أنتهز فرصة التيار في المقهى فأكتب ما تيسر-فاعذروني-ولكم كل الود إلى من يهمه الأمر نَزَلْتَ على خرائبهـا غُرابـا فَعَمَّ الشـؤمُ وازدادت خرابـا ** فلا شورى أَتيـتَ بهـا إلينـا ولا خُضْنا لمنصبـكَ انتخابـا ** صَنَعْتَ لنا من الأشـواكِ زاداً وأَترعتْ الكؤوسَ لنـا عذابـا ** وقد كانت لنـا قبـلاً ربيعـاً فلمـا جِئْتَهـا صـارت يبابـا ** أتيتَ لتبعـدَ السكيـنَ عنهـا فحينَ نزلتَهـا مُلِئَـتْ حرابـا ** حملنا عنـك أَوزارَ الخطايـا وعايشنا المتاعـبَ والصعابـا ** ركبتَ الموجةَ الهوجاءَ حُمْقـاً فأغرقتَ السفينـةَ والصحابـا ** فمن أعطاكَ بالفتـوى زمامـاً لِتجعلَنـا لمـا تهـوى ركابـا ** فَعَنْ جهلٍ تـزجُّ بنـا وقـوداً وتغرس في ضمير الشعب نابا ** فَمِنْ بلـواكَ أن زدنـا شتاتـاً ومن فتواك نـزداد اغترابـا ** حملناهـا هويتـنـا وطُفْـنـا فلم تفتـحْ لنـا الأقـدارُ بابـا ** وَخُضْنا لُجّةَ الأسفارِ عمـراً لعل الكـونَ يمنحُنـا انتسابـا ** تَمُـرُّ بنـا الليالـي حالكـاتٍ وذي الأيامُ تفقدُنـا الصوابـا ** فلا أمـلٌ يَـرِفُّ لـه جنـاحٌ ولا بُشرى تَزُفُّ لنـا الإيابـا ** فكم شربَ الأَديمُ لنـا دمـاءً وكم مضغَ الترابُ لنا شبابـا ** فكان حصادُنا منهـا هشيمـاً وكان شرابنـا سُمّـاً وصابـا ** كأنـا كلمـا هَـدّوا عـمـاداً نَظَرْنا فيكَ وازددنـا ارتيابـا ** وأسألُ كلمـا اكتظـتْ قبـورٌ عـلام تعـودُ منتفخـاً ثيابـا ** وأَعلمُ أن بطنَ الأرضِ خيـرٌ إذا لم نفتحْ الماضـي حسابـا ** سَيَفْهَمُ كل من غَضّوا عيونـا عن الأوغادِ أو آخوا الذئابـا ** بأنّ عواصفَ التاريـخ يومـاً ستغشاهم-وتَذْروهـم تـرابـا