صيف و كبرياء

صيف و كبرياء

شعر: العربي حاج صحراوي


-1-
هب حلم ؛
وهواء الشرق نادى ،
وكسا الصيف رحيل ونهاية،
و العصافيرمضت تذكر ما كان
و تخشى بعد أيام بكاء وخريف ،
وبقايا سنبلات الفصل
تغني عن حديت و حكاية ،
فاذكري حلوى و تمر ،
ولقاءات مضت تلهو بعمر ،
واذكري أجمل ماكان على مر السنين ،
واذكري كل الذي للعاشقين
من تفاهات وأحلام طفولة ،
ومهمات و ألوان رجولة.
-2-
أيها العابر دربا وجراح ،،
لم تعد مريم في هذا الصباح ،،
أو يغني بلبل لحن ربيع مستباح،،
أغلق الباب و لا من مطر ،،
أو بقايا أغنيات أخر ،،
تحدثت مع ذاك الشجر ،،
وتسللت أريد التين و الأعناب لكن ما لها من أثر ،
لم أجد الا ظلال ،،
ودروبا موحشة ،،
أينه الماء الزلال ؟
أينها أنسامها المنعشة ؟
أين رنات الحمام؟
ورذاذات الغمام؟
أترى ما عاد صوت من سماء
وغدا البحر بلا خوف و ماء ؟
أترى العمر انتهى قبل البداية ؟.
-3-
لا تلومي النار لو يوما مضت تأكل عشبا،،
أو محبا راح يهديك أحاسيس وقلبا ،
أو رأيت الرجل الأكبر قد أصبح طفلا،
فهواك الهادئ الصامت قد أصبح صعبا.
لا تلومي من تغنى باكيا يرجو عذابا ،
أو من الشوق تمنى عند ملقاك ذهابا،
كل هذا جائز يا هذه الأنثى التي كانت سرابا .
لا تلومي رمل صحراء ونخلا،
فالعطاشى لا ينامون كثيرا
واذا ما أصبحوا راحوا يعانون كثيرا .
-4-
قد تمنيت وكان الفجر يبدو من بعيد ،،
ونباتات الخريف العاشقات الغد تبكي ،
ومواويل شتائي كالمذابح ،،
وأنا العاشق أستقرئ أحزانا بفنجان لعراف المدينة .
من متى كنت وكان الكون أسرار سؤال ؟
من متى و الحب لا يعنو لتفسير امام ؟
من متى كان جوابي لا جواب ؟
من متى غير صيفي طبعه مثل شتائي ،
ورأيت النار لا ترهب ماء ؟
قد تمنيت كثيرا،
وتسلقت سقوطي طول أفراح المدينة ،،
و تعرفت على كل المقابر ،،
و كتبت السر جهرا،،
ومضى العاشق في صمت يفاخر:
لا أنا سيد عهد العاشقين ،،
كم بكت عندي أميرات القصور،،
و فتحت المدن الكبرى وأحضرت العصور ،،
وبثثت الروح في التاريخ ، أحضرت البدور ،،
بك جئت الناس ،، نصبتك شمسا،،
قلت والله أنا شاعركم سيد أسراب الصقور .


-25.26- جويلية-2014-