وكيف للعين أن تغمض والحبيب يسكن كل الأماكن..إغماضة العين تعني ضياع لحظة من العمر..كيف للعين أن تغمض والقلب مشتعل بالشوق والقلق ..كيف للعين أن تغمض والحياة صحراء قاحلة إلا من بعض مشاهد نجترها كلما أحرقتنا الذكريات
في غيابك..
فقدت بوصلة الإتجاه،معلقاً في الفراغ
كأني غادرت ضجيج الصخب
وعدت للسكون.....
أتكور في رحم الشوق
وحبل المشيمة أنتِ، منه أجتر رحيق البقاء
نبضك المجنون بوصلتي..يدلني عليك ويأخذني اليك..
نبضك المجنون يملأ خارطتي بطرق كثيرة تبدأ بك وتنتهي عندك..
نبضك المجنون يأسرني في مدار لا يعرف نجم إلاكِ..
لا تغيبي حتى لا أفقد جاذبيتي وتذروني رياح الغربة..
في غيابك يعشش الفراغ في كل زاوية وتنزوي الأماكن التي تحبك في اكتئاب..
لا تغيبي حتى لا تتبعثر أنفاسي وتتخثر أشواقي وأصاب بذبحة حنين لا شفاء منها..
لا تغيبي حتى لا أنسى ألوان البهجة وأتوه في منطقة رمادية تلتهم ومضات الأمل في لقياكِ..
بك ومعك فقط تصبح لدي قابلية للحياة..
في غيابك..
كل المساءات تحتضر
والخواطر والشعر والنثر
ورهبان الوجد يرتلون أدعية الإشتهاء
وَزَبد الغياب يغرق البلسم المشتاق
أواه ايتها الشقية..
كيف خطر ببالك
من اباح لك ذلك
ان تتغيبي عن الضحية
لم تعد الصباحات باسمة منذ لوحت بالغياب وغاب عنها صوت ابتسامتك
وبقي فنجان قهوتي/قهوتك مقهوراً منذ أن غابت عنه شفتاك
أما المساءات فلا تسأليني عنها
تتلقفني أريكة وتلفظني أخرى
وسيجارة بين أصابعي تستلم مهمة الاحتراق من سيجارة قبلها
يدور رأسي في أتون الفكر المأسور ما بين طيفك وبينك
أهرب الى شرفتي وأتحسس كل مكان لامسته يديك
فيدور في رأسي شريط من المشاهد انت وحدك فيها البطل
كيف هان عليك أن تسدلي الستار وتتركيني أشاهد العدم؟
أواه ايتها الشقية
من اباح لك،ان تتركي النار متقدة
تأكل بقاياها،وطفح الوجع يلتهم الرماد
وحمق الشوق،يتوسل طيفك برعونة
كيف هنت عليك وكيف طاب لك احتراقي
لقد تورطت في تفاصيلك حد الشغف
وأصبحت أراك بحجم مساحات لهفتي وشوقي اليك
وأترنح منتشياً بهمسة شاردة منك استحضرتها لأطفئ بعض من احتراقي..
في غيابك..
هناك حيث الثلج والمدفأة
ارتحل اليك ممتطيا مهرة مطر جامحة
ومن تحت باب غرفتك أدس لك بعض الدفء
وصوتاً عذباً يهمس اليك (وحشتني)
هناك حيث نواقيس الأحد تنوح
والرياحين تسود الأرصفة
انوح بشهقة وجع وأعصار الم
ليتك قربي.....
لأقبلك بالف فم
لن أسمح للصقيع أن يغتال دفء مشاعرك
سأغرس حولك زوايا مشمسة، وبستان من أزاهير تقيم لك مراسيم الاستقبال اليومي
سأقف بالمرصاد لكل الغيمات القاتمة حتى لا تصيبك بالكآبة
سأصد الريح حتى لا يطرق باب حديقتك بقسوة
وحده الربيع يليق بك ..فأنت زنبقتي الرقيقة
سأفرش لك جفني وأغطيك بأهدابي وأحملك في عمق لهفتي
وحتى تعودي سأظل ممدداً في المساحة ما بين شوقي لك ولهفتي للقاءك
رد: قراءة نقدية لنصي (في غيابك)للأديبة القديرة سلوى حماد
موضوعكم استاذنا المكرم يشد القاريء حقاً من العنوان حتى نهايته
وكان يستحق أن يقرأ بعمق وما تناوله من قبل المكرمة سلوى الا لأنه من المستوى العالي والذي يوجب التوقف على حافاته والتلذذ بصوره وأمواجه
لذلك كان لسلوى السبق في تأطيره بحرفها الأنيق ولاغرابة في ذلك وهي المتمكنة والقادرة على رسم المشاعر بصدق حين يلامس الحرف شغاف قلبها
رد: قراءة نقدية لنصي (في غيابك)للأديبة القديرة سلوى حماد
الصديق الأديب قصي المحمود..
ثمة نصوص تستفز القلم وتستحضر الأفكار ويكون التفاعل معها تلقائياً وارتجالياً..نصك " في غيابك" من هذا النوع.
حقيقة النص كان رائعاً ومحفزاً على القراءة لعدة مرات..كان نصاً وجدانياً فيه من الصور البلاغية والمشاعر الجميلة الكثير..
لا أحضر أبداً لعمل قراءة لنص ما ولكن عندما يستفزني نص فاخر كنصك أنطلق بعفوية وأكتب دون تخطيط حتى أسجل الانطباع الأول عن النص والذي دائماً يكون هو الأصدق.
بدون مجاملة وأنت تعرفني بأنني لا أحب المجاملة خاصة في الأمور الأدبية ..يعتبر هذا النص نقلة نوعية لقلمك ..الفكرة عميقة والصور باذخة والتعبير كان أنيقاً..
أسعدني أن تعتبر تفاعلي العفوي قراءة وأسعدني أكثر انها حازت على إعجابك..
في انتظار المزيد من هذه النصوص الباسقة المحفزة على التفاعل...
رد: قراءة نقدية لنصي (في غيابك)للأديبة القديرة سلوى حماد
الله..
كم كان رائعا المكوث في هذا الفناء البهي المتداخل أرواحا وبيانا ولغة ومعان وألق!!
القدير القصي.. والسامقة السلوى..
أي كلام يقال في حضرة هذا البوح؟
هذا التمازج القيم فكريا ما تناولته قرائح الأديبين برفعة وعلو كاعب!!
أشكر الله أن هذا العرض الأدبي المتميز لم يفتني..
حفظكما الله وأبقاكما ذخرا
خالص تقدير وامتنان
أخوكم بتواضع