نشاط الأداء القرائي يغيب عنه منهج الأداء القرائي في دليل الفهم 2015م ودليل 3 ب 2016
نشاط الأداء القرائي يغيب عنه منهج الأداء القرائيفي دليل الفهم 2015م ودليل 3 ب 2016م
(1)
ظهر نشاط "الأداء القرائي" في الدليل (نماذج استرشادية لأنشطة مهارات تدريس القراءة للصفوف الثلاثة الأولى .. الطلاقة والفهم، 2015م)، ص22 و23: [نشاط من أنشطة الطلاقة، الأداء القرائي، نموذج من الوحدة الثانية للصف الثالث درس "حي الأشجار"]. ولم يتكرر على عادة تكرار الأنشطة الجديدة مع دروس لمختلف الصفوف في هذا الدليل.
ثم جاء (الدليل الإرشادي للصف الثالث الابتدائي، الفصل الدراسي الثاني، يناير 2016م)، ص12؛ ليورد نموذجا مقتبسا روحا من دليل 2015م كالآتي:
{الطلاقة- الأداء القرائي
الهدف: أن يكتسب التلميذ القدرة على النطق السليم للكلمات مع تمثيل المعنى، وأن يكتسب التلميذ مهارتي الا ستماع و الحوار.
تقديم النشاط (التهيئة): سنعرف اليوم كيفية القر اءة المعبرة عن المعنى.
إجراءات النشاط: يطلب المعلم من التلاميذ أن يستمعوا إليه كيف يقرأ الحوار من الدرس قراءة معبرة، فيقرأ مثلاً عبارة الفراشة الحمراء: (أهلا بك يا صديقي في واحتنا الجميلة). ثم يقرأ عبارة (السائح في سرور: أهلاً بك يا صديقتي)- بصوت مختلف يعبر عن المضمون. ثم يطلب المعلم من أحد التلاميذ أن يقف مكانه ويقرأ الحوار على ألسنة شخصيات الدرس، ويغير صوته وأداءه مع كل شخصية معبرا عن المعنى. ثم يشجع المعلم التلاميذ على القراءة مع مراعاة التمثيل الصوتي للحوار أمام التلاميذ، وغير مطلوب منهم أن يحفظوا النص بل المطلوب هو التركيز في الأداء القرائي وتمثيل المعنى وليس تمثيل الشخصية}.
وتكرر ذات المحتوى مرتين: مرة ص35 و36، وأخرى 65 و66، وكلتاهما جاءت بصيغة دليل 2015م.
(2)
ماذا لحظنا؟
لحظنا كلاما عاما يتنافى مع إجرائية الأدلة الإرشادية.
كيف؟
نجد كلاما عاما لا يُعلم المعلم كيف يؤدي، ولا يرسم له دربا معبدا على عادة الادلة الإرشادية في غير هذا النشاط، بل يتركه لنفسه.
قد يقول قائل: هذا هو المطلوب؛ فليس هناك وسيلة كتابية تعلمه الأداء، كما يمكن أن يُتدارك ذلك في الدورات التدريبية!
وجواب هذا يسير، بل جد يسير.
كيف؟
هناك وسيلة كتابية تبين للمعلم كيف يؤدي.
ما هي؟
إنها وسيلة "مخطط العرض، او السيناريو"، وهي وسيلة متبعة في تعليم الإلقاء، بل إنها مستخدمة مع المذيعين؛ فتحدد لهم أين يقفون وكيف يؤدون.
فلمَ لمْ يستخدمها الدليل الأول ولا الدليل الآخر؟
لا أدري!
(3)
وحتى لا يكون تعليقي نظريا عاما فأُتهم بما أَتهم به أورد هذا النموذج الذي وضعتُه عند تدريب التلاميذ على أداء ندوة تنظمها التربية الاجتماعية في الفترة من 14/4/2016م إلى 24/4/2016م، ولم أُفصِّل فيها إلى مستوى التنغيم الذي يحكي المد بتكرار حرف المد وغير ذلك من وسائل باتت معروفة مشهورة مستخدمة لا سيما بعد وجود علامات وإشارات تدل على العاطفة بحالاتها في منتديات الشبكة العلمية ومواقعها التواصلية كالـFACEBOOK وغيره، بل اكتفيت ببيان الحالات النفسية العامة التي توضح التأثير المطلوب الذي يجب أن يحدثه التلميذ في نفوس من يسمعونه.
***
مخطط عرض مبادرة/سيناريو (معا لتحقيق قيم الانضباط المدرسي)
/نظرة إلى الجمهور بطيئة مستعرضة تستعد فيها لبدء الكلام، ثم تبدأ قائلا بهدوء بصوت يتصاعد تدريجا:/
باسم الله،
والصلاة والسلام على رسول الله،
وبعد، أيها الجمع الكريم، أشكركم جميعا على حضوركم اليوم للاستماع إلى مجريات الندوة التي شعارها (معا لتحقيق قيم الانضباط المدرسي)، الذي رأى القائم على تنفيذها أن ينفذها بهذه الصورة المبتكرة.
/تسكت، وتعيد تأمل الحاضرين؛ لتمكِّن تأثير كلامك السابق فيهم، ثم تبدأ بهذا السؤال/
ما هي هذه الصورة المبتكرة؟
/تكرر السؤال مرة أخرى بإشراكهم معك بتحويل صيغة الكلام إلى الخطاب/
لكم أن تسالوا: ما هذه الصورة المبتكرة؟
/لا تعاجلهم بالجواب، بل قدم لجوابك بما يؤكد التواصل بينكما/
وإن الجواب عن هذا السؤال ليس بخاف عليكم؛ فأنا جزء منه، وكلامي معكم، واستماعكم إليَّ مكوِّنٌ من مكوناته.
/تبادرهم بالجواب الصريح بعد أن تكون إثارتك إياهم قد بلغت شأوا، تقول:/
لقد رأى منفذ الندوة أن ينهض التلاميذ بهذه الندوة فيكونوا هم المحاضرين، وأن يكون الكبار هم جمهور الندوة ومستمعيها؛ تنفيذا لفكرة نفذناها في الفصل قبل ذلك تحت عنوان "دوري المحاضرات"؛ فأدعو الله تعالى أن يلهمنا التوفيق والسداد!
/تعيد الكلام إلى ضمير المتكلم، فتقول:/
وهأنذا بينكم قد بدأتها؛ فأهلا بكم!
/تسكت زمنا ليس بالقصير، ثم تستأنف معرفا شعار الندوة، فتقول:/ الحضور الطيب المفضال، ندوتنا تستحضر قيما تجعلنا نسأل أنفسنا /تسكت سكتة قصيرة، ثم تقول:/ ما المدرسة؟ /تلتفت في كلامك إلى الخطاب لتشركهم معك، وتدفعهم إلى التفكير الممهد للتعريف الإجرائي الذي ستتبناه في هذه الندوة، فتقول:/ لعلكم جميعا تعرفون ذلك، لكنني أرغب في صياغة هذه المعرفة في الآتي.
/ تسكت سكتة قصيرة، ثم تستأنف قائلا:/
وهذه الصياغة لن تكون شخصية، بل ستكون نقلا عن المربين الأكاديميين الذين يؤطرون واقعهم وواقعنا بأطر نظرية تجعل المعلومة في متناول اليد، والذين وقفتُ على كلامهم من خلال إجراء بحث في ظل الاستعدادات لهذه الندوة.
/تتحرك في مكانك حركة خلفية خفيفة، ثم تقول متسائلا:/ ماذا قالوا؟
/تتحرك بجسمك باتجاههم قائلا:/ لقد قالوا: المدرسة مؤسسة اجتماعية ينشئها المجتمع ليغرس المواطنة في نفوس النشء.
/تسكت سكتة خفيفة، ثم تقول:/ كيف يكون ذلك؟
/تجيب من دون فاصل قائلا:/
يكون ذلك بتحديد القيم التي يريدها ذلك المجتمع لهذا النشء، فيعمد إلى إكسابهم إياها من خلال عدة عناصر.
/تواصل/.
ما هي هذه العناصر؟
إنها: المجتمع المدرسي الذي يحتوي راشدين ناضجين هم إدارة المدرسة وهيئتها التعليمية، وهؤلاء هم ولاة الأمر المدرسي. ويحتوينا نحن التلاميذ المستهدفين الذين نرى هؤلاء فيمثلون لنا القدوة القريبة المؤثرة الفاعلة في أنفسنا وعقولنا وأرواحنا من خلال المواقف الحياتية اللحظية.
/تسكت، وتركز البصر في الكبار الجالسين، ثم تتابع قائلا:/
وبالمقرر التعليمي الذي يتضمن قضايا مُتضمَّنة يحددها المجتمع في هيئته المعنية بهذا الشأن المسماة "وزارة التربية والتعليم"، فيصمم مواقف تعليمية تربوية نأخذ فيها المعلومة والقيمة المربية.
/تلخص كلامك بصيغة أخرى قائلا:/
إذًا، المدرسة مؤسسة اجتماعية صغرى تصب فيها المؤسسة الاجتماعية الكبرى التي هي المجتمع بدءا بتحديد الأهداف والوسائل الموصلة إليها، وتعود تلك المؤسسة الصغرى انتهاءً لتصب في الكبرى لاحقا بخريجيها؛ فإن كانوا تخلَّقوا بأخلاق المجتمع وقيمه نهضوا به، وإلا فلن أحكي لكم ما تعرفونه!
/تسكت سكوتا يرسخ المعنى الذي قلته، ويمهد للنقلة الآتية. ثم تستأنف قائلا:/
ومن أين يأتي هذا المجتمع بقيمه؟
/تحرك منشور مسابقة اتحاد الطلاب، وتقربه منك، وتقول في أثناء ذلك:/
هذا ما يجيب عنه منشور اتحاد الطلاب من خلال مبادئ هذه الندوة وأهدافها للعام الدراسي 2015/2016م، وسأقرأها لكم.
/تمسك الورقة، ولا ترفعها رفعا يحول بين وجهك وعينيك وبين الحضور، ثم تقرأ:/
1- الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والتطبيق العملي لذلك من خلال السلوك اليومي والبعد عن أي قول أو عمل يتعارض وذلك.
2- تدعيم القيم وتأصيلها بين الطلاب من خلال تشجيع القدوة الطيبة بترسيخ أن كل حق يقابله واجب.
3- تأكيد قيم المواطنة بما يعزز الانتماء الوطني، والحفاظ على كل ما يدعم السلام الاجتماعي.
/تسكت، وتترك الورقة، ثم تقول:/
الإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته أساس هذا المجتمع، بل هو أساس الحياة؛ فلولاه لما خلق الله تعالى هذا الكون بمن فيه. يقول تعالى في سورة الذاريات: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 56 - 58].
/تسكت، ثم تعيد الآية الأولى قائلا:/
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56]. وحتى تعبده لا بد أن تعرفه معرفة لا تغيب عنك في تعاملك مع ذاتك والآخرين والأشياء؛ مما تجعلك تحقق النفع لك وللآخرين.
/تعلق بصرك بهم زمنا، ثم تمسك المنشور من جديد وتقول:/ الضيف الكرام، وماذا أيضا؟
4- تأكيد بناء الشخصية المصرية القادرة على مواجهة تحديات المستقبل.
5- إقامة المجتمع المنتج.
6- التعبير عن فكر الطلاب في إطار مسئولية مزدوجة (حقوق - واجبات).
7- تدعيم روح الأسرة داخل المجتمع المدرسي.
8- البعد عن السلوكيات غير السليمة وتعديلها إلى سلوكيات سوية مقبولة.
/تنظر إليهم صامتا، ثم تقول:/ معلمي ومعلماتي، هذه بعض المبادئ والأهداف التي يتغيا المجتمع الكبير تحقيقها في المجتمع المدرسي الصغير من خلالكم فينا نحن النشء حتى نتخلق بالضبط الاجتماعي الذي حث عليه ديننا الحنيف في شعيرته الكبرى (الأمر بالمعرف النهي عن المنكر) التي هي خصيصة الأمة الإسلام وأساس خيريتها، قال الله تعالى عنها في سورة آل عمران: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]. /تميل نغْمة صوتك غلى إنهاء الكلام، فتقل:/
بعد هذا البيان الذي أرجو ألا أكن قد أطلت فيه- أشكر لكم حسن استماعكم،