ما بين الحمار والدب ضاع البعير الأجواء الدولية مشحونة ومحمومة بالتحليلات المتضاربة التي تعصف العالم اليوم ،والمنطقة العربية والشرق الأوسط خاصة ،أن السياسات المعلنة للدول الكبرى ليست بالضرورة توحي بالهدف المراد تنفيذه. بعد انكفاء على الداخل منذ انهيار الأتحاد السوفيتي واعلان امريكا سياسة القطب الواحد دخل العالم مرحلة جديدة ولكنها ليست نهاية التاريخ كما ذكر ذلك مؤلف كتاب نهاية التاريخ والانسان (فرانسيس يوكوياما)والصادر عام 1992 في قراءة خاطئة لمجريات التاريخ منذ الخليقة وصورة عن عنجهية العقل الأمريكي في تخطي ارادة الشعوب ومن هذه القراءة الخاطئة راح الحمار الأمريكي يرفس اينما يشاء دون رادع أخلاقي،ولأن الشرق الأوسط مفتاح العالم ولأن السياسة الأمركية هي اداة بيد الصهيونية ،فمراكز البحوث الأستراتيجية ومعاهد واكاديميات الولايات المتحدة الأمريكية ثلثي دراساتها وبحوثها تركز على الشرق الأوسط ولإن مفتاح الشرق هو العراق لأعتبارات شتى ،حضارية وموقع وتركيبة سكانية ووجه عروبي متقدم كان قرار غزو العراق بتعاون عربي غبي قصير النظر وحلف ذكي من تحت الطاولة مع ايران.وتداعت كلعبة الدينمو الأقطار العربية،إلا أن تكلفة الحرب الباهضة قادت الى انكفاء الحمار الأمريكي ولكنها استمرت بمشروعها الخبيث لتمزيق الوطن العربي وفق نظرية الفوضى الخلاقة فخلقت منظمات ارهابية بصنيعة ايرانية وتمويل امريكي وتحويل منطقة الشرق الأوسط الى جذب لكل المتطرفين من كل المذاهب للتصادم،شعرت روسيا بالخطر وبنفس الوقت شعرت إن الأنكفاء الأمريكي وغياب الأرادة لدي العرب فإن الوقت قد حان لأخذ زمام المبادرة فكان جس النبض في القرم وعندما وجدت ردود الأفعال لدى الغرب مترددة وليست ذات فعالية،دخلت بقوة الى الشرق عبر يسوريا بضربة أستباقية للمشروع الأمريكي ولفرض مشروعها بعد ان عجزت ايران وحلفائها من تنفيذه،وهذا ما صرح به بوتين ومن ثم ميدفيدف رئيس وزرائه بأن(دخولنا بقوة لسوريا للحفاض على الأمن القومي ولأن هناك عشرات الألاف من الشيشانيين والقوقازيين يقاتلون في سوريا وعودتهم خطر علينا) واضح انها حرباً باردة على شفير حرباً كونية،كل هذا يأتي والعرب اما متفرجون على مصير شعوبهم او منقسمين بين المعسكرين،واصبح التأييد للتدخل الأجنبي الأمريكي
والروسي والأيراني بحجة داعش واخواتها بالرضاعة يعطي صورة عن غياب الوعي
الوطني والعمالة التي تنخر السياسيين وبعض الحمهور المغيب
وذوي النظرة الضيقة والطائفية المقيتة ليرحبو بكل محتل وغازي
بحجج واهية بعيدة عن الولاء للوطن وواضح لكل ذي بصيرة ان السبب والمبرر لن ينتهي إلا بتفيذ احد المشاريع لذا دخل الجميع في سباق محموم .ربما وهو المرجح ان امريكا خططت بعناية لجر الروس الى المستنقع السوري وربما افغنة سوريا(نسبة الى افغانستان ابان الأحتلال السوفيتي وما تلته من هزيمة) ولكن...(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) قصي المحمود
بالنسبة لي ولك أخي قصي وللمواطن المسكين ليس لدينا مانخسره (المبلل ميخاف من المطر) فأرضنا خراب وشعبنا منتشر بآفاق الدنيا...خليهم يجون ويتكاونون وعسى نارهم تاكل حطبهم...الربع يريدون روسيا عبالهم تفزعلهم لأن عيونهم زرك وشعرهم أشكر..من طاح حظ كل غبي أثول...
بالنسبة لي ولك أخي قصي وللمواطن المسكين ليس لدينا مانخسره (المبلل ميخاف من المطر) فأرضنا خراب وشعبنا منتشر بآفاق الدنيا...خليهم يجون ويتكاونون وعسى نارهم تاكل حطبهم...الربع يريدون روسيا عبالهم تفزعلهم لأن عيونهم زرك وشعرهم أشكر..من طاح حظ كل غبي أثول...
مايحدث في الوطن العربي لايعني غياب الوعي الثوري والحس الوطني
ان زمام المبادرة بيد الحكام وهؤلاء تابعون فهم والشعب لاحول له ولاقوة
بسبب القيود التي يفرضها الحكام وقادة الجيش أعمتهم الأموال والمناصب
وصار وضعنا كما يقول المثل شليله وضايع راسها
تحياتي
مرحبا بالصديق د.اسعد
ما قلته غياب الحس الوطني عند البعض،وهذا البعض هو الذي مكن هؤلاء من امتلاكهم ادوات التسلط
مع دعم هذه الدول الطامعة في بلداننا ،وجود الأرضية اقتنصتها دول اقليمية ودولية لتسليط هذه الحفنة
الجاهلة..
ان المشروع الأمريكي لم يكن وليد اليوم،والتحالف الغربي مع دول اقليمية غير عربية ليس وليد اليوم
وانت البابلي الأصيل وبجوارك اثار بابل..سترى اول حلف لخرابها وسبيها..
نعم...ما دام مثلك موجودين يمتلكون الوعي وإن همشوا ولكنهم هم القدوة ..فأن عودة الروح للوطن وللأمة
قادمة بأذن الله
لفت نظري العنوان وشعرت بأنني في غابة لعناصر العنوان " الحمار والدب والبعير" هذا جعلني أفكر لبرهة ووجدت أن العنوان موفق جداً ..فهذا الثلاثي يوضح دورة الصراع من أجل البقاء وهذا بالضبط شريع الغاب..
علينا أن نتفق على حقيقة مهمة وهي أن البقاء للأقوى والأفضل...ببساطة لأن مفاتيح السيطرة بأيديهم..أن نكون نحن البعير فهذا نتيجة لما صنعته أيدينا وعجزنا وكسلنا..
أمريكا وروسيا القوتين الأعظم في العالم ينسقون في بينهما حتى لو أظهرا العكس لكن بينهما مصالح مشتركة والخارطة العالمية مقسمة بالعدل بينهما.. حتى تحالفاتهم مع الدول الأخرى مدروسة ومتفق عليها..
ولأن منطقة الشرق الأوسط هي نقطة الغليان نظراً لأهميتها الجيوسياسية والاقتصادية فأن السياسات لكل من روسيا وأمريكا تٌبنى إحكام السيطرة على هذه المنطقة ..
الى جانب الوجود الصهيوني في المنطقة والمبارك من كلتا القوتين العظمتين وأوروبا..هذا سبب أخر يعزز تواجدهما في المنطقة..
للسيطرة على دولة ما او منطقة جغرافية ما يتوجب إضعافها عسكرياً وجعلها تابعة اقتصادياً ومهزوزة سياسياً عن طريق تعيين خيال مآتة كرئيس لها والعمل بأجندتهما ..أو الدخول معها في حرب..وهذا ما تم وكانت البداية من العراق..والتي كانت تعتبر أقوى دولة عربية تملك جيش قوي وموقعها الاستراتيجي مهم الى جانب الثروة النفطية التي تتمتع بها..ولأن صدام حسين لم يخضع لهم فكان الخيار التاني هو غزو العراق وتدمير البنى التحتية فيه وإنهاكه اقتصادياً وتعيين مجموعة من خيال المأتة التي تأتمر بأمرهم..ثم ترك الباب موارباً لدخول الإيرانيين للعبث والأخذ بثأره من الدولة التي وقفت في وجهه لسنين طويلة على مبدأ " فخار يكسر بعضه"
كانت العراق حصة أمريكا لذلك لم تتدخل روسيا ..وعندما حدث ما حدث في روسيا رجعت أمريكا للخلف وظهرت روسيا ..لكن في كل الحالات متفقين على النتائج..
لا شك بأن ضعف الدول العربية وتبعيتها اللامحدودة للغرب جعلها تساوي صفر في ميزان القوة وليس لها أي تأثير فاعل ولذلك سهل السيطرة عليهم..بل وتم استخدامهم ليكونوا أداوات تساعد في عملية تدمير الدول المستهدفة..
أعترف بأنني كنت ممن فرحوا بلا حدود للثورات العربية وكنت أقاتل من أجل إثبات انها ثورات شعبية..لكن بعد خمس سنوات تبين أن الدول العربية يتم رسم مستقبلها في أمريكا وروسيا..
احباط لا متناهي لكن للأسف هذه الحقيقة...
صدقت أديبنا المكرم قصي ..لقد ضاع البعير ما بين الدب والحمار..
مقالة قيمة..تحتاج لعودة أخرى..ربما أعود حسب مسار الحوار..
مداخلة رائعة ..وقراءة ذكية للمعطيات العربية والمحلية والدولية
الحمار هو شعار حزبي امريكي والدب يرمز لروسيا والبعير يرمزللعربي
ان ضياع الإرادة ومقومات السيادة الوطنية وهي في عالم السياسة
لا يختلف فيها اثنان..القرار السياسي المستقل..وأقتصاد متين وجيش
قوي ..هذه الركائز لمقومات السيادة اختفت في الوطن العربي رغم ان
هناك مؤشرات صحوة عربية ولكنها ليست بذات المتانة ولا زالت هشة
المشاريع قائمة على قدم وساق..مشاريع محلية ودولية ..إلا العرب غاب
عنهم مشروعهم...
فكل عمل..له ثلاث مقومات..عملياتي وتعبوي واستراتيجي..
العرب يعملون بالعاملين الأولين ويغيب عنهم الأخير وهو الإستراتيجي
الأديبة المقتدرة والزميلة هنا في قسم المقال والصديقة الغالية سلوى انتظر
معك مشاركة الزميلات والزملاء..وعودة ميمونة لك
تقبلي تحياتي ومودتي وتقديري