[SIZE="5"] [/ماكان ال( شسمه)إلا الأمل المهترئ ، أو الأمل الذي وِلِدٓ مذبوحاً ، مصلوبا ، ومضاعاً ليس لإيليشوا وحدها ، بل لكل من أدمن إنتظار الصّباح كي يهطل بأزرقه على العراق.
فحين يعتري ملامح الحقيقة ضبابٌ كاثفته ألف يد ويد ، وحين يتلاشى النّور الذي نميز به الخيط الأبيض من الخيط الأسود للعراق ، عندها لابد من خيال ماأتى به الأوّلون ؛ لأن ماجرى هنا ومايزال فاق قصص الخيال برعبها ، ولونها الحالك.
ورواية (فرانكشتاين في بغداد) للرّوائي أحمد سعداوي لها وقع شديد الوطأة واللهجة على القارئ بل على الأوراق والسّطور وحتى على الشّمس ربّما ، فنجد ( الشّسمه)لا يخرج لدروب بغداد الا بعد الغروب ، وكاّن الرّاوي يخبرنا أنّه ماكان ليظهر هذا المخلوق (الشّسمه )بوجهه المرعب ، وقبحه الا بعد ان أستبيحت بغداد وشمسهاعلى يد المحتل تارة وعلى يد العاقّين من أبنائها. هؤلاء العاقّين كانوا هم المسؤولين عن مقتل (حسيب ) بانفجار كبير ماأبقى منه شيئا الأمر الذي أدى أن تهيم روحه بين الشوارع والمدن والأنهار والمقابر على وجهها باحثة عن جسدها كي تدفن معه ، فتنصحه روح أخرى لشاب وجدت قبر جثتها أن يسارع في إيجاد قبره وحثته قبل أن " تنلاص" عليه ..
فالإنفجارات تتزايد والأشلاء تتكاثر وعليه أن يلم شمل روحه بجثته قبل أن تحتلها روح أخرى تبحث عن جسدها الذي ماترك لها انفجار ما خلية تذكر على وجه البسيطة هي الأخرى .
، فتجد روح ُحسيب ٍ ضالتها هناك ؛ في مأوى هادي العتّاگ ؛ الذي أصابه فقدانه لصديقه في إنفجار آخر مسّ من الجنون ، لكنه جنون من نوع آخر، جنون التّشبّث بالحياة ، ورفضه لفكرة فقدانه لصديقه ؛ فراح يجمع من أشلاء الجثث المبعثرة بين المزابل والأرصفة كي يكوّن جثة يحقّ لها أن تُدْفَنَ كما تستحق بعد أن فشل العراقي أن يعيش كما يستحق الإنسان. فتصبح هذه الجثّةمأوى رمزيا لروح حسيب لتلتقطها جارة هادي العتّاك العجوز الأرمنية التي تعيش حالة انتظار إبنها دانيال منذ عشرين عاما ، لقد ابتلعته الحرب هو الآخر وظلت متشبثة بأمل عودته وقيامه من موته فلابد من استكمال قصة المخلص والتماهي معه كي تستمر الحياة معها ومع المنتظرين لحبل النّجاة في صورة قاتمة ملؤها ضباب الزّمن العراقي العجيب الذي يتدخل في مصيره ليس صراع السياسيين وحدهم وإنما السّحرة وصراعهم ، فتّاحي الفال ، وعود القدّيسين ، و... نوال الوزير.
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟