام الله عليك ألق الحرف و الإبداع، لمثلك مبدعة يطيب لنا أن نقرأ الشعر المعطر بالمسك و العنبر
دعواتي بالصحة و السلامة للوالدة حماكما الله