نداء إلى النفس

نِداء إلى النفس

كفى يا نفسُ قد طالَ العِتابُ
وبُغـيـتـنا يؤاخيها السَرابُ


تـغـيّـركـلّ شيءٍ في حياتي
وأنتِ كما أراكِ ولا جوابُ


كأنّــي والفؤاد ، بغـيـرذنبٍ
على طـرَفَـي نـقيضٍ نُـسـتـتابُ


أمانينا قُـبـيـلَ العـيـد تـتـرى
فلو ولّى تـلـقّـفـها الضبــــابُ


كأنّي ، والزمان بلا وفـــاءٍ
على كبدي لتحتربَ الحـــرابُ


كفى يا نفسُ فالماضي عصيّ
وحاضرنا تُـتـعـتعــهُ الذئـــابُ


تلاحـقــنـا النوائب حالكاتٍ
وتـشكو من تـداعـيـنـا الهضــابُ


نراوح في مجاهيل التمنّي
حيارى ليس يدركنا الصوابُ


ونغفو حول أطياف المآسي
وقِـدْمـًا قـلـد الحجْلَ الغــرابُ


فما الإيـثـار قـلّدنـا وشاحــًا
ولا صَببُ الدموع لـه ثــــــــوابُ


كفى يا نفسُ فالمعنى تعرى

وقلبي إن فـقهـتِ بـه الثوابُ


لأن شغافه عند التجلي
فـضاءٌ منه تأتـلـقُ الشهـــــابُ


يزفُّ إلى حماك سنا ضياءٍ
أنـيـقـــًا لا يـطـاولــه حجــابُ


وأنتِ بغيره محضُ اغترارٍ
ووهـمٌ من مثالـبه الخـــرابُ


رجوتك فارحلي عني بعيدًا
دعيني قبل أن يفنى الشبـــابُ


وإلّا فاطمئـنّي لا ترائي
حديـثـــك كـله سـمٌ وصــابُ


وإلا أين قافـيـتـي وحـبّـي؟
وأين ثـقـافـتـي أيــن الكتـابُ ؟


كفى يا نفسُ أدبني ودادي
بأهل الذوق يعرفني الصحابُ


أعالج من عواطرهـم سَقامي
فيطربني مع الدَّلـه الشـرابُ


يقول محدّثي وهو المعافى
لثمتُ هواهـمُ فــنما اللبابُ


رأيت النورَ متصلَ الأيادي
إلى المختار يحدوه انتسـابُ


رأيت جمالهم في كلِّ عينٍ
وعين القلب في الجُلىّ طِــلابُ


وهم صدر المحافل ، لا أبالي
إذا ما غافص البعضَ اضطــرابُ


ضحى الآمال نبراس الليالي
بهم تزكــــو الينابيــع العــــذابُ


بهم شــرُفَ الزمـان فراح يشدو
ألا هـــــذا المـكــرّمُ يا قِـبـابُ


فهل من منصفٍ هل من لبيبٍ
يـمـدّ يـديــه تـغـبـطـه الركابُ


عـهــودٌ بالبشير لها نوالٌ
وصــالٌ بالمـعـارف يُستطابُ


وليس بنافع الأغيار شعرٌ
وفـي قـســماتـه يــبدو اغترابُ


ولن تبقى الأزاهـر باسمات
وفي الدخــلاء يستذري السِّبابُ


تـباهوا بالجنون فيا لفكرٍ
مع الحسرات تـقـتـلـه الرغابُ


ويا تعس النفوس بلا حياءٍ
على كــلّ الجهـات لها انقـلابُ


كفى يا نفسُ وارتقبي نهوضي
إذا ما اشتقتُ والأحباب آبـــوا


سيقرض بالشرايين القوافي
ويرتجل القصيد ولا يهابُ


يبعثر كــلّ أركان التجافي
ويسمـق لامعــًا مـنـه الخطابُ


وينشد للكبار لــهُ نشيجٌ
يعاتبهم : لقد طال الغيابُ


لقد ناحت حمائم منتدانا
وكــم ذا عِــزّةٍ أبكــى العذابُ


وكم من عاشق هجر المغاني
ومن دمـعـاتــه التطــم العُـبابُ


كفى يا نفسُ وادّكري بياني
ولا تـنسين ما فعل المصــابُ


إذا لم تحسني الغايات دهرًا
وما وافاك يا أنتِ المتابُ


فــإنّـك طالقٌ مـنّـي ثلاثـًا
ومــا بعــد الثلاث لنا إيــابُ !!

إذا لم تحسني الغايات دهرًا
وما وافاك يا أنتِ المتابُ


فــإنّـك طالقٌ مـنّـي ثلاثـًا
ومــا بعــد الثلاث لنا إيــابُ !!
الشّاعر المتميّز رياض شلال المحمدي
قصيدة جيّدة...
مثيرة.....
تمتدّ مضامينها من النّص لتصيب النّفس فترنو الى رقائقها .
هي من القصائد التي نقرأها فينهمر الدّمع حارّا من العين وتسرّب في الجسم قشعريرة
فاللّهم نسأله التّوبة النّصوح والهداية .....
ودمت وسلمت أيّها القدير... فالطّلاق هنا ليس بأبغض الحلال.

بائية سامقة بحروفها والفاظها ومعانيها

بوح صادق لما نعاني من أيامنا وزماننا

صورة واقعية لما يمر به الانسان العربي

من ارهاصات ومتاعب تثقل كاهله

تعلق فوق النجوم لحلاوتها وطلاوتها

لا أخفي عليك شاعرنا الكريم قرأت القصيدة أكثر من مرة
وفي كل مرة أقف في بيت وكأن حروفه تخرج من داخلي لتصف مشاعري
في هذه الدنيا التي إختلف فيها كل شيء
وتغيرت المعايير
وباتت القيم في خبر كان

ختامها مسك
تستحق أن تعلق
دمت بخير
تحياتي

حوار مؤثر مع النفس واستحضار لقيم الماضي وعصيها على الحاضر المتأزم لإختلاف المعايير الأخلاقية التي نعيش..
واقع مزر بات يعصرنا ويحثنا على مساءلة النفوس ...هو حديث الذات للذات من خلاله جسدت عمق المأساة
أبدعت أخي الفاضل أ.رياض لافارقت حمائم الإبدع بساتينك..

دمت أخا ً يعانقه القلب
أعطر التحايا

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دعد كامل     إذا لم تحسني الغايات دهرًا وما وافاك يا أنتِ المتابُ فــإنّـك طالقٌ مـنّـي ثلاثـًا ومــا بعــد الثلاث لنا إيــابُ !! الشّاعر المتميّز رياض شلال المحمدي قصيدة جيّدة... مثيرة..... تمتدّ مضامينها من النّص لتصيب النّفس فترنو الى رقائقها . هي من القصائد التي نقرأها فينهمر الدّمع حارّا من العين وتسرّب في الجسم قشعريرة فاللّهم نسأله التّوبة النّصوح والهداية ..... ودمت وسلمت أيّها القدير... فالطّلاق هنا ليس بأبغض الحلال.

**(( إلى " دعد " الوفاءِ مضى بياني ... يبثّ العِطر ، يحملُهُ السحابُ
يُـقـشّــبُ بالـعـواطـــر ذا ثـنــاءٍ ... متى أتلــــــــــوه تبتهجُ القِصابُ
فشكري من صميم الروح يُهدى ... مع التقــديـــر ينقشهُ الخطابُ ))**

استاذي الفاضل..اني من عشاق الشعر ولكنه عصي عليَّ
قرأتها مرات..الجميل انني كنت ثملاً في فحواها..
فأليك الشكر ..لأنك امتعتنا برائعة..دمت بخير

الصديق الشاعر رياض شلال المحمدي

قصيدة جميلة في عاطفتها وأحاسيسها وروعة صياغتها وبديع صورتها

تعكس موهبة شعرية ومهارة لغوية متألقة

إعجابي وخالص تقديري

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور اسعد النجار     بائية سامقة بحروفها والفاظها ومعانيها بوح صادق لما نعاني من أيامنا وزماننا صورة واقعية لما يمر به الانسان العربي من ارهاصات ومتاعب تثقل كاهله تعلق فوق النجوم لحلاوتها وطلاوتها

**(( وحسبك من بهاء الصدقِ وافٍ ... بما أبديت من أدبٍ ، مُهابُ

مررْتَ على النظيم فدمْ وفيًّا ... على الخِلان ، تحملك الرّغابُ ))**

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواطف عبداللطيف     لا أخفي عليك شاعرنا الكريم قرأت القصيدة أكثر من مرة وفي كل مرة أقف في بيت وكأن حروفه تخرج من داخلي لتصف مشاعري في هذه الدنيا التي إختلف فيها كل شيء وتغيرت المعايير وباتت القيم في خبر كان ختامها مسك تستحق أن تعلق دمت بخير تحياتي

شكرًا جزيلاً سيدة النبع الكريمة على طيب الحضور والتقريض

الجميل الوافي ، طبت وطاب مقامك واللقا ، مع بليغ تقدير واحترام .