مهداة إلى الأستاذ الشاعر والناقد الوليد دويكات
مَالَتْ يُحَدِّثُ بالجَنانِ نَعيمُها
غَيْداءَ لم يَدَعِ البَيانَ نَديمُها
...
هَيْفاءَ تَسْتَوصي الأزاهرَ رقَّةً
فإذا تُحاكي الخَافقَينِ نجُومُها
...
وَتَكادُ تَسْتَرقُ المشَاعرَ خِلسَةً
وَأكادُ من وَضْحِ البُدورِ أرومُها
...
نَطَقَتْ ، فأغْشاني الغَمَامُ تحيَّةً
هيَ كالمَرايا ، وَالبَريقُ غريمُها
...
أو نفحةٌ قِبَلَ التَّظاهرِ أبرقتْ
ذكَرَتْكَ كيما يُستطابُ نسيمُها
...
لا والذي صانَ الخدورَ بديعُهُ
أجدى بنورِ الأمنياتِ قدومُها
...
عَذُبَتْ على نِعَمِ الرَّجاءِ وَطاوَلتْ
هذي يَواقيتُ القَريضِ رسُومُها
...
تَهَبُ الجَمال لكلِّ مَنْ يَهوى النَّدَى
مَلَكاتِهِ ، رَقَّى المحبَّ وَسيمُها
...
فَأنِخْ على العَتَباتِ سَلْ حِدَقَ المَها
أينَ العُيونُ السَّاحراتُ سُجُومُها
...
هل عندَ ركبانِ الشآم بقيَّةٌ
لسلافةٍ في القُدْسِ ذابَ شَميمُها
...
قل للمَآذنِ كيفَ أضناها النَّوى
وَجَعًا ، وكبَّرَ بالجِراحِ مُقيمُها ؟
...
هل ذاكرَ الزَّيتونَ قُدَّاسُ الهَوى
أمْ غالبتْ أنفاسَهُ تهويمُها ؟
...
أم شَقْشَقَاتُ لحونِهِ - يا مهجَتي
الحرَّى – يُغازلُ بالأنينِ كليمُها ؟
...
بلِّغْ رَياحينَ " الوَليدِ " حِكايةً
ما زالَ يَنتظرُ المَخاضَ عقيمُها !
...
أسْرِرْ لهُ أنْ قد دَنْتْ من سوحِهِ
أندى البَشَائر ، بَلَّنا تسنيمُها !
...
حتَّى استحَالتْ في اليَقينِ مَبَاهجًا
والصَّبْرُ - لو عَلِمَ الأَديبُ - رَقيمُها
...
وَهناكَ نَبْتَدِرُ الأراجيزَ التي
بحمى الأحبَّةِ يَهتدي ترْنيمُها
...
وهناك نزجي التَّهنئاتِ تَحفُّنا
صورُ الأهازيج النَّقِيُّ صَميمُها
...
شكرًا أخا الفُصْحى مَدى دَعَواتِنا
ما أطرَبتْ باسْمِ الإخاءِ علومُها
...
لا ريبَ تُعجِزُنا يَراعَةُ طيِّبٍ
لمَّا استهلَّ معَ الوَفَاءِ كَريمُها
...
جُرحي وَجُرحُكَ في السَّما التَقَيا لِذا
جَادا بما تُوحي الشُّجونُ غمومُها
...
وتأرَّجَت بهما أقاحي حِكْمَةٍ
فإذا المعاني زاهرٌ مفهومُها
...
سَلِمَتْ يمينُكَ يا ابنَ خيرِ مَدائني
ما شعْشَعتْ قيَمٌ وسادَ عظيمُها
*****
مع كثير ودٍّ وتقدير
*البحر الكامل