*****
شيخوخةٌ تدّبُ في جسدي !! تتسرّبُ الى روحي ، فلمْ اعدْ قادراً
على التحمّلِ ، أو التعلّقِ بأهدابِ الصبر ... ؟؟
آهٍ من الغربةِ ، ومن آلامها التي تقضُّ مضجعَ القلبِ
و تزلزلُ حنايا الروح ... ؟؟
في براحِ الغربةِ لا تتفتّحُ الزهور ، و لا تُثمرُ الأشجارُ
و لا تُغرّدُ الطيورُ ... ؟؟
فـي أرضِ الغُربةِ لا تشرقُ سوى شمسٌ حارقةٌ تكوي القلبَ
فيحترقُ شوقاً و يتصبّب وجعاً ...
في سماءِ الغربةِ لا قمرَ يسطعُ في مسائي أسامِرُه ؟ أداعبُ فيه
طيفَ محبوبتي ،أستسقي منها بعضَ هَنَأَةٍ تُخرِسُ ضجيجَ الروح
اقطف أحلى ذكريات الامس ، وأرميها في كأس الصبر فأسقي بها
توسلات احلامٍ باتت تحتضر... !!!
*********
مرّت عليَّ سَبْعٌ عِجافٌ ، سَبْعٌ أشبعتِ القلبَ تمزيقاً ؟؟!!
دمّرُت جدرانَ الصبرِ ودَهستْ منّي الأحلامَ بأن أعودَ، وأمضي
بفراخي إلى جذورِ شجرتي حيثُ أشرقتْ ، و ربتْ و اكتستْ بعضَ
ريش حيثُ براحُ الأرواحِ ، و زقزقاتُ الفراخِ ،و ضجيجُ الضحكاتِ
في صحنِ الدار...
فيه تلتمُ الشجرةُ بأغصانِها و أوراقِها كلَّ جمعةٍ أو مناسبة ...
أو في العيدِ ، وما أجملها بهجةُ العيد ، الكلُّ فيها فرِحٌ ، فالشمسُ
تُغنّي شروقاً و دفئاً ، و الأطفالُ تغرّد فرحاً ، و القمرُ سميرنا
في السهرِ ، و العودةُ مشياً في الشوارعِ الطوال ، حيثُ النواقيسُ
تُرسِلُ بتحيتها إلى الظلال ...
*********
آهٍ من الغربةِ و ألف آه ، لقد قُدَّت قميصُ أحُلامي ، لقد أنستني
حتى كلمةَ العيد ، فبتُّ وأولادي كما الأيتام، أهدابُنا مكسورة ،لا يدَ
تمسحُ شَعْرَنا ، أو تكفكفُ دمعَنا ، أو كلمة ترطّب قلوبنا ...
عطشى هي أغصاني ، و لا ماءَ يرويها ، لقد انهكتها رياحُ الغربةِ
العاتية ، فباتَ لا يُسمع لأوراقِها حفيف ...
*********
و أنا الآن في محرابِ أوجاعي أتجرّع الألمَ على محبوبتي
التي هجرتْ بحارهَا النوارسُ ، وسمائَها الحمامُ ، وهوائَها النسيمُ
ومائَها المزنُ وأشجارهَا العصافيرُ وغاباتِها الغزلانُ وليلهَا النجوم
محبوبتي التي سمائُها عَقَرَتْ خلا الغربانَ السودِ وجوارحَ الموتِ
ترمي بحممها على أطفالِها وبيوتها ، فتفوحُ رائحةُ الموتِ في
هوائِها و تمتزجُ الدماءُ بمائِها ، و تنعقُ البومُ على أشجارِها !!
و تنتشرُ الضباعُ في غاباتِها ، و تنطفئُ النجومُ في ليلِها !! وتعودُ
نوارسُها محمولةً على أكفِّ البحارِ جثثاً هامدةً تلفظُها الشطآن ...
*********
ألا رحماكَ ربّي : في محبوبتي التي تكالبتْ عليها الذئابُ والضباعُ
ألا رحماكَ ربّي : أشعر بأثقال لا تحتملها أوردتي ؟؟!!
تصطَلي الروح وجعاً ؛ تتلوى تحتَ لهِيبِ نِارٍ أُضْرِمَت لأَمدٍ بعيدٍ ؟!
تكَالبتِ الأَوجاعُ على قلبِ أَنايْ وَتشرْنقَ النبضُ غَصَّة بلغتِ
الحلقومَ وها هُوَ ذا يختنِقْ ، و انساني يذرفُ دماً ، وَأضلاعي
مُهشَّمةٌ تلُوكُ آلاماً مملوءةٌ بِطعناتِ الخذلَانِ ؟! فأيامها مكفهِرة
سمائُها راعدةٌ تمطر موتاً...
و لا بصيصَ أملٍ ينبعثُ مِنْ رَحِمِ الضبابِ ... بسبعِ لحظاتٍ سمانٍ
و لا نبْـــض .
************
رضوان مسلماني
آخر تعديل رضوان مسلماني يوم 01-06-2017 في 03:41 PM.
بسم الأرض الأم والمحبوبة الأكثر إيلاما نبدأ أحزاننا
ألا يكفّ الظلم ويتوب إلى الله من ذنبه؟
فما عادت القلوب للصبر تستجيب
زلزلني نصّك الباكي وأبكاني.. فحزن كهذا يعنينا جميعا
لقلبك السكينة ولروحك ألف ياسمينة
مع سبق الإصرار
كم متألمٌ جزيل الحنين والاشتياق هذا البوح!
ملتاعٌ أطَّرته أحزان الغربة، وتغلغلته ويلاتُ الأنِّ حتى بدا هذيان جراح!
أهلا بعودكم الأنيق بهذا النص الزاخر بالألق أيها القدير
حفظكم المولى وأيدكم لكل خير
محبتي والاحترام
ولا نبض
--------
نافذة ورنوت منها أجمل التعابير ورصدت حواس الوجع كلها
بصراحة خاطر مملوء بالمشاعر الجميلة والتي أحسنت وأجدت ببوحها
ورسم صور الغربة وألمها
لك الشكر والتقدير
التوقيع
حين
دخلت محرابك.... كنت قد توضأتُ بدمعة
ولأن البحر لم يصل مدّهُ لقاعك
سأرجع له الدمعة